إعلاميون وأساتذة يناقشون “الإعلام الجديد” وآفاق الصحافة في ظل التطور الرقمي

في ندوة نظمتها جمعية خريجي المعهد العالي للإعلام والاتصال حول “المهن الجديدة في الإعلام والاتصال: التكوين والكفاءات والفرص”، أول أمس الخميس بالرباط، أجمع مجموعة من المتدخلين على أهمية الإعلام الجديد وحجم التطور الذي جاء به والذي أدى إلى طفرة معلوماتية كبيرة، سواء من خلال الكم والكيف أو من خلال السرعة الزمنية لتداول المعلومات والأخبار.
في هذا السياق، قال عبد الصمد مطيع، الأستاذ بالمعهد العالي للإعلام والاتصال، إن الواقع التكنولوجي وتطور الإعلام أفرز وظائف جديدة مرتبطة بالتقنية مثل صحافة الموبايل وأتاح فرصا أخرى للإعلاميين الذين يشتغلون بالصحافة والإعلام.
وأضاف مطيع أن التحولات التي يعرفها مجال الإعلام والاتصال، تمس بالأساس ثلاث موضوعات هي الكفاءات، والتكوين، والإدماج المهني، داعيا في هذا الإطار إلى ضرورة خلق تكوينات تتماشى مع ما أفرزته التكنولوجيا على مستوى الإعلام والتطور الكبير الذي عرفه هذا الأخير.
وشدد الأستاذ بالمعهد العالي للإعلام والاتصال على حتمية ملاءمة العرض التكويني مع مستجدات التحول الرقمي، خصوصا تكوين كفاءات تتمتع بالبراعة وتعدد المهارات، بما يتيح الاستجابة لحاجيات سوق السوق الشغل، الواعدة بفرص كثيرة في هذه المهن الجديدة.
من جانبه، طرح الإعلامي رضوان الرمضاني مسألة التطور الإعلامي وما جاء به من متغيرات كبيرة على العمل الإعلامي بصفة عامة، حيث إلى جانب وسائل الإعلام كالجرائد والمواقع، ظهرت وسائل جديدة تتميز بكونها مفتوحة أمام الجميع ولا تتطلب الإلمام بدروس الإعلام والصحافة، كمنصة “يوتيوب” التي قال إنها تتضمن مجموعة من الإنتاجات والفيديوهات التي يقدمها العديد من الأشخاص والتي تحظى بتفاعل كبير.
وأوضح الرمضاني أن تلك المنصات الاجتماعية فرضت سرعة كبيرة بالمقابل على الإعلامي والصحافي لتطوير إنتاجه من أجل الحفاظ على متابعته وعلى جمهوره، مشيرا في هذا الصدد إلى أن هذا الأمر خلق إشكال المحتوى وما يجب أن يقدم، مستدلا على ذلك بـ “الطوندونس” الذي تتصدره الكثير من الفيديوهات التي يعتبرها الكثيرون “تافهة” لكنها في جميع الأحوال تتصدر.
هذا التطور، يقول الرمضاني أدى إلى استقطاب المنصات الرقمية لجميع الفئات مما أثر على جودة المحتوى وجعل الإعلامي المغربي مرهونا بفعل التحولات الرقمية في قطاع الإعلام والاتصال ويجله متخبطا بين متطلبات ومعايير الصرامة في محتوى الصحافة الكلاسيكية وبين الاغراءات التي يقدمها الإعلام الجديد. 
من جانبه، أكد أسامة أبرشا، مدير صفحة “موستاشو” على موقع فيسبوك، أن الإلمام بجميع جوانب الإعلام الرقمي بات واجبا، خصوصا مع حجم التطور الذي خلخل بنية الإعلام في شكله السابق، مشيرا إلى أن المشاريع التي تبدأ حاليا يمكنها أن تنطلق بدون تمويل وبـ 0 درهم، مستدلا على ذلك بمشروعه الشخصي، معتبرا أن التمويل يأتي فيما بعد من أجل مسايرة التطورات فيما تبقى الانطلاقة والتأسيس ممكنة بدون تمويل على عكس الإعلام التقليدي الذي يحتاج إلى تمويل كبير منذ البداية.
واستعرض أبرشا تجربته الشخصية، التي شدد فيها على أن التحول الرقمي لا يتطلب فقط ملاءمة المضامين الكلاسيكية مع مستجدات التكنولوجيا الحديثة، بقدر ما يستدعي تغييرا شاملا وجذريا في إستراتيجيات المؤسسات الإعلامية، كما شدد على أهمية معرفة ماذا يريده المستهلكون وتحليل وقياس الحاجة إلى المحتوى من عدمها.
وأوضح أبرشا أن الاشتغال في المهن الجديدة بعد دراسة الصحافة تختلف كثيرا عن ممارستها من زاوية التقنيين، موضحا أن تجربته انطلقت مما درسه بالمعهد العالي للإعلام والاتصال، وجاء أيضا بأمور مرتبطة بالتواصل وطبقها على مستوى الصحافة.

< محمد توفيق أمزيان

Related posts

Top