إسدال الستار على فعاليات الملتقى الوطني لشباب الذكرى أربعين لمنظمة الطلائع أطفال المغرب بالحاجب

أسدل الستار، مساء أول أمس، على فعاليات الملتقى الوطني لشباب الذكرى الأربعين لمنظمة الطلائع أطفال المغرب، والذي احتضنه مركز الشهيد الحوري بمدينة الحاجب، على امتداد أربعة أيام تحت شعار “التزام – ترافع – تطوع” بمشارك قرابة 150 شابا وشابة يمثلون فروع المنظمة بمختلف مدن المملكة.

وقد اشتمل برنامج ملتقى شباب الطلائع على مجموعة من العروض والندوات ذات الطابع التكويني والتي مكنت الشابات والشبان المستفيدين من الإطلاع على مجموعة من المستجدات التي يعرفها الحقل التربوي والجمعوي بالإضافة إلى القضايا المجتمعية التي تستأثر باهتمام الشباب المغربي عموما وشباب الطلائع على وجه التحديد، من قبيل موضوع الهجرة والشباب انطلاقا من واقعة الفنيدق أو ما بات بعرف إعلاميا بـ “يوم الهروب الكبير” وموضوع الشباب والمشاركة السياسية في علاقة بموقع الشباب في السياسات العمومي، وكذا مستجدات قضية الصحراء المغربية انطلاقا من مقاربة حقوقية وسياسية.

  كما اشتمل برنامج هذا الملتقى الذي نظم بشراكة مع وزارة الشباب والثقافة والتواصل قطاع الشباب والجامعة الوطنية للتخييم، على مجموعة من الورشات التفاعلية التي تهم مجالات مرتبطة بالقيم المؤسسة لمنظمة الطلائع أطفال المغرب. كما استفاد المشاركون من محترفات أطرها أطر المنظمة في مواضيع ذات الصلة بالتنشيط التربوي سواء داخل مؤسسات الشباب أو في المخيمات الصيفية، وذلك بهدف تقوية قدراتهم في مجال اشتغالهم كمؤطرين شباب .

وهكذا، فقد كان موعد شباب ملتقى الذكرى 40 لمنظمة الطلائع،

خلال اليوم الثاني مع ندوة تفاعلية حول موضوع “الشباب والمشاركة السياسية” أطرها الإطار الوطني فريد قشنى المدير الإقليمي لوزارة الشباب والثقافة والتواصل قطاع الشباب بالحاجب.

فريد قشني: الشباب المغربي له ما يكفي من الإمكانيات للممارسة السياسية بشكل مغاير

 وقد أكد فريد قشنى على أن الشباب اليوم بات مدعوا، أكثر من أي وقت مضى، للمشاركة بشكل فاعل في الحياة السياسية وإعداد السياسات العمومية، مشيرا إلى أن الشباب المغربي له القدرة، وله ما يكفي من الإمكانيات للممارسة السياسية بشكل مغاير، وبشكل ينسجم مع التحولات الكبرى التي يعرفها المجتمع المغربي والتي تؤثر بشكل أو بآخر على الحقل السياسي الوطني.

وأوضح المدير الإقليمي لقطاع الشباب بالحاجب أن الممارسة السياسية اليوم تختلف عما كانت عليه منذ حوالي عقدين من الزمن حيث كانت هناك مجموعة من العوامل الموضوعية المرتبطة بالسياق السياسي والتاريخي والتي تحول دون مشاركة الشباب في العمل السياسي، عكس اليوم، يضيف فريد قشنى حيث أن شباب اليوم مستعدون أكثر للتفاعل مع الشأن السياسي والسياسات العمومية، خاصة في ظل الفورة الرقمية وتطور آليات التواصل من خلال شبكة الأنترنيت ومواقع التواصل الاجتماعي.

ودعا فريد قشنى الشباب إلى الانخراط في الأحزاب السياسية للمساهمة في تأطير المواطنين والمشاركة بكثافة في الانتخابات لإسماع أصواتهم، والتعبير عن حاجياتهم وتطلعاتهم، وقال في السياق ذاته “إذا لم تمارس السياسة فهناك بالتأكيد من يمارسها مكانك ودون علمك وفي أحيان كثيرة ضد مصالحك”.

