إصابات جدري القردة ترتفع على مستوى العالم.. والفيروس عرف تحورات شديدة

قالت منظمة الصحة العالمية في إفادة، الاثنين، إنه تم إبلاغها بأكثر من 3400 إصابة مؤكدة بجدري القردة وحالة وفاة واحدة حتى يوم الأربعاء من الأسبوع الماضي، معظمها من أوروبا.

وذكرت المنظمة أنه منذ 17 يونيو، تم إبلاغها عن 1310 حالات جديدة، مع إبلاغ ثماني دول جديدة عن حالات إصابة بجدري القردة.

لكن المنظمة الصحة العالمية ما زالت تعتبر أن جدري القردة لم يصل بعد إلى وضع حالة الطوارئ الصحية العالمية، على الرغم من أن المدير العام للمنظمة تيدروس أدهانوم غيبريسوس قال إنه قلق للغاية من تفشي المرض.

وخلافا ما ذهبت إليه منظمة الصحة العالمية بعد ظهور عدوى جدري القرود وانتشارها خارج الدول الأصل، قالت دراسة حديثة إن العامل المسبب لمرض جدري القرود قد تحور بشدة على نحو مفاجئ.

وتتغير الفيروسات باستمرار بسبب حدوث الطفرات. وحين تنشأ طفرة جديدة واحدة أو أكثر لفيروس ما، يطلق عليها اسم سلالة متحورة من الفيروس الأصلي.

وفي وقت سابق قالت مسؤولة تنفيذية بارزة بمنظمة الصحة العالمية إن المنظمة ليس لديها دليل على أن فيروس جدري القردة قد تحور، مشيرة إلى أن المرض المتوطن في غرب ووسط أفريقيا لم يتغير.

وقالت روزاموند لويس مديرة إدارة الجدري ببرنامج الطوارئ بمنظمة الصحة العالمية – للصحفيين بحسب رويترز وفرانس برس – إن التحورات أقل عادة مع هذا الفيروس لكن التسلسل الجيني للحالات سيساعد في التعرف بشكل أفضل على موجة الانتشار الراهنة وفهمها.

وأضاف مسؤول آخر في منظمة الصحة العالمية أنه لا يوجد دليل على تحور فيروس جدري القرود، وجاء ذلك بعد تكهنات سابقة بشأن سبب التفشي الحالي.

فماذا قالت الدراسة الجديدة حول تحور فيروس جدري القرود؟

الكشف عن اختلافات في الخصائص الوراثية

حسب قناة الجزيرة مباشر، ذكر فريق من الباحثين من البرتغال في دراسة نشرتها دورية (نيتشر ميديسن) العلمية، أن هناك نحو 50 اختلافا في الخصائص الوراثية مقارنة بالفيروسات المرتبطة بجدري القرود في 2018 و2019.

واستندت الدراسة على التحليل الأولي لحالات سجلت في البرتغال.

ويمثل هذا التحور ما يتراوح بين 6 أمثال إلى 12 مثلا لما كان متوقعا بالنسبة لهذا النوع من العوامل الممرضة، بحسب التقديرات السابقة. وقد تشير السلالة الجديدة إلى تطور متسارع.

وبحسب الدراسة، التي جرت تحت إشراف جواو باولو جوميز، الباحث في المعهد الوطني للصحة بلشبونة، تقدم البيانات الخاصة بنا أدلة إضافية فيما يتعلق بالتحور الفيروسي المستمر والتكيف البشري المحتمل.

ويتحدث الخبراء حتى الآن عن تطور بطيء، جوهري إلى حد ما فيما يتعلق بهذا النوع من الفيروسات، وخصوصا مقارنة بالعدد الكبير للغاية من التحورات لفيروس كورونا المستجد.

وشكك واضعو الدراسة في أن انتقال الفيروس مرة أو أكثر من إحدى الدول التي يعد مستداما فيها يعد السبب وراء التفشي الحالي.

وظهر لاحقا أن الفعاليات التي تتسبب في انتشار العدوى على نحو واسع والسفر الدولي عززا من التفشي.

ويشك الخبراء أيضا في أن إنزيمات نظام المناعة البشري مسؤولة عن هذه التغيرات في التكوين الوراثي.

5  آلاف حالة عدوى بجدري القرود خلال العام الجاري

سجلت حوالي 5 آلاف حالة عدوى بجدري القرود العام الجاري، على مستوى العالم. وذكرت مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها في الولايات المتحدة أن 3308 حالات من بينها سجلت في 40 دولة خارج أفريقيا حتى الأسبوع الماضي.

وأعلنت تايوان، الجمعة، تسجيل أول حالة إصابة بجدري القرود.

ووفقا لمراكز مكافحة الأمراض في تايوان، فإن المصاب رجل تايواني في العقد الثالث من عمره، عاد إلى الجزيرة يوم 16 يونيو الجاري بعد 6 أشهر من الدراسة في ألمانيا.

وبدأت الأعراض تظهر على الرجل يوم 20 يونيو، وشملت: الحمى واحتقان الحلق وآلام العضلات وتورم العقد الليمفاوية في الفخذ وطفح جلدي.

وفي آسيا، سجلت مؤخرا إصابات بالمرض الفيروسي في سنغافورة وكوريا الجنوبية.

وأعلنت منظمة الصحة العالمية، الجمعة، أنها لا ترى أن هناك حاجة إلى إلغاء أو تأجيل الفعاليات الجماعية هذا الصيف بسبب العدد الكبير غير العادي للإصابات بجدري القرود.

وقال خبراء من المنظمة إن التجمعات الجماهيرية لا تضاعف انتقال العدوى من تلقاء نفسها، وإنما السلوك المتبع خلال الفعاليات هو المهم.

ودعت منظمي المهرجانات الكبرى في القارة الأوربية إلى توضيح المعلومات عن مخاطر العدوى.

ورغم أن المرض يمكن أن يكون قاتلا، إلا أنه قابل للعلاج.

ويمثل الأشخاص المثليون الفئة الأكثر تأثرا بالموجة الحالية من وباء جدري القرود.

وحسب مصادر إعلامية، أوصت الوكالة البريطانية للصحة العامة، بأن يتلقى المثليون الذين يعتبرون “عرضة للخطر” لقاحا ضد فيروس جدري القرود.

وأوضحت الوكالة “رغم أنه يمكن أي شخص أن يصاب بجدري القردة، فإن البيانات الحالية تظهر مستويات أعلى لانتقال العدوى بين المثليين”.

ويلفت الخبراء إلى أن الظاهرة الجديدة في الانتشار الراهن للفيروس هو سريانه المطرد بين الذكور الذين يقيمون علاقات مثلية، والذين يشكلون 98 في المائة من مجموع الإصابات المؤكدة حتى الآن.

Related posts

Top