من المؤكد أن ذاكرة الرياضة المغربية، لا تخلو من لحظات كثيرة ونادرة لا ولن تسنى من عقول المغاربة على اختلاف الأعمار وتعاقب الأجيال، بفضل ما حققه رياضيون ورياضيات بمحافل رياضية كبرى في مختلف الألعاب سواء كانت جماعية أو فردية، لكن -مع الأسف- فالكثير من الأجيال اللاحقة والمتأخرة عن تلك اللحظات تجهلها تماما ..
في كرة القدم ثم ألعاب القوى والملاكمة وكرة المضرب، وهي رياضات من الدرجة الأولى سجلت فيها المغرب حضورا بارزا، أكثر من مرة، على المستوى الدولي في الزمن الجميل، إضافة إلى بعض الومضات المتفرقة لألعاب أخرى، سطعت أسماء لأبطال وبطلات حققوا إنجازات وفازت بألقاب وبطولات وحطمت أرقام قياسية، أعلت بها راية الوطن خفاقة وسط أعلام دول العالم ..
في الوقت الراهن، وأمام التراجع المخيف للرياضة المغربية التي باتت عاجزة في العقد الأخير عن التموقع مع الأقوياء ولو على المستوى القاري، نستعرض حلقات لأبرز اللحظات التي صنعها أبطالنا وعاشها الجمهور المغربي، وهو يتابع مباراة أو نزالا أو لقاء أو سباقا لمغربي أو مغربية في رياضة من الرياضات ببطولة عالمية أو ألعاب أولمبية..
هي مناسبة إذن لإحياء هذه اللحظات التاريخية والخالدة في سماء الرياضة المغربية، وعرضها بالنسبة لأجيال تجهل ساعات الفرح والحزن تجهل كيف قارع أبطال مغاربة كبار الساحرة المستديرة وأم الألعاب والفن النبيل والكرة السمراء، وتفوقوا عليهم في بعض الأحيان..
«بيان اليوم» اختارت هذه السنة، بمناسبة شهر رمضان الأبرك، استعراض حلقات من الماضي القريب والبعيد للحظات لاعب كرة قدم سجل هدفا ثمينا قادر فريقه إلى انتصار أو تأهل تاريخي أو عداء أحرز ميدالية ذهبية أو حطم رقما قياسيا، أو لاعب تنس وقف ندا لعملاق مع عمالقة اللعبة، أو ملاكم صال وجال بالحلبات.
أحمد باب..من أبطال ملحمة إيثوبيا 1976
أحمد مكروح الملقب بـ “بابا” من مواليد الجديدة سنة 1953، ويعد هذا النجم بطلاً حقيقياً في تاريخ الكرة المغربية لأنه صاحب الهدف الثاني في مرمى غينيا في نهائيات كأس أمم أفريقيا 1976 بإثيوبيا، و الذي أهدى للمغاربة اللقب اليتيم في خزانته.
للإشارة لقد أطلق على نفسه اسم “بابا” تباهيا بلاعب البرازيلي “فافا” الذي تألق في مونديال 1966 بانجلترا..لكن فافا تحولت مع طول الاستعمال إلى بابا، التصق الاسم على عاتقه حتى لم يعد يعرف اسمه الحقيقي غير القليلين..
و هناك من يقول أن إسم “بابا” جاء نسبة إلى مدينة أديس أبابا التي شهدت اللقاء التاريخي بين المنتخب الوطني ونظيره الغاني اللقاء الذي انتهى لصالح المغرب بفوزه بكأس إفريقيا للأمم. لعب أحمد مكروح لنادي الدفاع الحسني الجديدي، واحترف أيضا بنادي رأس الخيمة الإماراتي.
اعتزل اللعب الدولي في سنة 1984، وكان عمره 31 سنة..ظل دوما مثالا للأب الواعي بمسؤوليته تجاه أبنائه وعائلته وكان رمزا للتضحية والنضال رغم ارتباطه بالرياضة.
خاض بابا عدة مباريات جاور خلالها عدة أسماء برزت بشكل قوي في الخريطة الكروية، أمثال فرس والهزاز، وقد تمكن من تسجيل إسمه ويدخل سجل التاريخ المغربي بعد تسجيله هدف التعادل الجميل في شباك الغينيين.
رغم قوة المنتخب المغربي وإنجازاتهم الدولية، لاسيما على صعيد مشاركاته في كأس العالم، فإن خزينة اتحاد الكرة في البلاد لا تحوي إلا لقبا أفريقيا وحيدا، لعل الجيل الحالي من المتتبعين لا يعرف الكثير عنه، ولا عن اللاعبين الذين انتزعوا ذلك اللقب اليتيم في ظروف صعبة.
كان الحدث بإثيوبيا سنة 1976، عندما قررت الكاف إجراء الدور نصف النهائي على شكل دوري بين الفرق المتأهلة: مصر وغينيا ونيجيربا والمغرب.
فاز المغرب على مصر ونيجيريا، بينما فازت غينيا على مصر وتعادلت مع نيجريا. وكان المنتخب الغيني يحتاج للفوز بينما المغرب يكفيه التعادل لانتزاع اللقب.
ورغم الأفضلية المغربية، أصبح اللقب بعيد المنال بعد إحراز غينيا لهدف السبق بواسطة لاعبها المشهور شريف سليمان والنقص العددي في صفوف منتخب المغرب و بلوغ المقابلة دقيقتها 85.
وعن ذكرياته مع المنتخب الوطني في نهائي كأس الأمم الإفريقية سنة 1976، أوضح اللاعب الدولي السابق الملقب بـ “بـابـا” في تصريح صحفي، أن المباراة كانت في غاية الصعوبة أمام المنتخب الغيني، إلا أن العناصر الوطنية ظلت واثقة على الرغم من أن المنتخب أكمل المباراة بعشرة لاعبين فقط، بعد طرد اللاعب عبد الله سماط، إذ قاموا بمجهودات من أجل التتويج باللقب القاري.
وأضاف “نجم” الكرة الوطنية، أن المنتخب الوطني ظل يلعب إلى آخر الدقائق على الرغم من تسجيل المنتخب الغيني للهدف الأول، قبل أن تعود العناصر في النتيجة وتسجل هدف الانتصار، وقال في هذا الصدد: “الهدف الذي سجلت جاء بعد تمريرة “ذهبية” من العميد أحمد فرس، الذي ظل يشجعنا طيلة أطوار المواجهة.. كان من الضروري تتويج المغرب بالكأس الإفريقية، كما أنني لن أنسى الهدف الذي سجلته في نسخة 1976″
إعداد : القسم الرياضي