فازت مسرحية “الجنود المنسيون” لفرقة جمعية محترف عكاظ بجهة الشرق، بالجائزة الكبرى لمهرجان مسرح الشباب في دورته الثانية والدورة 11 لجائزة محمد الجم للمسرح التي نظمتها كل من وزارة الشباب والثقافة والتواصل وجمعية أصدقاء محمد الجم للمسرح تحت الرعاية السامية لجلالة الملك محمد السادس، بكل مسرح محمد الخامس وقاعة باحنيني بالرباط، ليسدل الستار أول أمس السبت على تظاهرة امتدت فعالياتها على مدى خمسة أيام احتفت بمواهب إبداعية شبابية برهنوا من خلال مختلف العروض التي قدموها على شغفهم الكبير بأبي الفنون.
هذا وحازت على جائزة الأمل إناث الشابة زينب ولاد غالم عن دور راقصة البالي في مسرحية جوارو لفرقة كانديلا تطوان والتي مثلت جهة طنجة تطوان الحسيمة في منافسات هذا المهرجان،، فيما أحرز على جائزة الأمل ذكور، الممثل الشاب رشيد بن عمر، عن دور المغوفل الذي أداه في مسرحية “دخلتوا شريك قسموا معايا فريك” والتي قدمتها فرقة الموناليزا للفنون بكلميم والتي مثلت جهة كلميم واد نون في هذه الدورة.
وعادت جائزة التشخيص إناث للمثلة مريم لبشيري، عن دورها لممرضة كولونيل في مسرحية “الجنود المنسيون”، لفرقة محترف عكاظ للإبداع الفني بوجدة والتي مثلت جهة الشرق، فيما فاز بجائزة التشخيص ذكور الممثل أنس ثابت عن دور الأنيق الذي أداه في مسرحية “جرح حي” لفرقة الفن والموضة بالفقيه بن صالح والتي مثلت جهة بني ملال خنيفرة بمهرجان مسرح الشباب في دورته الثانية.
وأحرز على جائزة السينوغرافيا الفنان السينوغراف أنس فرحاني عن مسرحية “القوقعة” التي قدمتها فرقة نادي مسرح القدس التي مثلت جهة فاس مكناس، فيما نالت جائزة التأليف الكاتبة سعاد الوافي عن مسرحية “جوارو-زغاريد” لفرقة كندالا للمسرح التي مثلت جهة طنجة تطوان الحسيمة، فيما عادت جائزة الإخراج مناصفة بين المخرج عبد الفتاح صرصار عن مسرحية “خط أسود” لفرقة خشبة البيضاء والتي مثلت جهة الدار البيضاء الكبرى، والمخرج بدر سعود عن مسرحية “متحف التاريخ” لفرقة إيكو فاميلي التي مثلت جهة العيون الساقية الحمراء.
هذا وبدا الفنان والممثل المسرحي محمد الجم، والذي أطلق هذه المبادرة قبل 11 سنة، خلال الكلمة التي ألقاها في ختام هذا المهرجان، حيث تلا على مسامع الحاضرين برقية مرفوعة لصاحب الجلالة، وقد أحاطته فرحة غامرة بنجاح هذه الدورة، التي قال بشأنها “إنها ثمرة تظافر جهود عدد من القامات في مجال الفن المسرحي، وعدد من الشركاء، مقدما الثناء والشكر لكل من قدم يد العون من قريب أو من بعيد لهذا المهرجان، ولم يفته تقديم الشكر والامتنان لأعضاء لجنة تحكيم هذه الدورة والتي ضمت كلا من الأكاديمي عصام اليوسفي رئيسا وفاطمة مقداد وأمل بنويس وعبد النبي دشين والمسكيني الصغير، أعضاء.. كما أثنى على الحضور الوازن للجمهور ودعمه الوارف لهذا المهرجان منوها بكل نساء ورجال المسرح والفنانين ومحبي هذا الفن وعلى رأسهم أعضاء جمعية أصدقاء محمد الجم، الذين أبلوا البلاء الحسن في مختلف مراحل إنجاز هذا المهرجان محليا وجهويا ووطنيا.. مشيرا إلى التحول الذي طرأ على اسم المهرجان من المسرح المدرسي إلى مسرح الشباب..
وأوضح في هذا الصدد “أن هذا التغيير جاء نتيجة التطور المتواتر الذي حققه المهرجان منذ بدايته الأولى كمهرجان للمسرح المدرسي، حيث ارتأت الجمعية مواكبة تلك المواهب الصاعدة التي نشأت في المسرح المدرسي وقد أصبحوا شبابا ليحمل المهرجان هذه الصفة، مؤكدا أن الدورة الحالية للمهرجان حملت شعار “الشباب ركيزة للنموذج التنموي الجديد”، ومن هذا المنطلق، يقول الرئيس المؤسس لجمعية أصدقاء محمد الجم للمسرح، ستحرص الجمعية من خلال جائزتها المخصصة للمسرح ومهرجان مسرح الشباب على الاستمرار في هذه الدينامية التي تجعل من دعم المواهب الشابة لبنة في مسار خلق جيل شغوف بالفنون الإبداعية وعلى رأسها المسرح باعتباره أول الفنون التي عرفتها البشرية، وفنا بمقدوره التأثير على المجتمع ونقل القيم الجميلة.
