شهد مقر منظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو) بالرباط، يوم الخميس الماضي، إطلاق الموسم الثاني من برنامج “مفكرون عالميون في ضيافة الإيسيسكو”، عبر لقاء فكري من تنظيم مختبر الإيسيسكو الدولي للفكر والآداب والتراث والفنون، وكرسي الإيسيسكو في الجامعة الأورومتوسطية بفاس.
 وحسب بلاغ للمنظمة، عرف هذا اللقاء، الذي حضره المدير العام للإيسيسكو، السيد سالم بن محمد المالك، تقديم عرضين حول دور الثقافة في تحقيق التنمية المستدامة للمجتمعات، وأهمية إدماج الذكاء الاصطناعي في المجال الثقافي للإجابة عن الأسئلة المتعلقة بمستقبل الأجيال.
 وقدمت العرض الأول الوزيرة- مستشارة رئيس جمهورية السنغال والمسؤولة عن الثقافة، يوما فال، التي شددت على محورية دور الثقافة للمساهمة في تنمية المجتمعات، باعتبارها جزء من العلوم الإنسانية التي تضم وتجمع بين إبداعات أفراد المجتمع، مبرزة ضرورة تعزيز التنوع لتثمين الثقافة والابتكارات الفنية والإبداعية، وإشراك الشباب.
 وأشارت إلى أن معظم دول القارة الإفريقية تعمل على ترسيخ قيم التنوع الثقافي والهوية والعيش المشترك، لما لذلك من دور في تجاوز الخلافات ونبذ العنف والتعصب، مؤكدة أنه بفضل الإصلاح الثقافي، تستطيع الدول أن تنتج رأسمال بشري قوي، وتتغلب على العديد من التحديات الاقتصادية والاجتماعية.
  أما العرض الثاني، فقد كان من تقديم أستاذة علم الاجتماع بجامعة باريس الأولى -بانثيون السوربون، كارولين موريكو، التي فصلت المجالات المستحدثة للعلوم الاجتماعية في علاقتها بالثورة التكنولوجية، مؤكدة أنه لا يمكن للآلات أن تكون بديلا للإنسان، وأن التطور السريع للذكاء الاصطناعي يدفعنا لإعادة التفكير في مفاهيم الإبداع ثقافيا واجتماعيا.
 وتحدثت عن مجموعة من الأعمال والكتب والمؤلفات التي أنتجتها في هذا المجال، وتطرقت فيها إلى مفهوم الإنسان الآلي، وتطور غزو الفضاء، والعلوم والمهارات المصاحبة لعلم اجتماع الآلات.
 وفي مداخلته قبل المحاضرتين، أكد رئيس قطاع الثقافة والاتصال بالإيسيسكو، محمد زين العابدين، أن المنظمة تسعى في سياق التحولات التي يشهدها العالم حاليا إلى الارتقاء بالثقافة، لمواكبة هذا التحول إبداعيا وعلميا وبحثيا، مستعرضا أبرز برامج وأنشطة الإيسيسكو في المجال الثقافي، وفي مقدمتها بوابة الإيسيسكو المبدعة، وطرق الإيسيسكو نحو المستقبل، وشبكة كراسي الإيسيسكو الدولية للفكر والتراث والآداب والفنون.