نظمت “مؤسسة الطيب الصديقي للثقافة والإبداع” و”جمعية فنون وثقافات”، بتعاون مع جهة الدار البيضاء الكبرى، مساء يوم الخميس 15 فبراير 2018، بـ “المركب الرياضي محمد الخامس” بالدار البيضاء، حفلا فنيا بمناسبة حلول الذكرى الثانية لوفاة عميد المسرح المغربي الفنان الكبير “الطيب الصديقي”.
التأم الحفل في جزأين رئيسيين: جزء موسيقي تناوبت على تأثيث فقراته ثلة من المطربين والعازفين المرموقين، في مقدمتهم الموسيقار “عبد الوهاب الدكالي” وعازف العود المتألق “الحاج يونس”، إضافة للموهبتين الشابتين “هند علي” و”رضوان الحسناوي”، بمعية أوركسترا “الثلاثي بيشة”.
أما الجزء الثاني فكان مسرحيا خالصا، حيث تم فيه عرض كشكول لمشاهد من أعمال الراحل وقراءات مسرحية، قامت بأدائها مجموعة من الممثلين المغاربة المخضرمين والشباب، من ضمنهم الفنان “محمد مفتاح”، والفنان “عبد القادر مطاع” وأعضاء مجموعة “تكادة”، و”مصطفى خليلي” و”عبد الهادي لبنين” و”أيوب العياسي”، و”سلمى نجيب” وآخرون.
وعرف الحفل الذي قام بتقديمه وتنشيطه – باقتدار- الصحافي الرياضي والصديق المقرب للمحتفى به “بلعيد بويميد”، حضورا نوعيا ووازنا، فإلى جانب أرملة الراحل الفنانة “أمينة عمر” وأسرته وأفراد من عائلته، تمثل الحضور في وجوه عديدة من عالم الفكر والفن والإعلام والرياضة، من بينهم الكاتب المسرحي المسكيني الصغير والممثلون عبد اللطيف هلال ونور الدين بكر وعبد الرزاق البدوي و”مصطفى الحداوي” و “عبد الهادي الصديقي”…
وتميز حضور الوسط الأسري والعائلي لـ”الطيب الصديقي” بمشاركة فعلية في التظاهرة من خلال مساهمة “عبد الرزاق الصديقي” في الكشكول المسرحي بتقمص دور “المجذوب”، و حفيد الراحل الطفل “زياد الصديقي” في وصلة حكي، و”الزوبير الصديقي” في القمطر الفني مكلفا بالصوت والإنارة، و”رجاء الصديقي” في الإخراج، و”بكر الصديقي” في الإدارة والتنسيق.
كما شهد الحفل، الذي أقيم بمقر “جمعية فنون وثقافات” الكائن بأحد مرافق المدخل الرئيسي لـ “المركب الرياضي محمد الخامس”، توقيع ثلاثة كتب لـ “حسن حبيبي” هي: “الطيب الصديقي: قصة مسرح” و”المشهد الأخير” و”A Dieu l’artiste”؛ وكتاب “Tayeb Saddiki: Le bon, la brute, et le théâtre” لـ “أحمد مسعاية”.
ونظم بالمناسبة معرض شامل للأرشيف المسرحي للراحل ضم صورا فوتوغرافية، وملصقات الربرتوار المسرحي، والملابس والأزياء والأكسسوارات التي صممتها وأنجزتها المبدعة “ماريا الصديقي” لمختلف المسرحيات والبساطات، ولوحات تشكيلية وكاليغرافية، وشهادات تقديرية وفخرية توثق عقودا من الإبداع والعطاء.