وشهد حفل الاختتام توزيع شهادات لفائدة الفرق المشاركة في هذه الدورة والتي تتوزع على الجهات الإثنى عشر للمملكة، ويتعلق الأمر بفرقة “إيكو – فاميلي” من مدينة العيون عن جهة العيون الساقية الحمراء، بمسرحية “متحف التاريخ”، تأليف وإخراج، بدر سعود؛ وفرقة “الداخلة للتنشيط الثقافي” عن جهة الداخلة وادي الذهب، بمسرحية “التخاريف”، تأليف وإخراج، سعيد عطور؛ وفرقة “نادي الموناليزا للفنون” من مدينة كلميم عن جهة كلميم واد نون بمسرحية “دخلتو معايا شريك قسمو معايا فريك”، من إخراج، أيوب بوشان؛
كما حصلت على ذات الشهادة، فرقة “نبراس العتمة للفنون الجميلة” من مدينة طاطا وذلك عن جهة سوس ماسة بمسرحية “القبيلة الخوافة” من إخراج: يونس زروقي؛ وفرقة “جمعية الشعلة للتربية والثقافة” من مدينة زاكورة عن جهة درعة تافيلالت، بمسرحية “فانتازيا”، تأليف وإخراج: سعيد بشنة؛ فضلا عن فرقة “مسرح أبولو” عن جهة مراكش آسفي، بمسرحية “كَر المونتيف”، تأليف وإخراج: محمد العكاري؛ وفرقة “جمعية الفن والموضة” من مدينة الفقيه بنصالح عن جهة بني ملال خنيفرة بمسرحية “جرح حي”.
هذا بالإضافة إلى فرقة “مسرح شباب القدس” من مدينة فاس عن جهة فاس مكناس بمسرحية “القوقعة” وهي من إخراج وإخراج: محمد العويسي؛ وفرقة “محترف عكاظ” من مدينة وجدة عن جهة الشرق بمسرحية “الجنود المنسيون”، وهي من إخراج: عادل خرايدي؛ وحصلت على ذات الشهادة فرقة “جمعية خشبة البيضاء” من مدينة الدار البيضاء عن جهة الدار البيضاء الكبرى، والتي شاركت بمسرحية “الخط الأسود”، تأليف: رفيق مرشد، وإخراج: عبد الفتاح الصرصار.
كما تم منح شهادة المشاركة لفرقة “كانديلا للمسرح” من مدينة تطوان وهي تمثل جهة طنجة تطوان الحسيمة بمسرحية “جوارو/ زغاريد”، التي أخرجهاعبد الكريم أبرنوص؛ كما حصلت على ذات الشهادة فرقة “أقنعة الضفتين” من مدينة سلا عن جهة الرباط سلا القنيطرة بمسرحية “عساسة الما”، وهي من إخراج رضى لوزي.
ويشار أن حفل اختتام هذه الدورة تخللته فقرات فنية تفاعل معها الجمهور الذي كان في أغلبه من الشباب، أحياها كل من الفنان عبد العالي الغاوي وفرقة مراكش للفن الكناوي والتي شارك بعض أعضائها في العروض المسرحية المشاركة في المنافسات وحصد بعضهم جوائز كالشاب الموهوب رشيد بن عمر، عن دور المغوفل في مسرحية “دخلتوا شريك قسموا معايا فريك”.
هذا وتضمن تقرير لجنة التحكيم مجموعة من الملاحظات أبرزها أن العروض المشاركة في المسابقة تميزت مجملا بنوع من التفاوت على مستوى الطرح الفني والمعالجة الإبداعية، والتنوع على مستوى المواضيع والأساليب المقترحة. وقد رصدت اللجنة أيضا غياب وعي ببعض المقومات الإبداعية لدى الفنانين الشباب، في مجموعة من الأعمال المقدمة.
ورغم ذلك ثمنت اللجنة الجهود المبذولة من طرف الجمعية المنظمة لهذه التظاهرة الهامة، داعية الجهات الرسمية وباقي المؤسسات المهتمة بقضايا الشباب والناشئة إلى دعم هذا المجال الفني وخلق المزيد من الفرص للشباب الموهوب من خلال تنظيم دورات تكوينية وتفعيل المادة الخامسة من النظام العام لجائزة الجم.
وحسب ذات التقرير، اقترحت لجنة التحكيم مجموعة من “التوصيات والإرشادات لتطوير المشهد المسرحي للشباب، وتشجيع المخرجين الشباب على تحسين أدائهم وتطوير مهاراتهم”. وتتضمن هذه التوصيات:
1- الاهتمام بنشر النصوص متى ما توفرت فيها شروط الجودة ومقومات النص المسرحي الجيد.
2- خلق منح لتشجيع الشباب على المشاركة في المسابقات ومواكبة المهرجانات المسرحية المحلية والدولية، وكذا ترويج الأعمال المتوجة.
3- تدقيق مسألة تصنيف النصوص (بين تأليف أو إعداد أو ترجمة)، والوعي بمتطلبات كل اختيار. وضرورة الإشارة للنصوص الأصلية عند الاقتباس أو الإعداد للأمانة الأخلاقية والعلمية.
4- إحداث جوائز للموسيقى والملابس من أجل الاهتمام أكثر بهذين المجالين…
5- تشجيع الجمهورعلى حضور العروض المسرحية التي يقدمها الشباب، من خلال خلق جائزة رمزية للجمهور.
6- تقديم المشورة والمصاحبة الفنية للمبدعين الشباب، وتوفير وبرمجة دورات تدريبية متخصصة لتطوير مهاراتهم في مختلف التعابير المسرحية.