وبحسب فريد قشنى فإن على جمعيات المجتمع المدني، وضمنهم منظمة الطلائع أطفال المغرب، العمل على غرس ثقافة المشاركة لدى الشباب المغربي وتسليحهه بمبادئ الجدية والمصداقية في العمل، وفي علاقته بالمجتمع وذلك في أفق مصالحة هؤلاء الشباب مع العمل السياسي.

محمد حجيوي: الفعل الجمعوي والتربوي يكتسي أهمية كبرى في ضمان الأمن الاجتماعي والتربوي

 

 

وفي موضوع “الشباب والهجرة ..واقعة الفنيدق مقاربة تربوية” قال محمد حجيوي رئيس منظمة الطلائع أطفال المغرب، إن هذه الواقعة المؤلمة والصادمة تسائلنا جميعا، وفي الوقت ذاته تديننا جميعا لأن المسؤولية التقصيرية ثابتة على الدولة وعلى المجتمع”، مشيرا إلى أن هذه الواقعة تفرض على الحكومة وعلى صناع القرار، إعادة طرح سؤال مدى نجاعة السياسات العمومية الموجهة للشباب والأطفال واليافعين، هذه السياسات، يضيف المتحدث تجر من ورائها العديد من الإخفاقات، في العديد من المجالات وفي مقدمتها مؤسسات التنشئة الاجتماعية.

وأوضح محمد حجيوي، أن الحكومة إلى حدود اليوم، لم تستوعب مع الأسف، الأهمية القصوى التي تكتسيها مؤسسات التنشئة الاجتماعية خاصة وسط الشباب واليافعين والأطفال، ولم تستوعب أن الفعل الجمعوي والتربوي على وجه الخصوص يكتسي أهمية كبرى في ضمان الأمن الاجتماعي والأمن التربوي، وله يعود الفضل في التربية على القيم والمواطنة وتحصين الذات الجماعية أمام التحولات القيمية التي تخترق مجتمعنا.

وأضاف رئيس منظمة الطلائع أطفال المغرب أن الجميع لاحظ خلال تلك الواقعة الصادمة الرغبة العارمة التي باتت تسكن عددا كبيرا من الشباب واليافعين وحتى الأطفال في مغادرة بلادهم ولو نحو آفاق غامضة ومحفوفة بالمخاطر لأنهم بكل بساطة، يضيف محمد حجيوي، يرفضون واقعهم وواقع أسرهم المتسم بكثير من المعاناة وانسداد الآفاق.

ويرى محمد حجيوي أن ظاهرة هجرة الشباب بالإضافة إلى كونها مرتبطة بعوامل اقتصادية واجتماعية، فهي أيضا تسائل المجتمع المدني من خلال فعاليات ومؤسسات الوساطة وفي مقدمتها الحركة الجمعوية التربوية، والشبابية بما أن مهمة هذه المؤسسات الجمعوية هي التأطير التربوي والشبابي، مشيرا إلى أن تراجع أو انحصار هذه الوظيفة يعود بالدرجة الأولى لأسباب موضوعية بالأساس أكثر منها ذاتية نظرا لتمييع الحقل الجمعوي والتربوي وضرب قيم التطوع والالتزام، واستهداف الحركة الجمعوية الجادة من خلال “تبضيع العمل الجمعوي والتربوي” واجتثاثه من حواضنه الفكرية والفلسفية التي تقوم على تصور لمشروع مجتمعي واضح، ومنسجم في بعده القيمي.

مصطفى عديشان: عراقة العطاء وغنى التراكم المعرفي والاديولوجي لحزب التقدم والاشتراكية

وكان شباب ملتقى الطلائع في اليوم على موعد مع مصطفى عديشان عضو الديوان السياسي لحزب التقدم والاشتراكية في لقاء تفاعلي حول تاريخ حزب التقدميين المغاربة، حزب الكتاب ومساره النضالي الذي امتد إلى أزيد من 80 سنة من الكفاح والنضال في سبيل رفعة قضايا الوطن والشعب.