ومما ميز الحفل أيضا الكلمات الترحيبية لكل من الدكتور “زهير قمري” رئيس “جمعية فنون و ثقافات”، و”بكر الصديقي” نجل المحتفى بذكراه ورئيس “مؤسسة الطيب الصديقي للثقافة الإبداع”؛ وبث شريط توضيبي لمقاطع من أعمال مسرحية رائدة للراحل؛ والشهادات المباشرة التي قدمها في حقه مختلف المتعاقبين على المنصة، ومنها شهادة الفنان “عبد الوهاب الدكالي” الذي التقى بـ “الصديقي” سنة 1958، واشتغلا معا بعد ذلك في مسرحية “مولاي إدريس”؛ وشهادة مبثوثة بالفيديو لـ”Jack Lang” رئيس “معهد العالم العربي” بباريس، الذي عدد في كلمته المصورة مناقب الرجل الإنسانية، وأثنى على كفاءته الفكرية، وأشاد بإشعاعه الإبداعي ذائع الصيت؛ وشهادة مباشرة للصحافي “حسن نرايس”.
وتوج الحفل بعرض تشكيلي مباشر للفنان “حمزة النتيفي” الذي أنجز لوحة تمثل “بورتريه” الراحل.
تجدر الإشارة إلى أن الراحل الطيب الصديقي وافته المنية يوم الجمعة 5 فبراير 2016، وخلف رحيله أسى وحزنا عميقين في المشهد المسرحي الوطني والعربي والعالمي.
***
الطيب الصديقي والتراث.. المسرحة السلسة…
يعد التراث لبنة أساسية في معمارية الصرح الإبداعي للطيب الصديقي.
ومعلوم أن «سؤال التراث» يكاد يكون الهاجس المشترك لدى المسرحيين العرب قاطبة، سواء في صيرورة التأسيس لمسرح عربي قائم الذات، بهوية قومية / (قطرية) واضحة المعالم، شغلها الشاغل الانفلات من جاذبية التبعية للنموذج الغربي؛ أو في التفرد – بعد النضج- لتكريس تباين هذه التجربة عن تلك، أو اختلاف هذا المسرحي عن ذاك، تبعا لاختيارات وقناعات كل مبدع أو اتجاه، الأمر الذي أدى إلى تبلور سؤال التراث – دون غيره – معيارا صالحا وكافيا لرصد مدى حدة عناصر التباين والاختلاف بين مسرحيينا، المغاربة، والعرب.(1)
التراث والتقديم الجميل للأشياء:
وردت في السيرة الذاتية للطيب الصديقي مقولة بلورت عنده في الحقيقة «خارطة طريق»، هذا نصها:
«(…) في المسرح لا يتعلق الأمر بتقديم للأشياء الجميلة بقدر ما هو تقديم جميل للأشياء.»(2) فكيف بالأمر إذا كان الشيء المقدم «جميلا بطبعه»؟!… ألا يجتمع «الجميلان» بالضرورة، على حد الاستنتاجات البديهية للمناطقة: «الشيء المقدم» و»تقديم الشيء»؟!…
فالتراث جميل بطبعه، كيفما كان صنفه أو حجمه أو انتماؤه، لا يجادل ذلك فرد أو نفر أو جمع أمة، ويزداد بالتأكيد جمالا إذا قدم في شكل جميل: الجوهرة القديمة المصقولة والمنقوشة بعناية تكون أجمل إذا قدمت للمهدى إليه / (إليها) أو للمار أو للزبون في علبة أنيقة، والأكلة الشهية المتوارث سر تحضيرها تكون ألذ على مائدة معدة بذواقة، واللوحة الزيتية «المعمرة» يزداد بريقها تحت أضواء كاشفة داخل قاعة فيحاء لمتحف أو ممر بقصر ثري جامع تحف!…
وبناء عليه، فإننا نعتقد جازمين أن ما صنع الفارق وشبه «التفرد» لدى مبدعنا في مسألة التراث ليس اللجوء للتراث في حد ذاته، ولكن كيفية التعامل مع هذا التراث، وفق ما يمكن أن يصطلح عليه عند الصديقي بـ «ميكانيزمات التقديم».
