تم أول أمس السبت 06 نونبر 2021، إعطاء الانطلاقة الرسمية لأشغال تهيئة وتجهيز منطقتي التجارة والتوزيع بالكركرات وبئر كندوز بشراكة ما بين وزارة الصناعة والتجارة (110 مليون درهم) وجهة الداخلة وادي الذهب (50 مليون درهم)، إضافة إلى مشاريع للمكتب الوطني للماء والكهرباء (300 مليون درهم).
وأشرف عامل إقليم أوسرد عبد الرحمان الجواهري، مرفوقا بوفد من منتخبي الإقليم، وبحضور المدير العام للمكتب الوطني للماء والكهرباء، في إطار الاحتفالات المخلدة للذكرى الـ46 للمسيرة الخضراء المظفرة، على تدشين مجموعة من المشاريع والأوراش التنموية بكل من مركز بئر كندوز والمعبر الحدودي الكركرات.
وقد همت تدشينات عامل الإقليم lجموعة من الأوراش، أهمها إعطاء انطلاقة مشروع تزويد المعبر الحدودي الكركرات بالماء الصالح للشرب، ووضع الحجر الأساس لتهيئة منطقة التجارة والتوزيع على مساحة تمتد إلى 60 هكتارا، منها 30 هكتار بمركز بئر كندوز وأخرى بالمعبر الحدودي الكركرات، والتي تعتبر رافعة اقتصادية ترسم ملامح مستقبل اقتصادي واستثماري مهم بإقليم أوسرد باعتباره بوابة المغرب على إفريقيا.
كما عرف المعبر الحدودي الكركرات إعطاء انطلاقة أشغال الربط بشبكة الكهرباء من خلال المحطة الحرارية بمركز بئركندوز، وفي إطار التهيئة الحضرية لإقليم أوسرد، أعطى عامل الإقليم الانطلاقة الفعلية للطريق الرابطة بين مركز بئر كندوز وميناء امهيريز والحي الصناعي المسيرة، الطريق التي ستفسح المجال لرواج اقتصادي وتجاري مهم سينمي من دينامية الإقليم الاقتصادية والاجتماعية.
مشاريع ضخمة لـONEE
وفي سياق متصل، قام عبد الرحيم الحافظي، المدير العام للمكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب، رفقة عبد الرحمان الجوهري، عامل إقليم أوسرد وجبران الركلاوي المدير العام لوكالة الإنعاش والتنمية الاقتصادية والاجتماعية لأقاليم جنوب المملكة، بالإشراف على انطلاق أشغال الكهربة والتزويد بالماء الشروب بمركز الكركرات ومجموعة من المشاريع المهيكلة بإقليم أوسرد.
وفي إطار مواطبة النهضة التنموية الشاملة التي أمست تعرفها المناطق الجنوبية في عدة قطاعات، منذ اعتلاء جلالة الملك محمد السادس عرش أسلافه الميامين سنة 1999، قام المكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب بإنجاز عدة بنيات تحتية في ميادين إنتاج ونقل وتوزيع الكهرباء كذا الماء الصالح للشرب والتطهير السائل. تقدر الكلفة الإجمالية لهذه البنيات بحوالي 25 مليار درهم منها 15 مليار درهم كاستثمار خاص للمكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب.
وفي أفق سنة 2030، سيقوم المكتب باستثمار إجمالي بالأقاليم الجنوبية للمملكة يقدر بحوالي 62.7 مليار درهم.
وفيما يخص إقليم أوسرد، قام المكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب ببرمجة عدة مشاريع تهدف إلى مواكبة التنمية الاقتصادية والاجتماعية بالجماعات والمراكز الصاعدة بالإقليم.
فيما يتعلق بمجال الكهرباء، تم التوقيع على عدة اتفاقيات شراكة بين المكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب وإقليم أوسرد وجهة الداخلة وادي الذهب وجماعة بئر كندوز والمديرية العامة للجماعات الترابية بالإضافة الى وكالة تنمية اقاليم الجنوب للمملكة سيقوم بموجبها المكتب بتعميم الكهربة على صعيد المراكز الصاعدة لإقليم أوسرد بتكلفة إجمالية تناهز 188 مليون درهم.