وأبرز مصطفى عديشان أن الامور خلال تاريخ حزب التقدم والاشتراكية النضالي والسياسي لم تكن الأمور تسير بشكل طبيعي وعادي، بل تعرض الحزب للمنع كما تعرض مناضلاته ومناضليه إلى التضييق والاعتقال خلال فترات من التاريخ الذي بات يعرف بسنوات الرصاص.

وبسط القيادي في حزب التقدم والاشتراكية، أمام شباب منظمة الطلائع أطفال المغرب، عراقة العطاء والتراكم المعرفي والاديولوجي لحزب الطبقة العاملة والفلاحين الفقراء والمثقفين المتنورين، وذلك بإطلالة على كل المراحل التي نقش فيها حزب الكتاب مسيرته منذ أربعينيات القرن الماضي تحت يافطة الحزب الشيوعي المغربي الذي عرف عنه نضاله ضد الاستعمار الفرنسي والاسباني، وتصوره لبناء الدولة الديمقراطية وما تعرض له مناضلو هذه الفترة من قمع واضطهاد مزدوجين، لم يثن الشيوعيون المغاربة من التعبير عن مواقفهم الوطنية التي جعلت مصالح الوطن العليا ومصالح الطبقة العاملة والشعب الكادح فوق كل اعتبار.   

وتحدث مصطفى عديشان عن ظروف منع الحزب الشيوعي المغربي لاسيما محاكمته الصورية سنة 1959، وتأسيس حزب التحرر والاشتراكية إبان المؤتمر السري الثالث للحزب الشيوعي المغربي سنة 1966، حيث رمى نشاطه إلى إقامة مجتمع اشتراكي مطابق لواقع البلاد الوطني، ولتقاليدها التاريخية السليمة، ولتعاليم الإسلام التحررية، ولقوانين تطور الإنسانية التقدمي، ثم بسط حديثه حول ظروف وملابسات تغيير اسم التحرر والاشتراكية إلى حزب التقدم والاشتراكية. 

واستطرد عضو الديوان السياسي لحزب الكتاب في شرح الظروف السياسية التي عرفتها بلادنا في ستينيات القرن الماضي، والتي نتج عنها وضعية استثنائية سنة 1965، تلتها أحداث متشنجة لم تسمح لكل الفاعلين السياسيين من مواصلة حلم بناء الدولة الديمقراطية، الشيء الذي مهد لمرحلة السبعينات ودخول المغرب في التحضير لمراحل استرجاع صحرائه عبر المسيرة الخضراء، وانخراط جل الفاعلين في هدا الجو العام الذي أذكى من جديد الروح الوطنية، وسمح للأحزاب السياسية بالتعبير عن تصوراتها للديمقراطية. من هنا كانت، يضيف عديشان مناسبة تأسيس حزب التقدم والاشتراكية وانخراطه العملي فرصة للتعبير عن تصوره مبتكرا في منتصف السبعينيات مصطلح المسلسل الديمقراطي لإخراج البلاد من دوامة العنف والتشنج وعدم الاستقرار وتغييب الديمقراطية بالتزامن مع الاجماع الوطني حول استرجاع الصحراء المغربية والدفاع عن فكرة انخراط القوى الديمقراطية واليسارية في التغيير من داخل المؤسسات، واضعا برنامجا سياسيا اصطلح عليه بمرحلة الثورة الوطنية الديمقراطية التي كانت تروم في وطنيتها معاداة الامبريالية وقادرة على جمع أوسع الجماهير من أجل الدفاع عن الوحدة الترابية والتحرر الاقتصادي. 

