> إعداد: خالد التوزاني
في سياق التواصل الثقافي والأدبي بين المملكة المغربية ودولة الإمارات، ألقى الرئيس المؤسس لمجموعة البحث في الإبداع والدراسات المغربية الإماراتية الدكتور مولاي عبد الله بنصر العلوي، محاضرةً في موضوع: “توصيفات الشعرية الإماراتية”، مؤخرا بالنادي الجراري بالرباط، حيث سلّط الضوء على جوانب من مميزات الشعرية الإماراتية وتجليات الإبداع فيها، وهو الموضوع الذي أنجز فيه الدكتور عبد الله بنصر العلوي مجموعة من الدراسات، ولعل من بينها كتابه الموسوم بـ “الفاعلية الأكاديمية في الحضور الثقافي بين المملكة المغربية ودولة الإمارات العربية المتحدة”، مركّزا على نشاط الباحثين الأكاديميين المغاربة في تحقيق هذا التواصل الثقافي والتكامل العلمي وتعزيزه واستمراره، وذلك من خلال رصد بعض تجلياته وتتبع آثاره؛ كمشاركة الأدباء والشعراء المغاربة في عدد من اللقاءات والندوات، وكذا إسهامهم في المجلات الإماراتية، بالإضافة إلى الزيارات المتبادلة بين المؤسسات الثقافية المغربية والإماراتية في شؤون الأدب والنقد والإبداع والتاريخ والحضارة والاجتماع والمواضيع الاستراتيجية والعلمية. كما أسهم الدكتور عبد الله بنصر العلوي في تعميق الصلات الثقافية والأدبية بين الإمارات والمملكة المغربية من خلال تأسيسه لمجموعة البحث في الإبداع والدراسات المغربية الإماراتية، التابعة للمركز الأكاديمي للثقافة والدراسات المغاربية والشرق أوسطية والخليجية، بكلية الآداب والعلوم الإنسانية ظهر المهراز بفاس، والتي حققت عدة إنجازات خلال الفترة الممتدة من سنة 1998 تاريخ تأسيسها وامتد نشاطها إلى نوفمبر 2015، حيث نظمت الأيام الثقافية المغربية الإماراتية بحضور أكاديمية الشعر بأبوظبي، من خلال معرض الكتاب الإماراتي، وندوة في أربعة محاور، وتنظيم لقاءات وزيارات بين البلدين، إضافة إلى إصدار سلسلة من الكتب والمؤلفات، وبذلك تكون هذه المجموعة العلمية قد راكمت تجربة هامة في التعاون العلمي والتواصل الثقافي بين المملكة المغربية ودولة الإمارات، جديرة بالاهتمام.من أهم التطلعات المستقبلية التي تتطلع إلى إنجازها مجموعة البحث في الإبداع والدراسات المغربية الإماراتية، نستحضر جملة من المشاريع الثقافية، وعلى رأسها الآتي: مشروع ندوة حول الاستثمار الثقافي الاقتصادي العربي، والمطالبة بإحداث مجالات الاستثمار في القطاع الثقافي، وتمكين بعض العائد من أرباح الاستثمار الاقتصادي في خدمة الثقافة العربية وتشييد بنياتها الأساسية. السعي إلى تأسيس مكتبة إماراتية موسعة بمدينة فاس، توفر للباحثين كل ما يساعدهم في أبحاثهم المتعلقة بالثقافة
الإماراتية من كتب ومجلات ومراجع معرفية ومنشورات، وأنظمة إعلامية معاصرة للتوثيق والاتصال. عقد شراكات ثقافية بين مجموعة البحث في الإبداع والدراسات المغربية الإماراتية وأخرى مماثلة لها وبين المؤسسات الثقافية والإماراتية، قصد تحقيق المزيد من التواصل من أجل تعزيز دينامية التواصل الثقافي بين المغرب والإمارات بإنشاء شبكة معلوماتية ثقافية متخصصة، وإغناء الأدبية العربية لتستوعب معالم التواصل في تفاعل المقومات، والتوسع في الدرس الأكاديمي الجامعي ليشمل الثقافة العربية في المغرب والإمارات، كإحداث كرسي للأدبيات الإماراتية في بعض الجامعات المغربية، وكرسي آخر للأدبيات المغربية في بعض الجامعات الإماراتية، إضافة إلى عقد ندوات أكاديمية تتعلق بالأجناس الأدبية والفنية ودراسة الشخصيات الأدبية الفاعلة في المشهد الثقافي المغربي الإماراتي، وأخيرا تقديم شهادات تقديرية تكريما للشخصيات الأدبية الفاعلة في ثقافة البلدين، واعتبارها من الأعضاء الشرفيين المنتمين لمجموعة البحث. وقد أثمرت جهود الدكتور عبد الله بنصر العلوي في خدمة التواصل الثقافي بين المغرب والإمارات في إصدار سلسلة من المؤلفات الجديدة، والتي أضاءت جوانب من الإبداع الأدبي في دولة الإمارات، وهي السلسلة الموسومة بـ “في صحبة الأدبية الإماراتية”، وتعتبر هذه السلسة حصيلة صحبته الطويلة للمنجز الإبداعي الأدبي في هذا البلد العربي المعطاء على مستوى الثقافة وخدمة الفكر العربي وقضايا الأمة الإسلامية. من الواضح أن الحركة الأدبية في دولة الإمارات العربية المتحدة قد حققت تراكما مهما على مستوى النصوص الإبداعية والدراسات النقدية، ولعل من أبرز ما يميّز هذه الحركة هو حرصها على التعاون وفتح الأوراش التواصلية الثقافية والاقتصادية سواء داخل الإمارات أو في سائر الوطن العربي وباقي أقطار العالم، مما جعلها حركة أدبية رائدة ونموذجا حضاريا وإنسانيا جديرا بالاهتمام، فقد كانت الطاقات الإبداعية في دولة الإمارات فاعلة ومستنيرة في التوجه الثقافي العام الذي طبع الحركة الأدبية والنهضة العلمية في الإمارات، وهي الحركة التي تفاعل معها الأدباء العرب وخاصة المغاربة الذين لهم عشق خاص بالأدب الإماراتي، متجليا هذا العشق في أعمال الفريق العلمي لمجموعة البحث في الإبداع والدراسات المغربية الإماراتية، وفي ذلك تواصل مثمر وفعّال بين الأدباء مبدعين وباحثين.