على مستوى مركز بئر كندوز، هناك ثلاث مشاريع مهمة، يتعلق المشروع الأول بكهربة قرية الصيد المهيريز عن طريق ربطها بالشبكة الكهربائية لبئر كندوز بالإضافة إلى إنشاء مراكز التحويل وشبكة التوزيع والانارة العمومية. تبلغ الكلفة الاجمالية لهذا المشروع 40 مليون درهم ممولة من طرف جهة الداخلة وادي الذهب ومن المرتقب تشغيله في شهر غشت 2023. سيساهم هذا المشروع في مواكبة النشاط الاقتصادي لقرية الصيد المهيريز عن طريق ربطها بشبكة الجهد المتوسط لبئر كندوز عبر إنجاز 4 مراكز للتوزيع وشبكة الجهد المنخفض وشبكة الإنارة العمومية.
ويتعلق المشروع الثاني بإنشاء مركز تحويلي من صنف 0.4\22 ك.ف بالمحطة الحرارية لبئر كندوز بكلفة إجمالية تقدر ب 16 مليون درهم تم تمويلها من قبل المكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب، جهة الداخلة وادي الذهب، جماعة بئر كندوز، المديرية العامة للجماعات الترابية بالإضافة الى وكالة تنمية اقاليم الجنوب للمملكة. سيمكن هذا المشروع، المرتقب تشغيله في شهر نونبر 2022، من تقوية المنشآت الكهربائية وعصرنتها بالمحطة الحرارية لبئر كندوز بهدف ربط مركز الكركرات وقرية الصيد المهيريز بالكهرباء وتعزيز استغلال الشبكة.
سيستفيد مركز بئر كندوز كذلك من مشروع آخر يهدف الى اعادة تهيئة شبكة الانارة العمومية وذلك بكلفة إجمالية تقدر ب 2,4 مليون درهم. ويهم هذا المشروع انشاء 115 مصباح عصري وما يناهز 5 كلم من شبكة الانارة العمومية.
وعلى مستوى مركز اوسرد، سيتم إطلاق مشروع جد هام يهدف الى التزويد المستمر بالكهرباء 24/24 ساعة لمركز أوسرد عوض 12/24 ساعة حاليا، وذلك عن طريق انجاز محطة للطاقة الشمسية بالألواح مع نظام للتخزين. تبلغ الكلفة الاجمالية لهذا المشروع 51,25 مليون درهم ممولة من طرف المكتب والمديرية العامة للجماعات الترابية وجهة الداخلة وادي الذهب ومن المرتقب تشغيله في شهر دجنبر 2022.
أما على مستوى المركز الحدودي الكركرات، أعطى الحافظي انطلاقة أشغال مشروع تزويد المركز الحدودي الكركرات بالكهرباء عن طريق ربطه بالشبكة الكهربائية لبئر كندوز بالإضافة إلى تقوية المحطة الحرارية لبئر كندوز وإنشاء محطة للطاقة الشمسية مع انظمة التخزين ومراكز التحويل وشبكة التوزيع بالكركرات.
تبلغ الكلفة الإجمالية لهذا المشروع المهيكل 77 مليون درهم تم تمويلها من قبل المكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب، جهة الداخلة وادي الذهب، المديرية العامة للجماعات الترابية بالإضافة إلى وكالة تنمية أقاليم الجنوب للمملكة. ومن المرتقب تشغيله في شهر دجنبر 2022.
وتجدر الإشارة إلى أن الدراسات التقنية من أجل ربط مركز بئر كندوز والمركز الحدودي الكركرات بالشبكة الوطنية للكهرباء هي الآن في طور الإنجاز من طرف المكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب.
فيما يتعلق بمجال الماء الصالح للشرب وعلى مستوى المركز الحدودي الكركرات، أعطى عبد الرحيم الحافظي انطلاقة أشغال مشروع تزويد هذا المركز بالماء الصالح للشرب.