رشيد روكبان: البنية التنظيمية لحزب الكتاب تمثل انعكاسا طبيعيا لخلفيته الفكرية والايدبيلوجية

وفي لقاء تفاعلي مماثل خلال هذا الملتقى فصل رشيد روكبان عضو الديوان السياسي لحزب التقدم والاشتراكية، في البنية التنظيمية لحزب الكتاب مستعرضا مختلف الآليات التنظيمية على المستوى الوطني والجهوي والإقليمي والمحلي، والتي من خلالها يعمل حزب التقدميين المغاربة على ترجمة تصوراته وبرامجه على أرض الواقع، ومن خلالها يقوم بتصريف مواقفه التي يبلورها على مستوى هياكله التقريرية والتنفيذية سواء تعلق الأمر بالمؤتمر الوطني كأعلى هيئة تقريرية داخل الحزب أو على مستوى اللجنة المركزية ثاني هيئة تقريرية بعد المؤتمر، أو على الجهاز التنفيذي المتمثل في المكتب السياسي.

وفصل رشيد روكبان في فلسفة وأدوار البنية التنظيمية لحزب التقدم والاشتراكية، مشيرا إلى أنها تمثل انعكاسا طبيعيا للخلفية الفكرية والأيديولوجية لحزب التقدم والاشتراكية، كما أنها تمثل انعكاسا طبيعيا لرؤية رفاق بنعبد الله للديمقراطية الداخلية، بما أن القرارات والمواقف يتم بلورتها بشكل جماعي وفق قواعد ديمقراطية هي محددة في أنظمته الداخلية سواء تعلق الأمر بالقانون الأساسي أو بالنظام الداخلي.

محمد سالم عبد الفتاح: المسار الدبلوماسي لقضية الصحراء المغربية يصب في سياق حسم المعركة لصالح بلادنا  

وفي مساء ذات اليوم، التأم شباب ملتقى الذكرى 40 لمنظمة الطلائع أطفال المغرب، لمناقشة تطورات قضية الصحراء المغربية ما بين السياسي والدبلوماسي والحقوقي، أطرها الباحث والمهتم بقضية الصحراء المغربية محمد سالم عبد الفتاح إلى جانب إسماعيل الحمراوي عضو الديوان السياسي لحزب التقدم والاشتراكية.

في بداية هذه الندوة أكد محمد سالم عبد الفتاح، على أن المسار الدبلوماسي لقضية الصحراء اليوم، يصب في سياق حسم معركة الاعتراف الدولي لصالح واقع السيادة المغربية، وتحصين هذه السيادة من خلال حشد مواقف عديد الدول، لصالح المملكة بفضل الشراكات العديدة التي أسس لها المغرب مع مختلف الفرقاء والفاعلين الدوليين والإقليميين.

وتطرق محمد سالم عبد الفتاح إلى قضية الصحراء المغربية من منظور أكاديمي، بداية من السياق التاريخي للنزاع المفتعل مرورا بأهم المحطات والمنعرجات التاريخية التي مر منها هذا الملف وصولا إلى التطورات الراهنة التي باتت تكرس واقع السيادة المغربية على الصحراء، وباتت من خلالها المملكة تراكم مكاسب سياسية وميدانية ودبلوماسية. 

وقال محمد سالم في تصريح لبيان اليوم على هامش هذه الندوة “إن هذا اللقاء كان فرصة للاحتكاك بالأطر التربوية في منظمة الطلائع أطفال المغرب، إلى جانب بعض القادة الشباب الذين يعبرون عن حس وطني عال وعن اهتمام كبير بالقضايا الوطنية وفي مقدمتها قضية الوحدة الترابية”، مشيرا إلى أن الأساسي في نظره، هو أنه كان هناك تفاعل من طرف الشباب الذين حضروا هذه الندوة وكانت هناك أسئلة ومقاربات عميقة تهم مختلف جوانب هذا النزاع المفتعل، السياسية والتاريخية وحتى الحقوقية الأمر الذي يساهم في التكوين السياسي لهذه الأطر الشابة من أجل الانخراط في الترافع الشعبي والمدني حول القضايا الوطنية.

وأضاف المتحدث، أنه خلال هذه الندوة أثيرت أهم المغالطات التي يروج لها خصوم الوحدة الترابية للمملكة إلى جانب تناول المفاهيم الرئيسية والمؤسسة في الخطاب الوحدوي، كمفهوم الحكم الذاتي، ومفهوم تقرير المصير، وغيرها من المفاهيم ذات الصلة والتي تم تناولها من منظور أكاديمي بطريقة مبسطة وواضحة، بهدف تنوير هؤلاء الشباب وتسليحهم بالآليات الضرورية للترافع حول هذه القضية المركزية بالنسبة لعموم الشعب المغربي.

