مواطنون يشتكون قلة الفنادق والارتفاع الصاوخي للأسعار
مع حلول شهر غشت من صيف هذه السنة، وعلى غرار السنوات الفارطة، يصطدم المغاربة بالواقع المر لسياحتهم الداخلية التي يعكر صفوها ضعف البنية التحتية الطرقية في المناطق التي تشهد إقبالا كبيرا، وارتفاعا جنونيا لأسعار الخدمات السياحية، دون الحديث عن الزيادات الصاروخية والغريبة التي تعرفها أثمنة المواد الغذائية الرئيسية.
ففي المناطق السياحية الأكثر إقبالا خلال هذا الشهر من الفصل القائض، يصطدم المغاربة بنفخ مغريب في أسعار حجز الفنادق والوحدات السكنية وفي أسعار المنتجات ذات الاستهلاك اليومي دون مراعاة لقدرتهم الشرائية.
يتعلق الأمر بمدن مراكش وأكادير، وبالأخص بمدن الشمال التي زحف لها، مطلع هذا الشهر، آلاف السياح. فالطرق المؤدية لطنجة، تطوان، أصيلة، مرتيل، الفنيدق، المضيق، الحسيمة تشهد اختناقات يومية بالنظر لكونها لا تتوفر سوى على ممرات في اتجاهين عوض ثلاثة، كما هو معمول به في المدن الاوروبية المعروفة بالإقبال الشديد في فترات محددة من السنة.
وأمام الزحف المتزايد على المدن الشمالية، خاصة خلال مطلع هذا الأسبوع، أعرب عدد من المغاربة، لبيان اليوم، عن استيائهم من الارتفاع الكبير الذي تشهده أسعار الوحدات الفندقية وسومات كراء المنازل التي هجرها أصحابها للانتفاع من مداخيله، كما أعربوا عنتذمرهم من “جشع” الفاعلين في القطاع الذين يمتصون جيوبهم دون حياء ولا خوف من تدخل السلطات.
والفعل. فأمام هذه الفوضى، لا نجد لفرق المراقبة وللقائمين على القطاع وجودا ولا ردة فعل، علما أنهم لا يملون، طوال السنة، من التضير لسبل النهوض بالسياحة الداخلية، وأيقيمون الدنيا دون أن يقعدوها حول استعداداتهم للنهوض بالسياحة خلال فصل الصيف، وعن قدرتهم على امتصاص الإقبال الذي يؤدي إلى ضغذ يسبب الضغط يؤثر على جودة الخدمات ويرفع الأسعار بشكل مبالغ فيه.
إن موسمية السياحة في المغرب بات أمرا واضحا، ولازال المغرب بعيدا كل البعد عن ضمان سياحة داخلية على مدار السنة، وهو أمر يعود إلى غياب التخطيط والتنظيم. ففي انتظار ذلك، وجب حسن التعامل مع “موسمية السياحة”، والضرب على أيدي المستغلين للنزوح الجماعي نحو الوجهات المفضلة عند المغاربة والذي يضر أيما ضرر بالسياحة المغربية.
فالأرقام تكشف أن جشع المتربصين بالمغاربة خلال شهر غشت يؤدي إلى عثرات مؤلمة للعرض السياحي بالداخل، وبالتالي اختيار الوجهة الاسبانية التي يزورها قرابة مليون مغربي، وينفقون فيها ما لا يقل عن 500 مليون دولار توجد سياحتنا الداخلية في مسيس الحاجة إليها.
مصطفى السالكي