ويشمل هذا المشروع إنجاز وتجهيز ثقب جديد ومحطة لتحلية ماء البحر بصبيب يصل إلى 432 متر مكعب في اليوم وإنجاز خزان عالي سعته 200 متر مكعب. وتقدر الكلفة المالية للمشروع، الذي سيمكن من تلبية الحاجيات من الماء الشروب على المدى القريب والمتوسط لساكنة المركز، بحوالي 24 مليون درهم يتم تمويلها من طرف وكالة الإنعاش والتنمية الاقتصادية والاجتماعية لأقاليم جنوب المملكة (20 مليون درهم) والمكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب (4 ملايين درهم).
أما فيما يخص مجال التطهير السائل وعلى مستوى مركز بئر كندوز، اطلع المدير العام على تقدم أشغال مشروع التطهير السائل بالمركز والذي تصل كلفته الى 60 مليون درهم. ويشتمل هذا المشروع على إنجاز شبكة التطهير السائل على طول 15,5 كلم وإنجاز محطتين للضخ وكذا إنجاز محطة لمعالجة المياه العادمة بقدرة تصل إلى 487 متر مكعب في اليوم.
وسيمكن هذا المشروع الذي وصلت نسبة تقدم الأشغال فيه حاليا إلى حوالي %60 من تحسين الظروف الصحية للمواطنين بالإضافة للمحافظة على البيئة والمساهمة في تثمين الماء من خلال إمكانية إعادة استعمال المياه العادمة المعالجة في سقي المساحات الخضراء نظرا لندرة المياه العذبة في المنطقة.
وستساهم هذه المشاريع الطموحة والمهيكلة في تلبية الطلب المتزايد على الطاقة الكهربائية والماء الصالح للشرب وخدمات التطهير السائل وفي التنمية الاقتصادية والاجتماعية بالأقاليم الجنوبية للمملكة وكذا التشجيع على الاستثمار بهذه المنطقة الحيوية المطلة على إفريقيا جنوب الصحراء.
ميناء الداخلة الأطلسي
من جهة أخرى، وفي سياق المناسبة، لا بد من التذكير والإشارة إلى الميناء الجديد “الداخلة الأطلسي”، الذي يندرج ضمن مشاريع النموذج الجديد لتنمية الأقاليم الجنوبية للمملكة، طبقا لتعليمات جلالة الملك محمد السادس.
ويعتبر الميناء من الأوراش التي يرتقب أن تسهم في دعم مسلسل تنمية هذه الأقاليم، وخاصة جهة الداخلة – وادي الذهب، في جميع القطاعات الاقتصادية والاجتماعية والصناعية، كما سيكتسي أهمية استراتيجية بالنسبة للقارة الإفريقية والعالم، من خلال استقطاب الفرص المستقبلية التي يوفرها قطاع النقل البحري.
ويرتقب أن يساهم هذا الورش الضخم، في مواكبة وتعزيز الدينامية التنموية والطفرة الاقتصادية التي تعرفها الأقاليم الجنوبية لململكة عموما، وجهة الداخلة – وادي الذهب خصوصا، في عدد من القطاعات من خلال تعزيز الرواج والتبادل التجاري، ودعم قطاع التشغيل.
وتم اعتماد تصميم قابل للتطوير والتوسعة لهذا المشروع، حيث سيتم إنشاء الميناء بالمياه العميقة على الساحل الأطلسي لجهة الداخلة وادي الذهب، وفقا للمكونات الثلاثة التالية: ميناء تجاري على عمق -16م / صفر هيدروغرافي، ميناء مخصص للصيد الساحلي وفي أعالي البحار، وميناء مخصص لصناعة السفن.
ووفق معطيات مشروع الميزانية الفرعية لوزارة التجهيز والماء، فقد تم تخصيص 12,4 مليار درهم لإنشاء مشروع ميناء الداخلة الأطلسي، خلال مدة زمنية بين 2021 و2028.