توظيف التراث: التنويع مع الربط بالشكل
في رأينا، إن توظيف التراث عند الطيب الصديقي طبعته سمة ذات ملمحين مترابطين: التنويع، مع الربط بالشكل. يقول الطيب الصديقي: «لقد حملت هم البحث عن مسرح عربي / مغربي مغاير، مسرح باستطاعته أن يمتح ويتفاعل مع معطيات المسرح الغربي، ولكنه، باستطاعته أيضا، أن يؤسس صيغته المستقلة. لذلك فكرت في اللجوء إلى التراث بكل أشكاله، سواء كان تاريخا، أو شكلا مسرحيا. وفي غمرة هذا التوجه، تولدت لدي نزعة شكلية في الجسد المسرحي المغربي على حساب المضمون(3) الذي فتح المجال أمام توظيفات فنية للأشكال ما قبل المسرحية (الحلقة، البساط…) والفنون الشعبية (الملحون، التهاليل…)».(4)
لا يخامرنا شك في أن الطيب الصديقي يقصد بمصطلح «الأشكال» و «الشكل» المذكور في هذا الاستشهاد بصيغتي الجمع و المفرد: «الأنواع» في الأولى، و «القالب» في الثانية و الثالثة.
أما الأنواع التي وظفها الطيب في مسرحه فكثيرة وغزيرة لا يمكن حصرها، وحسبنا أن نذكر منها ما يلي، مما أورده الصديقي في سيرته، ومما لم يورده:
التراث المكتوب والشفهي:
مقتطفات من سير وتراجم الأعلام والأماكن والأحداث التاريخية، متون المقامة، الحكاية الشعبية، الطرائف والمستملحات العربية والمغربية، الأشعار والأراجيز والأمثال العربية والمغربية، فنون الهجاء المنظوم والنثري، قصائد الملحون المغربي، الأزجال، رباعيات سيدي عبد الرحمان المجذوب. الأغنية والأنشودة والترانيم والتهاليل والمواويل، والزغاريد. الأذكار والأوراد الصوفية، استهلاليات الحكواتيين الشعبيين المغاربة، وقائع مجالس البلاطات السلطانية، وقائع مجالس الأنس، وقائع مجالس القضاء…
التراث السمعي البصري:
المعزوفات الإيقاعية المغناة، رقصات الجواري، وصلات جوق الملحون المغربي، وصلات من الفولكلور المغربي…
التراث المادي والمرئي:
الملابس والأزياء العربية والمغربية الرجالية والنسائية (قفاطين/ سلاهم/ جبات/ سراويل…)، العمامات والأحزمة والنعال، الحلي والمطرزات، الضفائر النسائية، الدمى، المنمنمات والخطوط العربية، ملحقات رجال الدين المغاربة المسلمين (نسخ مصاحف/ مسبحات/ سجادات من الصوف…)، ملحقات الكتابة (دواة/ ريشة/ رقعة/ مقرأة…)، ملحقات الأحبار (نسخ العهد القديم/ قبعات وطاقيات/ زي أسود…)، ملحقات الجند (سيوف/ خناجر/ رماح/ قلنسوات…)، سروج الخيل والألجمة ومستلزمات الدواب، الأفرشة والأثاث والرياش، الأواني الطينية والفخارية، مجسمات تحف القصور، مجسمات الأسوار والمنابر والعروش والأبواب والنوافذ والأقواس، المنقوشات والمزخرفات على الخشب، المنقوشات على المعادن، آلات العزف الإيقاعية المغربية، معدات تدخين «الكيف»…
وأما القالب، فأحصينا منه الأشكال التراثية الموظفة التالية:
الأشكال الفرجوية:
«لحلاقي» (الحلقات، «الحلقة»)، السوق العربية (ومنها استحضار «سوق عكاظ» الحجازي وأسواق بغداد)، الأسواق المغربية، الساحات العمومية الشعبية المغربية (ومنها: ساحة «جامع لفنا» بمراكش)، البساط، فرجة «سلطان الطلبة»…