إسماعيل الحمراوي: حزب التقدم والاشتراكية لعب دورا بارزا في دعم الجهود الوطنية والترافع حول القضية الوطنية

من جانبه  تناول إسماعيل الحمراوي، عضو المكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية، قضية الصحراء المغربية من زاوية الوحدة الترابية ودور الأجيال الشابة في الدفاع عن الوطن، مبرزا أهمية الدور الذي تلعبه الدبلوماسية الشبابية والمجتمع المدني في تعزيز الموقف المغربي على المستوى الدولي، مشيرًا إلى التقدم الكبير الذي أحرزه المغرب في ملف الصحراء من خلال الدعم الدولي المتزايد لمبادرة الحكم الذاتي كحل واقعي ومستدام للنزاع.

وتطرق الحمراوي إلى الدور التاريخي لحزب التقدم والاشتراكية في الدفاع عن قضية الصحراء المغربية، مشيرا إلى أن الحزب لعب دورًا بارزًا،  ليس فقط في دعم الجهود الوطنية، بل أيضًا في الترافع لدى الأحزاب السياسية الدولية ذات التوجه الاشتراكي والشيوعي، كما ساهم الحزب في تأطير الشباب وترسيخ الوعي بأهمية القضية عبر مبادرات توعوية وثقافية. وبهذا، يظل الحزب، يضف القيادي الحزبي، جزءا أساسيا من الإجماع الوطني حول قضية الصحراء، مساندا للمسار التنموي والدبلوماسي الذي ينهجه المغرب.

ودعا اسماعيل الحمراوي إلى ضرورة تضافر الجهود بين جميع الأطراف، بما في ذلك الأحزاب السياسية والجمعيات، من أجل مواصلة النضال من أجل قضية الصحراء، مؤكدا على أهمية الحفاظ على الهوية الوطنية وتعزيز روح الانتماء لدى الشباب.

وفي نظر عضو الديوان السياسي لحزب التقدم والاشتراكية، فإن التصدي لمختلف التحديات المرتبطة بالقضية الوطنية، يتطلب رؤية جماعية وإرادة قوية للدفاع عن الحقوق الوطنية، مبرزا أهمية انخراط الشباب الرقمي من خلال الترافع عن مغربية الصحراء، وعلى ضرورة تسلح الشباب بآليات الترافع والخلفية الأدبية والسياسية للقضية، والعمل على مواجهة التفاهة المنتشرة في مواقع التواصل الاجتماعي بالجدية والمسؤولية، مما يسهم في تطوير النقاش وجعل قضية الصحراء المغربية مركزية.

منير البوجيدي: القانون الأساسي للمنظمة مرآة عاكسة لعلاقاتها الخارجية والداخلية

وضمن الورشات التي شهدها ملتقى شباب الطلائع، تلك التي أطرها منير البوجيدي عضو المكتب التنفيذي لمنظمة الطلائع أطفال المغرب، منسق قطب التخييم، حيث تطرق خلال هذه الورشة التفاعلية إلى البنية التنظيمية للمنظمة، حيث أبرز مميزات الهيكل التنظيمي لأجهزة الطلائع بالاستناد للترسانة القانونية المؤطرة للمنظمة والتي تشمل ثلاثة قوانين متمثلة في القانون الأساسي والنظام الداخلي وقانون المخيمات.

وبحسب منير البوجيدي فإن من طبيعية  القانون الأساسي الخطاب العام دون تفصيل وهو مرآة المنظمة في علاقتها بمختلف السلطات، إلا أن النظام الداخلي الأقل هرمية منه جاء متمما للأول ومتكاملا معه، أي ذو طبيعة تفصيلية تفسيرية أحيانا، وسند ذلك مفهوم الإحالة الوارد في القانون الأساسي مثل المواد 45 _ 55 _ 74, وتلك الميزة الفارقة بينهما جعلت الأول أقصر (8 فصول متضمنة ل 74 مادة ) من الثاني (14 فصل).

