إلى متى يستمر المنع؟

تعد البطولة المغربية لكرة القدم، من الدوريات القليلة عربيا وقاريا ودوليا، التي لازالت تلعب بدون جمهور، مع ما يترتب عن هذا الغياب، من تأثير بالغ على الأندية تقنيا وماليا.
فقد دخلت منافسات البطولة موسمها الثالث على التوالي، بدون حضور جماهيري، إذ يستمر قرار المنع، دون أن تلوح في الأفق، إمكانية إعادة النظر في قرار صعب جدا، ولو بشكل تدريجي، كما هو معمول به بالعديد من الدول، بالقارات الخمس.
وسبق لرئيس الجامعة فوزي لقجع أن ألمح بداية هذا الموسم، إلى اقتراب عودة الجمهور إلى الملاعب، لكنها ستكون مرفوقة بشروط محددة، مع ضرورة التوفر على جواز التلقيح، عودة بشكل تدريجي، كما أن نسبة الملء لن تتعدى 50 في المائة، من الطاقة الاستعابية لكل ملعب على حدة، مع ضرورة احترام التدابير الصحية، داخل الملاعب بمختلف مرافقها.
إلا أن تفعيل قرار العودة يتطلب موافقة أساسية من طرف السلطات العمومية، على أن يتم الرفع من الطاقة الاستعابية، بناء على تطور الحالة الوبائية على الصعيد الوطني، مع ضرورة تشديد المراقبة الصارمة أمام أبواب الملاعب، من طرف مصالح مختصة للحلولة دون حدوث تزوير في جوازات التلقيح.
وأظهرت التطورات الأخيرة أن الأندية الوطنية تمر حاليا بأزمة مالية خانقة، جعلتها غير قادرة على الوفاء بالتزاماتها، اتجاه أصحاب العقود، مع اختلاف تخصصاتها، وبرز اللاعبون في مقدمة المطالبين بحقوق عالقة، منذ مدة ليست بقصيرة، إلى درجة شهدت الحصص التدريبية لبعض الأندية، عانت كثيرا من الإضراب عن خوض الحصص التدريبية، وظهر التأثير ذلك واضحا خلال المباريات الرسمية.
صحيح أن الأزمة الخانقة، لا ترتبط فقط بتبعات جائح كورونا، وما ترتب عن ذلك من تراجع نسبة المداخيل، إلا أن السبب الرئيسي في حدوث الخصاص الفظيع، يعود لغياب الحكامة، وسوء التدبير وعشوائية القرارات، على جميع المستويات، إداريا وتنظيميا وتقنيا وماليا، كما أن غياب الوضوح، وضبابية التقارير المالية، جعلت العديد من الأشخاص الذاتيين والمعنويين، يبتعدون عن الانخراط بالمجال الرياضي عموما.
ويعد السماح بعودة الجمهور إلى المدرجات مساهمة في التخفيف من الأزمة، ولو مرحليا، هذا من الناحية المالية، دون أن ننسى الدفء الذي يمنحه عادة الحضور الجماهيري للمدرجات، وتحفيز اللاعبين على الرفع من المستوى العام للمباريات.
وأمام التحسن الذي بدأت تعرفه الحالة الوبائية على الصعيد الوطني، ينتظر أن تتفضل الحكومة، والمصالح المختصة، بالرفع التدريجي لقرار المنع، على أساس شروط صارمة، يلتزم بها كل المتدخلين، قصد إنجاح عودة يترقبها الآلاف من عشاق كرة القدم، فبدون حضورهم لا يستقيم الفعل الرياضي، وهذه حقيقة لا يجادل فيها أي أحد…

>محمد الروحلي

Related posts

Top