الشخوص:
شخصية «الحكواتي» (القاص الشعبي، راوي السير)، ثنائي «لمسيح» و»بقشيش»، شخصية «المجذوب» («البوهالي»، «لهبيل»، الأحمق/الحكيم)، شخصية «البراح» (المنادي)…
وأما ربط النوع بالشكل فنرى أن الطيب الصديقي استطاع، بما لديه من «دهاء حرفي»، أن يِؤثث كل شكل فرجوي بما يلزمه من شخوص وديكورات وأكسسوارات، وأيضا ما يناسبه من حوارات ومتون؛ بل إن هذا الربط الذكي أتاح إمكانية تصنيفية مطاوعة، متمثلة في التقسيم التلقائي لريبرتوار الطيب الصديقي الموظف للتراث «مادة أولية» إلى الشقين «التوأم» البارزين:
شق عربي، ينهل عوالمه الإبداعية من البيئة العربية، تمثله باقتدار أعمال رائدة كـ «مقامات بديع الزمان الهمذاني» و»ألف حكاية وحكاية من سوق عكاظ» و»الإمتاع والمؤانسة»، و»رسالة الغفران»…
شق مغربي (وإن تعدى صيته الحدود القطرية)، غزير الإنتاج، متنوعه، أحاط بالكنوز الحضارية للمغرب الأقصى، تتصدره مسرحيات متقنة الصنعة كـ «الحراز» و»ديوان سيدي عبد الرحمان المجذوب» و»البساطات»…
توظيف التراث: حسن التوزيع
نعني بحسن التوزيع هنا مفهوما تقنيا خالصا يهم جانبية (Profil) «الرجل/الدراماتورج»، وهي من الجانبيات الأكثر نضجا في شخصية «الطيب الصديقي»، في نظرنا.
إن حسن التوزيع هذا، للمكونات التراثية المشخصة أساسا، على امتداد المساحة الزمنية للمسرحية عند الصديقي، هو السر في أننا لا نكاد نسجل نشازا في التركيبة المشهدية للمنجز، حتى وإن كان بساطا لا تولفه – ظاهريا- وحدة عضوية، بل يخلو من العقدة ومن الحل، وقد يخلو أيضا من مناسبة العنوان لمضمون أو موضوع أو محتوى العمل!
إن بالإمكان أن نذهب بعيدا في هذا الطرح التشخيصي فنقول إن «البساطات» – على سبيل المثال- لا تتشكل انطلاقا من موضوع رئيسي محوري / (نواة)، وإنما هي مجموعة مشاهد مصغرة متعاقبة، تختلف متون وشخوص اللاحقة منها عن السابقة؛ وعلى امتداد هذه المرئيات المشخصة تتداخل في مرونة وتوازن مواويل ومشادات كلامية ومحكيات ومستملحات وطرائف وغرائب وغزل وهجاء وحكم وعظات وإنشاد فردي وآخر جماعي وغناء، وكل ذلك في درجة عالية من سلاسة «حسن التخلص».
وإذا كان لابد من البحث عن وحدة عضوية ما لذلك «الخليط الفسيفسائي»، فإنها تكمن في الشكل لا في المضمون أو الموضوع أو المحتوى: الوحدة العضوية في بساط «جنان الشيبة» – نموذجا- «يضمنها» ظهور شخصيتين محوريتين بانتظام، شخصيتين «تراثيتين بامتياز» هما «لمسيح» و»بقشيش»، تباشران المتلقي في مقدمة الخشبة بصفتهما التقمصية هذه لتحيلانه على الكاتب / المخرج («الطيب الصديقي») بين الفينة والأخرى عبر اللازمة التقديمية للمشاهد الموالية: «يقول صاحب البساط:….»(5)، فتملآن بلباقة بياضات ما بين المشاهد بحكي ومحاورات ولعب أدوار مستقلة وأخرى من صميم بعض المشاهد المتعاقبة، فتتحول تلك البياضات المملوءة إلى «بينيات» (Intermèdes) مرحة مريحة، تتيح للمتلقي إتمام استساغة جماليات المشهد السالف المتنية والمرئية، وتعده لتلقي المشهد الجديد بما يكفي من ترقب وتشوق.
