ارتفاع مهم لنسب الفتيات المتمدرسات وإقبال أهم للإناث على الدراسة في أسلاك الدراسات العليا

أظهر تقرير جديد للمندوبية السامية للتخطيط، أن نسبة التمدرس في صفوف الفتيات الصغيرات “6 إلى 11 سنة” بالمغرب قد حققت ارتفاعا مهما خلال السنوات العشر الأخيرة، بحيث وصلت إلى 100% في سنة 2020 بعد أن كانت تبلغ 80.6% في سنة 2000. كما ارتفعت نسبة الولوج إلى التعليم في صفوف الإناث من باقي الفئات العمرية حيث انتقلت نسبة تمدرس الفتيات في سن 15 إلى 17 سنة في الوسط الحضري من 56.3% سنة 2000 إلى 90.5% في 2020، وانتقلت في الوسط القروي من 6.1 “2000” إلى 39.2% “2020”.
وكشف التقرير الذي أصدرته المندوبية، تحت عنوان “المرأة المغربية في أرقام، عشرون سنة من التطور”، أن هذا التقدم في نسب التمدرس في التعليم الأولي والابتدائي، تقابله مؤشرات هدر مدرسي أكثر تذبذبا في المستويات اللاحقة. وهكذا يسجل التقرير نسبة هدر مدرسي أقل في صفوف الفتيات من سن 15 إلى 17 سنة في الوسط الحضري مقارنة مع أقرانهن الفتيان، حيث تصل نسبة تمدرس الفتيات من هذه الفئة إلى 90.5% بينما تتراجع نسبة الفتيان إلى 85.7%. لكن الفتيات في الوسط القروي يغادرن الدراسة أكثر من الذكور، ضمن فئة 15 إلى 17 سنة دائما، حيث تتراجع نسبة الفتيات القرويات المتمدرسات إلى 39.2% مقارنة مع الفتيان المتمدرسين الذي يسجلون بدورهم تراجعا في نسبة التمدرس بـ50.5% (2020).
وبالمقابل، تنجح الإناث في إتمام دراستهن أكثر من أقرانهن الذكور الذين يغادرون مقاعد الدراسة بنسب أكبر، بحيث يبلغ معدل إتمام الدراسة في المستوى الابتدائي 97.6% في صفوف الإناث مقارنة مع 93.8% بالنسبة إلى الذكور. ويبلغ المعدل على التوالي 75.6% (إناث) مقارنة مع 54.1% (ذكور)، و53.1% مقابل 27% في المستوى الثانوي التأهيلي.
وتظهر الإناث أيضا إقبالا مهما على الدراسات العليا لاحقا، سواء في السلك العادي أو السلك الثالث والماستر، إذ تصل نسبة تأنيث الدراسة في السلك العادي إلى 52.7% (2019)، ونفس النسبة (52.7%) تسجل على مستوى الإناث اللواتي يتمكن من الحصول على شهادة الماستر والسلك الثالث من الدراسات العليا. وتختار الإناث الولوج بشكل أكبر إلى كليات الطب والصيدلة وطب الأسنان مقارنة مع الذكور حيث تصل نسبة التأنيث في كليات الطب والصيدلة إلى 67.8% وفي كليات طب الأسنان إلى 73.2%. وتشكل الإناث أكثر من نصف المقبلين على الدراسة في باقي التخصصات وعلى رأسها كلية العلوم والتقنيات (59.4%) وعلوم التربية (%55.5)، باستثناء كليات العلوم وعلوم المهندس حيث تصل نسبة التأنيث إلى 49.6%و45.9% على التوالي.
هذه الأرقام كان لها انعكاس على مؤشرات المستوى الدراسي لدى المرأة المغربية البالغة 25 سنة فأكثر، خلال العشرية الأخيرة، إذ انخفضت نسبة الإناث بدون مستوى دراسي من 61.9% في سنة 2010 إلى 52.9% سنة 2020.
وكشف التقرير كذلك أن معدل النساء اللواتي يجدن القراءة والكتابة ارتفع إلى 53.9 في المائة سنة 2019، مقارنة بـ39.6 في المائة سنة 2004. علما أن هذا المعدل يتجاوز 74.6 في المائة عند الرجال (2019)، مقارنة بنسبة 65.6% المسجلة في 2004.
يذكر أن تقرير المندوبية السامية، الذي أصدرته بمناسبة اليوم الوطني للمرأة، يقدم معطيات ضافية على وضعية النساء المغربيات في العديد من المجالات على رأسها التعليم، الصحة، السكان، الأسرة، سوق الشغل، الحياة العامة واتخاذ القرار، المستوى المعيشي، وانتشار العنف ضد المرأة.
وصنفت المعلومات الواردة في التقرير حسب الجنس على المستوى الوطني والوسطين الحضري والقروي. وتم استيقاء هذه المعطيات، حسب ما ورد في مقدمة التقرير، من البحوث الإحصائية والإحصاءات العامة التي أجرتها المندوبية السامية للتخطيط، وكذلك من الإحصاءات التي تنتجها المؤسسات الوزارية.
ويشكل التقرير وثيقة مرجعية هامة بالنسبة إلى صانعي القرار، ومستعملي المعلومات، وللجهات الفاعلة في المجتمع المدني، لاستخدامها في اتخاذ قرارات رشيدة في رسم السياسات العمومية.

< سميرة الشناوي

Related posts

Top