فجر المكتب المسير لفريق لاتحاد طنجة بداية الأسبوع الجاري، ما يمكن اعتباره مفاجأة، وذلك بإقدامه على تقديم استقالة جماعية من تسيير الفريق، مع الدعوة لعقد جمع عام استثنائي يوم 15 نونبر القادم بداية من الساعة السادسة مساء بقاعة الاجتماعات بمركب ابن بطوطة.
اتخذ القرار خلال الاجتماع الذي عقد برئاسة عبد الحميد أبرشان، وبحضور كل أعضاء المكتب، وسبب الاستقالة يعود حسب بلاغ رسمي، إلى الهجوم الذي يتعرض له مسؤولو الفريق في الآونة الأخيرة، من سب وقذف في حقهم، وفي حق عائلاتهم من طرف بعض الجماهير.
كانت هذه هي أسباب النزول وراء اتخاذ قرار غير عادي، مما يعكس أن الأمور بالفعل داخل الفريق الطنجاوي ليست على ما يرام، وجاءت النتائج السلبية منذ بداية الموسم الكروي الحالي، لتفجر المسكوت عنه.
والواقع أننا لا نتفق مع رد فعل الجمهور الذي بلغ درجة الاحتجاج إلى السب والقذف والشتائم، ومن المفروض أن تبقى ردة الفعل في إطار من الروح الرياضية العالية، والاحتجاج بأسلوب حضاري، إلا أنها تبقى ردة فعل عادية جدا، نظرا لتراكم مجموعة من السلبيات، كانت سببا مباشرا في حدوث الأزمة التي يمر منها فريق عاصمة البوغاز.
فكثرة الصفقات وجلب عدد كبير من اللاعبين كل موسم سواء من داخل المغرب أو خارجه، وبمعدل 16 إلى 20 لاعبا كل موسم، أصبح من الحالات المثيرة للجدل على الصعيد الوطني، كما تطرح حولها الكثير من علامات الاستفهام التي تصل إلى حد الشك في صدق النوايا، إضافة إلى الحديث عن تزوير في عقود اللاعبين ووصول الشكاوي إلى إدارة الجامعة، بل تعدى الأمر إلى فتح تحقيق من طرف الجهات الأمنية المختصة، وهذه كلها ملفات شكلت ضغطا كبيرا على المكتب المسير.
فالإقدام على إدخال تغييرات كبيرة على مستوى التشكيلة الأساسية مع بداية كل موسم، أفقد الفريق هويته التقنية، كما أن هناك تخبطا دائام على مستوى الأطقم التقنية، وبمعدل مدربين كل موسم، الشيء الذي أفقد الفريق الاستقرار التقني المطلوب.
وعوض الاعتراف بالأخطاء التي ترتكب باستمرار، وافتقاد الكفاءة في تدبير هذا الملف، وطرح الإشكال للنقاش مع المختصين التقنيين داخل الفريق، قصد إيجاد حلول عاجلة، ووضع حد لهذا التخبط الدائم الذي يعيشه الفريق، تم اتخاذ قرار يعتبر في الواقع هروب إلى الأمام، بتقديم استقالة لا نعرف ما إذا كانت جدية أم مجرد تصعيد يراد به تكميم أفواه المعارضين.
فالفريق الطنجاوي الذي يفتخر بوجود جمهور رائع يضحي باستمرار من أجل أن يستمر ضمن حظيرة الكبار، يعاني فعلا من غياب مسيرة متوازنة تؤهله للمنافسة بقوة على المراكز الأول، صحيح أن المكتب الحالي بذل مجهودا لا يمكن نكرانه، وكان وراء العودة للقسم الأول، والفوز بأول لقب البطولة في تاريخ الفريق، إلا أن هناك أخطاء لا يمكن السكوت عنها، أدخلت الفريق وسط دوامة من المشاكل المزمنة.
لا نعرف بالضبط ما إذا كان المكتب الحالي سيتشبث بقرار الاستقالة، أم سيتراجع عنها في آخر لحظة؟ إلا أن المصلحة تقتضي الاعتراف أولا بارتكاب أخطاء، من تم توفير الأجواء المناسبة لمعالجتها بطريقة جذرية، تحترم مبدأ الاختصاص، وتحفظ للفريق توازنه المطلوب.
محمد الروحلي