أسدل الستار أمس الأحد على الدورة السابعة والعشرين للمعرض الدولي للنشر والكتاب التي انعقدت هذه السنة بمدينة الرباط بشكل استثنائي، بعد أن كان توطينها بمدينة الدار البيضاء.
بعد دورتين مؤجلتين بسبب تفشي الوباء، أقيمت هذه التظاهرة التي تسهر على تنظيمها وزارة الثقافة؛ خلال الفترة الممتدة من 3 إلى 12 يونيو، وقد وقع الاختيار على مدينة الرباط لاحتضان الدورة الحالية باعتبارها عاصمة الثقافة الأفريقية خلال السنة الجارية.
وفي هذا السياق، تقرر أن تكون الآداب الأفريقية هي ضيف الشرف، وتم لهذه الغاية تسطير برنامج حابل بالمحاور التي تتناول هذه الآداب بمختلف أبعادها وتجلياتها.
وإلى جانب ذلك، التزم البرنامج الثقافي الموازي للمعرض بالفقرات الأساسية الثابتة، من قبيل: الندوات الفكرية والأدبية، حفلات تقديم الإصدارات الجديدة، القراءات الشعرية، الحفلات الموسيقية، الأيام المهنية (كيف يدبر صناع الكتاب تحولات النشر والقراءة في زمن الوباء، القراءة الإلكترونية وكيفية الاستفادة منها لتحويلها إلى معرفة..)، ومن بين الفقرات الأساسية كذلك للبرنامج الثقافي: المحاورات التي يتم من خلالها فتح حوار مع أدباء معروفين، كما تم الانفتاح كالعادة على الأصوات الأدبية الجديدة، دون أن نغفل الإشارة بطبيعة الحال إلى الورشات التثقيفية الخاصة بالأطفال في مجالات الحكي والرسم وما إلى ذلك.
يمكن القول إن هذه الدورة كانت ناجحة من الناحية التنظيمية، حيث تم لأول مرة الاستعانة بالخدمة الإلكترونية للولوج إلى فضاء المعرض وتخصيص أماكن للاستراحة والحرص على حضور أهم دور النشر الوطنية والأجنبية، وبالنظر إلى أن ضيف الشرف كان هو الآداب الأفريقية، فقد عرضت بكثافة الإصدارات الممثلة لهذه القارة، غير أن من بين الملاحظات السلبية بهذا الخصوص هو شبه غياب الأدب الأفريقي المكتوب بالإنجليزية وانححسار عناوين الإصدارات المعروضة في مجالات محدودة: ندرة الكتاب الخاص بمجال الرياضة على سبيل المثال.
تم توفير مجموعة من القاعات لاحتضان الندوات والمحاضرات ومختلف الحفلات، غير أن إنشاءها بكيفية مجاورة مع بعضها البعض خلق نوعا من التشويش على المتتبعين بسبب اختلاط الأصوات، سيما وأن تلك اللقاءات كانت تقام خلال فترات متزامنة.
ومن بين الملاحظات السلبية كذلك التي تم تسجيلها خلال هذه الدورة بخصوص البرنامج الثقافي، الحضور المتكرر للأسماء المدعوة لتنشيط فقرات البرنامج وهناك من تولى تنشيط عدة فقرات، في الوقت الذي كان ينبغي الانفتاح على مختلف الفاعلين في حقول الفكر والأدب، خاصة ممن لهم إصدارات جديدة.
عدا ذلك، يمكن القول إن الساهرين على تنظيم هذه الدورة قد نجحوا في رهان تنظيم المعرض في مدينة الرباط، حيث حظي بزيارة كثيفة، قدرت بما يفوق مائة ألف زائر، إلى حد أن هناك من طالب بتوطين المعرض في هذه المدينة، وهناك من اقترح أن يتم التجول بالمعرض في مختلف مدن المملكة، لأجل غاية أساسية، تتمثل في تنشيط السياحة الداخلية بالبلاد.
عبد العالي بركات