كرس المنتخب المغربي المحلي لكرة القدم، سيطرته على الساحة الإفريقية، بعد فوزه في المباراة النهائية للدورة السادسة لكأس أمم إفريقيا للمحليين، والتي اختتمت مساء أول أمس الأحد بالكامرون.
تمكن المنتخب المغربي من الحفاظ على اللقب القاري للمرة الثانية على التوالي، وهو أول منتخب أفريقي يحظى بهذا الشرف، وثالث منتخب عربي يتوج بهذه الكأس، بعد تونس وليبيا.
فوز المغرب جاء في ختام المنافسات، وكان على حساب منتخب مالي بهدفين لصفر، في مباراة صعبة ومغلقة متحفظة إلى أبعد الحدود، أظهر فيها الماليون شراسة كبيرة، وصلت إلى حدود الخشونة التي عانى منها لاعبو المنتخب المغربي طيلة أطوار المباراة، وتساهل معها الحكم في الكثير من الحالات التي كانت تستحق عقوبة الطرد.
مسار الأبطال طيلة ثلاثة أسابيع، دشنه “أسود الأطلس” منذ أول مباراة له بدور المجموعات، بتحقيق الانتصار ضد الطوغو، ثم تعادل ضد رواندا، وفوز على حساب أوغندا، في دوري الربع والنصف، تمكن أصدقاء العميد أيوب الكعبي، من تجاوز زامبيا والكامرون، وصولا إلى اليوم الختامي، وكان ختامه مسك، بالفوز عن جدارة واستحقاق بلقب “الشان”.
كما تعددت التتويجات خلال هذه الدورة، فالإضافة إلى الفوز بالكأس، كان الفوز بجائزتي أفضل لاعب لسفيان رحيمي، وأفضل حارس لأنس الزنيتي، كما تمكن لاعبو المنتخب المغربي الفوز بجائزة أفضل لاعب في المباريات الستة، بواسطة كل من سفيان رحيمي ومحمد علي بامعمر.
ودائما بلغة الأرقام، فاز المنتخب الوطني في هذه الدورة، خمس مرات وتعادل مرة واحدة، ودون هزيمة، سجل خمسة عشرة هدفا، ولم تسجل عليه إلا ثلاثة أهداف، بدون حالة طرد، وبعدد قليل من الإنذارات، بالإضافة إلى تواجد خمسة لاعبين بالتشكيلة النموذجية للدورة.
كل هذه الأرقام تؤكد المسار المتميز لمجموعة أظهرت أنها في مستوى الآمال الكبيرة التي علقت عليها، وقدمتها في مقدمة المرشحين للفوز بالنسخة السادسة، وبالفعل كانت مجموعة في الموعد.
استحقاق يحسب للمدرب الحسين عموتة الذي عرف كيف يقود مجموعته للتتويج، مدرب صبر وتحمل وعانى واجتهد وآمن بحظوظ مجموعته بالتتويج، وكان له أراد، بعد فوز تاريخي جعله في مقدمة الأطر الإفريقية، التي أكدت كفاءتها وقيمتها ومستواها اللافت، إذ استطاع هذا الإطار الوطني الفوز حتى الآن بثلاثة ألقاب قارية، بعد كأس الاتحاد الإفريقي مع الفتح الرباطي وعصبة الأبطال مع الوداد، والآن “الشان” مع المنتخب المغربي.
الاستحقاق يحسب أيضا للجامعة التي آمنت حتى النخاع بأهمية المشاركة بهذه التظاهرة، رغم مجموعة من الانتقادات والملاحظات، إيمان قوي جعلها لا تتردد في توفير كل الإمكانيات الضرورية، سواء خلال فترة الإعداد داخل المغرب أو خارجه، أو من خلال تخصيص تحفيزات مهمة، الشيء الذي قوى من عزيمة كل المكونات التي كانت في مستوى المهمة.
إذن كرة القدم الوطنية في القمة على المستوى القاري، وهي مكانة جاءت لتؤكد المسار الإيجابي الذي دشنته الأندية الوطنية خلال السنوات الأخيرة، التي تمكنت من العودة بقوة، ووصولها إلى أدوار متقدمة، والفوز بعدة ألقاب.
إنه استحقاق على جميع المستويات، تؤكد حقيقة واحدة، ألا وهي أن العمل وحده كفيل بتحقيق الإنجازات.
>محمد الروحلي
