في بلاغ لرئاسة حكومتها:
تعهدت الحكومة الإسبانية، يوم الجمعة المنصرم، بضمان “سيادة المغرب ووحدته الترابية”، في إطار “المرحلة الجديدة” التي تم تدشينها بين البلدين.
وجاء في بلاغ لرئاسة الحكومة الإسبانية “ندشن اليوم مرحلة جديدة من العلاقات مع المغرب، تقوم على الاحترام المتبادل، تطبيق الاتفاقات، عدم اللجوء إلى الإجراءات الأحادية، الشفافية والتواصل الدائم. وسيتم تطوير هذه المرحلة الجديدة (…) بناء على خارطة طريق واضحة وطموحة. كل هذا من أجل ضمان الاستقرار، السيادة، الوحدة الترابية وازدهار بلدينا”.
وفي هذا السياق، جددت الحكومة الإسبانية التأكيد على “عزمها” القيام مع المغرب بـ “رفع التحديات المشتركة، لاسيما التعاون في مجال تدبير تدفقات الهجرة في الحوض المتوسطي والمحيط الأطلسي، من خلال العمل دوما بروح من التعاون الكامل، واستعادة السير الطبيعي لحركة الأشخاص والبضائع، لما فيه مصلحة شعبينا”.
وخلص البلاغ إلى أن الحكومة الإسبانية “ترحب” ببرمجة زيارة لرئيسها إلى المغرب “من أجل بلورة خارطة الطريق لهذه المرحلة الجديدة، وكذا بالدعوة الموجهة لوزير الشؤون الخارجية والاتحاد الأوروبي والتعاون لزيارة الرباط قبل نهاية الشهر”.
القادة السياسيون في أوروبا يشيدون باعتراف إسبانيا بمخطط الحكم الذاتي باعتباره الحل الأكثر جدية ومصداقية
أشادت شخصيات أوروبية بارزة باعتراف إسبانيا بمخطط الحكم الذاتي التي اقترحه المغرب باعتباره الحل الأكثر جدية وواقعية ومصداقية للنزاع الإقليمي حول الصحراء المغربية، داعين الاتحاد الأوروبي إلى اتباع نفس المقاربة.
وتعليقا على الدعم الذي قدمته الحكومة الإسبانية لمخطط الحكم الذاتي التي اقترحه المغرب، أكد الوزير الأول الفرنسي السابق مانويل فالس، أن “حكومة بيدرو سانشيز قامت بتحول مفاجئ ومرحب به واستراتيجي من خلال اعتبار مبادرة الرباط للحكم الذاتي في الصحراء الأساس الأكثر جدية وواقعية ومصداقية”.
كما أشار، في تغريدة على موقع التواصل الاجتماعي “تويتر”، إلى أنه “كان من الملح إعادة بناء علاقة بناءة مع المغرب”.
من جهته، أشاد عضو البرلمان الأوروبي دومينيك ريكيت من المجموعة الأوروبية “رينيو يوروب” باعتراف إسبانيا بمخطط الحكم الذاتي “باعتباره الحل الأكثر جدية ومصداقية بالنسبة للمنطقة”، مؤكدا أن “العلاقات الوثيقة بالفعل بين الاتحاد الأوروبي والمغرب ستزداد متانة”.
من جانبه، رحب النائب الأوروبي البلغاري، إلهان كيوشيوك “بالموقف الإسباني الجديد الذي عبر عنه رئيس الحكومة بخصوص المقترح المغربي للحكم الذاتي باعتباره حلا واقعيا وذا مصداقية”، معربا عن الأمل في أن “يتبع الاتحاد الأوروبي نفس المقاربة”.
وأشار النائب البرلماني الإيطالي ونائب رئيس مجموعة “إيطاليا فيفا”، ماركو دي مايو، إلى أن دعم إسبانيا للحل الذي اقترحه المغرب للنزاع الإقليمي الذي طال أمده حول الصحراء “في الحقيقة عمل إيجابي يساهم في تحسين الأجواء في البحر الأبيض المتوسط”.
كما وصفت السيناتور الإيطالية، وعضو مجموعة “فورزا إيطاليا”، يورانيا جيوليا باباثو، ب”الخبر السار” الإعلان عن الموقف الإسباني الداعم لمبادرة الحكم الذاتي في الصحراء المغربية، داعية إيطاليا إلى أن تحذو حذو إسبانيا وفرنسا وألمانيا والولايات المتحدة ودول أخرى بالاتحاد الأوروبي.
وكتبت “خبر سار: بعد ألمانيا وفرنسا ودول أخرى في الاتحاد الأوروبي، إسبانيا تعتبر أيضا المبادرة المغربية للحكم الذاتي التي تم تقديمها في سنة 2007 الأساس الجدي لحل نزاع الصحراء. الآن حان دور إيطاليا”.
وتعليقا على الإعلان الموقف الجديد لإسبانيا، اعتبر النائب الفيدرالي البلجيكي والنائب السابق في البرلمان الأوروبي هوغويس باييت أن “الوقت قد حان لإيجاد حل سلمي وبهدوء” للنزاع حول الصحراء المغربية، مشيرا إلى أنه سيعمل على التشجيع على اتخاذ موقف مماثل في بلده.
من جانبه، أكد وزير شؤون الرئاسة الإسباني، فيليكس بولانيوس أن إسبانيا من خلال اعترافها بتفوق المبادرة المغربية للحكم الذاتي، باعتبارها “الأساس الأكثر جدية، واقعية ومصداقية”، فإنها تريد الانخراط إلى جانب المغرب في علاقة “مستقرة وجيدة”.
وأوضح بولانيوس، في تصريحات للصحافة، أن “العالم في حاجة للتعاون بين الدول والانكباب سويا على معالجة المشاكل المشتركة”، مؤكدا أن الموقف الجديد لبلاده حول الصحراء المغربية يندرج في سياق هذه الرؤية.
وفي هذا الصدد، سلط الضوء على أهمية المغرب بالنسبة لإسبانيا، لاسيما في مجال التعاون حول تدبير تدفقات الهجرة ومحاربة شبكات الاتجار في البشر.
وشدد على أنه من خلال فتح صفحة جديدة في علاقاتهما الثنائية، تنخرط إسبانيا والمغرب في تمتين تعاون “مستقر وجيد”.
وفي رسالة موجهة أمس إلى جلالة الملك، أكد رئيس الحكومة الإسبانية، بيدرو سانشيز، أن “إسبانيا تعتبر المبادرة المغربية للحكم الذاتي هي الأساس الأكثر جدية وواقعية ومصداقية من أجل تسوية الخلاف” حول الصحراء المغربية.
واعترافا “بأهمية قضية الصحراء بالنسبة للمغرب”، شدد رئيس الحكومة الإسبانية على “الجهود الجادة وذات المصداقية التي يقوم بها المغرب في إطار الأمم المتحدة من أجل تسوية ترضي جميع الأطراف”.
وردا على رسالة السيد سانشيز، أكد المغرب أنه يقدر عاليا مواقف إسبانيا الإيجابية والتزاماتها البناءة بشأن قضية الصحراء المغربية.