والحصيلة في النهاية مرضية، سيما على مستوى المنظور، إذ اللباس والزي لدى الشخوص جميلان، والحكايات المنتقاة جميلة، والملحقات والتأثيث السينوغرافي والخلفيات…
ثم إن المتفرج ليجد الموال في أوانه، والأنشودة في وقتها المناسب، والحكي في موضعه، والتتابع الكلي للمشاهد في انسجام يستشف شيئا فشيئا مع توالي مقاطع العرض…
وهذا في رأينا يعدل بالإيجاب مقولة الطيب الصديقي السالف ذكرها، إذ لا يكتفي «الطيب» بالتقديم الجميل للأشياء فحسب، وإنما يضمن جمالها الذاتي فوق الركح أيضا!
تركيب:
إجمالا، يمكن القول إن عبقرية «الطيب الصديقي» تكمن في جودة التلحيم بين المشاهد (Soudure) وإن تباينت، وفي جودة مسرحة التراث عبر تطويع البناء الدرامي ليسع مكوناته المتنية والمرئية من جهة، ولتنتظم تلك المكونات في تناسق تام داخل أشكاله الفرجوية المختارة بعناية من جهة ثانية.
يقول الأستاذ «أحمد المديني» مستشهدا بمسرحية «مقامات بديع الزمان الهمذاني»: «… لكن الفعل المسرحي الخلاق والوثاب للصديقي تمثل عنده في الحوار الذي وصله بالتراث، وبالعناصر التاريخية، ذات الارتباط ببعض التقاليد المسرحية القديمة. وهكذا جاءت مسرحيته «مقامات بديع الزمان الهمذاني» صيغة مسرحية معتمدة على الحلقة والفرجة والطقوس التاريخية والبهرجية».(6)
إن تقنيات المسرحة (Théâtralisation) ما كانت لتعجز رجلا قادرا حتى على «مسرحة ما لا يمسرح»… فكيف بالتراث، سيما القابل منه للمسرحة، شكلا ومضمونا؟!…
هوامش:
(1) مثال ذلك: الخلاف في المغرب لدى «الاحتفالية» و»المسرح الثالث» مجتمعين عند مواجهة «مسرح الطيب الصديقي» في مسألة «توظيف التراث»، إذ ينتقدان معا توظيفه من لدن الصديقي «لذاته»، لا «حاملا رسالة».
(2) «الطيب الصديقي: قصة مسرح»، حسن حبيبي، الطبعة الأولى،2011، مطبعة «دار النشر المغربية»، ص: 24. (الكتاب حصيلة جلسات مطولة جمعت حسن حبيبي والطيب الصديقي، تم تدوينها، كما جرت فعلا، على شكل «سؤال / جواب»).
(3) ذكر الطيب الصديقي، في أكثر من مناسبة وصية أستاذه، المسرحي الفرنسي الشهير جون فيلار، عند رجوع الطيب الثاني من فرنسا إلى المغرب، بأن ينسى كل ما تعلمه هناك (في فرنسا)، ويحتفظ بـالشكل فقط.
(4) «الطيب الصديقي: قصة مسرح»، حسن حبيبي ، ص:121.
(5) … وفي بساط «الفيل والسراويل»، على لسان الراوي، بصيغة: «يقول صاحب الفيل والسراويل…»
(6) «في الأدب المغربي المعاصر»، أحمد المديني، سلسلة: دراسات تحليلية، دار النشر المغربية، ص: 65/66.
بقلم: الحسين فسكا