ووفق معطيات الوزارة، سيتكون المشروع من حوض التجارة، الذي يتضمن 675 متر من الأرصفة بعمق 16 متر، و185 متر من أرصفة الخدمات، ومحطة مخصصة للمحروقات، ورصيف مخصص لسفن العربات على طول 45 متر، إضافة إلى 30 هكتار من الأراضي المسطحة.
ويتكون الميناء كذلك من حوض للصيد سيتكون من 28,8 هكتار من الأراضي المسطحة، و1662 متر من الأرصفة بعمق 12 متر، إضافة إلى حوض إصلاح السفن، المكون من 138 متر من الأرصفة بعمق 12 متر، و8,6 هكتار من الأراضي المسطحة، وحوض خاص لرافعة السفن.
وسيشيد هذا الميناء بمحاذاة منطقة اقتصادية تمتد على مساحة تقدر ب 1650 هكتارا، وتهدف إلى تقديم خدمات صناعية ولوجستيكية وتجارية عالية الجودة.
**********
بوشعيب قيري: المشروع سيتبنى مقاربة جديدة في التدبير ستكون الأولى من نوعها على صعيد الأقاليم الصحراوية
قال بوشعيب قيري، المدير الجهوي لوزارة الصناعة والتجارة بجهة الداخلة – وادي الذهب، إنه تم إعطاء انطلاقة أشغال تهيئة منطقتين للتجارة والتوزيع بالكركارات وبئر كندوز في إطار تنزيل مقتضيات عقد البرنامج الذي يربط ما بين جهة الداخلة وادي الذهب والحكومة المغربية.
وأوضح قيري، في تصريح لجريدة بيان اليوم، أن هذين المشروعين هما ثمرة شراكة ما بين وزارة الصناعة والتجارة ومجلس جهة الداخلة وادي الذهب، مبرزا أن التكلفة المالية للمشروعين تبلغ 160 مليون درهم تساهم فيها وزارة الصناعة والتجارة بـ110 مليون درهم ومجلس الجهة بـ50 مليون درهم.
وأضاف قيري أن أشغال الإنجاز ستستغرق قرابة سنة ونصف، مشيرا إلى أن الجديد الذي تم اعتماده في هاتين المنطقتين هو توقيع اتفاقية شراكة مع غرفة التجارة والصناعة الفرنسية بالمغرب والتي ستتولى عملية الإشراف والتسويق لهاتين المنطقتين وفق مقاربة جديدة تعطي الأولوية لاستقبال الاستثمارات المثمرة التي من شأنها أن تتماشى مع الأهداف المتوخاة من هذين المشروعين.
من جهة ثانية، حسب المتحدث نفسه، من شأن هذا الإنجاز أن يمكن جهة الداخلة وادي الذهب من بنيات استقبال من الجيل الجديد تدعم ما تعرفه المنطقة وخصوصا المعبر الحدودي للكركارات من انتعاش للعمليات التجارية سواء التصديرية أو الاستيرادية.
وأكد المدير الجهوي لوزارة الصناعة والتجارة بجهة الداخلة – وادي الذهب، على أن المغرب مؤخرا يتبنى إستراتيجية بتوجيهات جلالة الملك محمد السادس، تستوجب انفتاح المغرب على عمقه الإفريقي ليس فقط من الجوانب الإنسانية وإنما أيضا من خلال تعميق المبادلات التجارية، وبالتالي فمن شأن هذين المنطقتين أن تلعبا دورا مهما وأساسيا في الرفع من جاذبية الجهة من أجل احتضان استثمارات في مجالات التجارة والتوزيع.
وشدد قيري على أن هناك سعي من السلطات العمومية إلى تأهيل وتحديث وعصرنة هذا المعبر الحدودي، معتبرا أن هاتين المنطقتين ستكونان بمثابة قيمة مضافة وبمثابة ريادة في مجال عصرنة وتحديث بنيات الاستقبال التجاري واللوجستي.
■ عبد الصمد ادنيدن