الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية ينعي المناضل السياسي والحقوقي التقدمي الفذ، ورجل الدولة الكبير.. الرفيق خالد الناصري

بقلبٍ مِلؤُهُ الأسى والحزن، ينعى الأستاذ محمد نبيل بنعبد الله، الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية، إلى كافة المناضلات والمناضلين، وإلى عموم الشعب المغربي، المناضل السياسي والحقوقي التقدمي الفذ، ورجل الدولة الكبير، وإحدى القامات الوطنية البارزة، والمحامي، والخبير القانوني، والفقيه الدستوري، والوزير والسفير، والكاتب والإعلامي، والمثقف المتميز، الرفيق خالد الناصري، أحد القادة الأساسيين والتاريخيين لحزب التقدم والاشتراكية، والذي انتقل إلى جوار ربه راضيا مرضيا، رحمه الله وأسكنه فسيح جناته، مساء يوم الأربعاء 05 أبريل 2023م، الموافق لـ 14 رمضان 1444هـ، بإحدى المصحات في مدينة الرباط، بعد معاناة مع المرض الذي واجه محنته بكثيرٍ من الصبر والشجاعة.
وفي هذه اللحظات العصيبة على حزب التقدم والاشتراكية، بمناسبة هذا الرزء الفادح والمصاب الأليم لحزبنا وللحركة التقدمية في بلادنا، نستحضر، بإجلالٍ وإكبار، الأخلاقَ الرفيعة التي تميز بها الرفيقُ خالد الناصري، ووطنيته العالية، ونضاله المستميت من أجل الديمقراطية والعدالة الاجتماعية، وإسهامه الوازن في بلورة التوجهات الأساسية للحزب، وحنكته السياسية المشهود له بها، سواء أثناء تقلده لمسؤولياتٍ رسمية عليا، أو إبان تحمله للمسؤوليات الحزبية المختلفة منذ أن التحق بخلية كلية الحقوق في سنة 1966. وأساساً عضويته في اللجنة المركزية والمكتب السياسي لانتداباتٍ عديدة، حيث كان دائم الحضور، غزير العطاء، وإنساناً راقيَّ الخصال، مُحِبًّا للناس وللحياة.
لقد غادرنا الفقيدُ العزيز، الرفيق خالد الناصري، السفير الحالي لبلادنا في الأردن الشقيق، وزير الاتصال الناطق الرسمي الأسبق باسم الحكومة، المدير الأسبق للمعهد العالي للإدارة. كما أنَّ الفقيد من مؤسسي المنظمة المغربية لحقوق الإنسان. وهو فقيه وأستاذ بارزٌ في القانون الدستوري، له أبحاث ودراساتٌ عديدة وغزيرة. كما أنه مارس العمل الصحفي، وزاول مهنة المحاماة، حيث ترافع في قضايا عدة مرتبطة بالدفاع عن الحقوق والحريات. وهو أيضاً من مؤسسي منظمة الشبيبة المغربية للتقدم والاشتراكية ومن قادتها الأوائل.
ولقد أبان الفقيد خالد الناصري، طوال مساره النضالي والسياسي الحافل والممتد لعقود، عن التزامٍ قَلَّ نظيرُهُ، وحِسٍّ توافقي خلاق، وشجاعة متفردة في التفكير والتعبير، مُبدعاً لمقولاتٍ وتصوراتٍ أساسية بالنسبة للحزب، كما بالنسبة للمشهد السياسي الوطني. وكان، رحمه الله، من أقوى المدافعين وأصدقهم عن جدلية الوفاء والتجديد، وعن التغيير في كنف الاستقرار، وعن الحل الوسط التاريخي، وعن التناوب التوافقي.
وكرَّسَ الراحل خالد الناصري حياته من أجل الدفاع عن المصالح العليا للوطن والشعب، مؤمنا حتى النخاع بالمؤسسات وبالنضال الديمقراطي والجماهيري، حاملاً لقيم الحرية والكرامة والانفتاح والحوار والتعايش. وجسَّدَ كل ذلك في المئات، بل الآلاف، من كتاباته وتدخلاته وأقواله، كما في أعماله وسلوكه وممارساته.
إن الألم يعتصر قلوبَنَا جميعاً، في حزب التقدم والاشتراكية، ونحن مكلومون بفقدان أحد قامات حزبنا الأفذاذ. وإننا للمثل وللمبادئ التي جمعتنا لأوفياء، وبالعهد لملتزمون، وللأمانة لحافظون. وسنواصل حمل المشعل خدمةً لوطننا وشعبنا.
تغمد الله الفقيد خالد الناصري بواسع الرحمة والمغفرة، وأسكنه فسيح الجنان، وأجزل له الأجر والثواب على ما قدمه، طوال حياته، من خدمات جليلة على شتى المستويات والواجهات. وألهم أسرته الصغيرة، وألهمنا، وذويه ورفيقاته ورفاقه ومحبيه وأصدقاءه، جميل الصبر والسلوان وحُسن العزاء.
إنا لله وإنا إليه راجعون.

محمد نبيل بنعبد الله
الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية

Related posts

Top