وتطرق القيادي في منظمة الطلائع أطفال المغرب إلى  بعض متون النصين كأمثلة عن أسس بنائهما متمثلة في الهرمية بينهما (علوية الأول على الثاني الذي لا يمكنه التضاد معه) ومع باقي القوانين الأخرى كالحريات العامة وغيرها، إضافة لأساس الليونة والمرونة مع بعض أمثلة تمظهره كتفويض الاختصاص وانعقاد المحطات التنظيمية بمن حضر، ناهيك عن الثنائية التي تميز أجهزة المنظمة في مستوياتها الثلاث: المركزي _ الجهوي _ المحلي، حيث في كل مستوى نجد برلمان التنظيم كجهاز تشريعي تقريري يقابله الجهاز التنفيذي، حيث المجلس الوطني والمكتب التنفيذي على المستوى الوطني، ومجلس الجهة والمكتب الجهوي (برئاسة  المنسق الجهوي) على المستوى الجهوي، ولجنة الفرع التي تنتخب مكتب الفرع على المستوى المحلي.

 كما لم يغفل منير البوجيدي الحديث عن هياكل أخرى كالمؤتمر الوطني والندوة الوطنية والنادي كتنظيم قاعدي إضافة لإبراز أصناف العضوية من طلائع ورفاق الطلائع والمؤطرون والشرفيون، وحيثيات أخرى نالت استحسان الحضور وشكلت فرصة للتفاعل، والتقييم التنشيطي في آخر الورشة.

 يشار إلى أن تنظيم ملتقى شباب منظمة الطلائع أطفال المغرب،   أشرف عليه طاقم إداري وتربوي من قيادة المنظمة يتكون من الرفاق حمودة الشاكري، وأنس نومير، ورشيد حداشة، وعبد الرزاق الزهري، وعبد اللطيف بن الصديق، وعبد الغاني حمدون، كما أن هذا الملتقى الذي جاء في سياق الدينامية التي أطلقها المجلس الوطني للمنظمة في دورته الثانية ببوزنيقة، قرر إدراج جميع الأنشطة والفعاليات الإشعاعية والتنظيمية والتكوينية في إطار الاحتفال بالذكرى 40 لتأسيس منظمة الطلائع أطفال المغرب، باعتبارها محطة فارقة في تاريخ المنظمة، بعد مسار حافل بالعطاء والنضال الحقوقي والتواجد التربوي.

وتضمن برنامج ملتقى شباب الذكرى 40 لتأسيس منظمة الطلائع أطفال المغرب، والذي امتد على ندى أربعة أيام، على مجموعة من الندوات الفكرية والورشات التربوية والأنشطة الثقافية والفنية التي تندرج ضمن مجال اهتمامات الشباب وانتظاراتهم، بالإضافة إلى لقاءات تفاعلية فيما بين الشباب، يؤطرها ثلة من الأساتذة الباحثين والمختصين، وذلك بهدف الإنصات للشباب ومعرفة رؤيتهم لمجمل القضايا الكبرى التي تعرفها بلادنا في مجالات مختلفة.

وقد تمت صياغة هذا البرنامج انطلاقا من الإيمان الراسخ لدى قيادة منظمة الطلائع أطفال المغرب، بضرورة الإصغاء لشباب المنظمة وإدماج أفكارهم وتصوراتهم من أجل إعطاء نفس جديد لمقاربة المنظمة في الجانب الترافعي والتعاطي التربوي مع قضايا الطفولة والشباب، ومن أجل تعزيز قدراتهم في المشاركة بكل جدية في المسار التربوي لمنظمة الطلائع أطفال المغرب وسط الشباب والأطفال واليافعين باعتبارهم قوة اجتماعية ومجتمعية تتوفر على طاقات هائلة وإمكانيات متنوعة يتعين استثمارها في عميلة البناء الديمقراطي.     

بيان اليوم

تصوير: محمد بوزكراوي  

Top