إفلاس في عهد الناصري

تؤكد الأرقام أن عهد رئيس فريق الوداد البيضاوي سعيد الناصري، يعد الأفضل من حيث الألقاب والبطولات، سواء محليا او قاريا، وهذه حقيقة لا يمكن أن يجادل فيها أي أحد.
إلا أن وراء الحصيلة الإيجابية، يعيش هذا النادي العريق، حالة من التسيير الفردي المطلق، بتحكم الرئيس بكل المهام والسلط، لا يسمح أن يشاركه أي أحد، لا إداريا ولا ماليا ولا تقنيا، هناك مجموعة من الموظفين يقومون بمهام محددة، يطبقون بالحرف تعليمات “السيد الرئيس”، دون زيادة أو نقصان، ومن زاغ أو أخطأ قيد أنملة، سمع ما لا يرضيه، أو طرد شر طردة.
صحيح أن الوداد منذ ستة سنوات تعرف عهدا ناجحا، إلا أن هذا النجاح، يخفى وراء كوارث تهدد كيان الفريق الأحمر من الداخل، من غياب هيكلة قارة، وتراكم للديون، وتعدد ملفات النزاعات وطنيا ودوليا، وسيطرة التجارب الفاشلة على مستوى اختيارات اللاعبين والأطر التقنية، وغياب الحكامة على جميع المستويات.
واقع لا يجعل كل ودادي يتفاءل بمستقبل مشرق لهذا  النادي المرجعي، بصفته واحدا من الركائز الأساسية لكرة القدم المغربية، أسسه رجالات  كمدرسة بنيت على مبادئ الوطنية والأخلاق العالية، والتربية والتأطير وروح العمل الجماعي.
فالأخبار المسربة من داخل القلعة الحمراء، تتحدث عن حجم الديون المتراكمة، والتي تقدر حسب مصادر متطابقة بملايير السنتيمات، مما يجعل مصيره غامضا، إلى درجة مخيفة.
هناك نزعات دولية يتطلب حلها ملياري سنتيم، والغريب أن كل الملفات التي خسرتها الوداد سواء أمام محكمة التحكيم الرياضي الدولية (طاس) أو الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، سبق أن ربحتها أمام اللجان المختصة التابعة لجامعة كرة القدم بالمغرب، مما يطرح علامات استفهام، حول مصداقية وطريقة معالجة هذه الملفات، والشكاوى التي تطرح أمامها.
هناك أيضا ملفات أخرى لا زالت تنتظر دورها بمكاتب الجامعة، مع ما يترتب عن ذلك من حرمان النادي من المنحة السنوية الخاصة بالنقل التلفزي، أضف إلى ذلك عدم عقد الجمع العام منذ سنتين، دون إعطاء أي تفسير أو أسباب موضوعية.
مركز “ويلناس” الذي كثيرا ما افتخر الناصري باقتنائه، تحول بسبب الإهمال إلى بناية مهجورة، وفي غياب الصيانة، تلف العشب وساءت مختلف مرافقه وتجهيزاته، وآخر الأخبار تؤكد أن الرئيس قدمه كرهينة لأحد الأبناك من أجل اقتراض مبلغ مالي مهم، قصد تغطية جزء من المصاريف والتقليل نسبة الديون المتراكمة، التي لا أحد يعرف حقيقة أرقامها.
الملعب الرئيسي التابع لمركب بنجلون تعرض هو الآخر للتلف، ولهذا السبب، رفض اللاعبون خوض الحصص التدريبية فوق أرضيته، خوفا من تعرضهم لإصابات مختلفة، وعلى هذا  الأساس لابد من البحث عن الملعب آخر للتداريب، وعندما طلب من الرئيس إصلاح العشب والاهتمام بمرافق المركب، كان الجواب الوحيد: “خلي داك الشي مكايناش الفلوس”.
مجموعة من اللاعبين فسخت تلقائيا عقودهم، بسبب عدم التوصل بالأجور الشهرية، ومن بينهم التنزاني مسوفا وكركاش والكيلاني والبقية تأتي.
كل هذه المعطيات تؤكد أن الوداد فرع كرة القدم، يعيش إفلاسا حقيقيا، فما بالك بباقي الفروع التي يترأس الناصري مكتبها المديري، فهي تعيش الفقر والحاجة، دون أفق واضح لإيجاد حلول ناجحة سواء في الأمد القريب أو البعيد.

محمد الروحلي

Related posts

Top