تأمل البرازيل الساعية إلى إحراز لقبها السادس وتعزيز رقمها القياسي، في استعادة خدمات نجمها نيمار عندما تلاقي كوريا الجنوبية في الدور ثمن النهائي في مونديال قطر 2022 كرة القدم مساء اليوم الاثنين على ملعب “974”.
وأصيب نيمار بالتواء في كاحله أواخر المباراة الأولى ضد صربيا (2-0) وغاب عن المباراتين التاليتين ضد سويسرا (1-0) والكاميرون (0-1)، علما أن اللقاء الأخير أراح فيه المدرب تيتي تشكيلته الأساسية بشكل شبه كامل.
وخضع نيمار لعلاج مكثف في الأيام الأخيرة ولم يغادر الفندق حتى الجمعة، عندما تواجد على أرضية ملعب “لوسيل” لتشجيع زملائه ضد الكاميرون وبدا مرتاحا ومبتسما، كما أنه شارك في فترة التحمية لفريقه على مشارف الملعب.
وعموما، لم تبتسم نهائيات كأس العالم لنيمار حتى الآن، ففي المونديال الذي استضافته بلاده عام 2014، تعرض لإصابة بالغة في ربع النهائي في ظهره ضد كولومبيا ولم يكمل البطولة التي مني فيها “سيليساو” بخسارة تاريخية أمام ألمانيا 1-7 في نصف النهائي، ثم أنهاها رابعا بخسارة جديدة أمام هولندا بثلاثية نظيفة.
وفي مونديال روسيا، عانى نيمار من إصابة في مشط القدم قبل نحو ثلاثة أشهر منها وخاضها ولم يكن في كامل لياقته البدنية.
ولم يحرز نيمار أي لقب كبير مع منتخب بلاده حتى الآن واكتفى بالميدالية الذهبية الأولمبية عندما استضافت بلاده الألعاب عام 2016.
وحتى عندما أحرز المنتخب البرازيلي لقب بطل كوبا أمريكا عام 2019، غاب نيمار عن البطولة بأكملها لإصابته أيضا.
ولم يشأ طبيب المنتخب البرازيلي رودريغو لاسمار تأكيد مشاركة نيمار من عدمها في المباراة ضد كوريا الجنوبية، وقال بعد المباراة ضد الكاميرون “لم يعاودا التدريبات بعد مع الكرة (نيمار وأليكس ساندرو). سيبدآن ذلك السبت، ومن المهم مراقبة كيف ستكون ردة الفعل. ما سيحصل خلال اليومين المقبلين سيحدد ما إذا كانا سيشاركان أم لا”.
ولا شك أن المنتخب البرازيلي في حاجة إلى مهارة نيمار على أرضية الملعب، وبدا ذلك واضحا في المباراة ضد سويسرا، إذ افتقد “سيليساو” إلى لاعب يقوم بتسريع الإيقاع وانتظر حتى الدقيقة 82 ليسجل له كاسيميرو هدف المباراة الوحيد.
ورغم وفرة المهاجمين في صفوف المنتخب البرازيلي، فقد اكتفى بتسجيل 3 أهداف فقط في 3 مباريات، وهي أدنى نسبة من بين المنتخبات المرشحة لنيل لقب المونديال الحالي.
ويواجه المدرب تيتي مشكلة في مركز الظهير الأيسر، فقد أصيب ساندرو في المباراة ضد سويسرا، ثم حذا حذوه أليكس تيليس في المباراة ضد الكاميرون، ليغيب عن البطولة مع غابريال جيزوس.
ووصف تيتي الخسارة أمام الكاميرون بأنها “جماعية، فالجهاز الفني وأنا نتحمل مسؤوليتها. هذا الأمر يجعلنا نعيد حساباتنا. ثمة وقت قصير بين مباراة وأخرى، المباريات أصبحت متكافئة، وكرة القدم الحديثة أصبحت عالمية”.
وأضاف “لم يفز أي منتخب في ثلاث مباريات تواليا والمنتخبات الثلاثة التي ضمنت تأهلها بعد الجولة الثانية خسرت مبارياتها الثالثة في دور المجموعات وهي البرازيل وفرنسا والبرتغال أمام الكاميرون وتونس وكوريا الجنوبية”.
وتابع “كما خسرت الأرجنتين أمام السعودية، وألمانيا وإسبانيا أمام اليابان. النتائج تتكلم عن نفسها. كل المباريات صعبة ويتعين علينا أن نتنبه إلى هذا الأمر”.
والتقى المنتخب البرازيلي بنظيره الكوري 7 مرات وفاز في 6 منها آخرها بنتيجة 5-1 في يونيو الماضي، وخسر واحدة، لكنها المباراة الأولى في بطولة رسمية.
في المقابل، عاد المنتخب الكوري الجنوبي من بعيد في هذه البطولة، فبعد أن انتزع التعادل السلبي من الأوروغواي في مباراته الأولى، خسر أمام غانا 2-3 ثم دخل الجولة الأخيرة والمبادرة ليست في يده، لكن الأمور صبت في صالحه في النهاية من خلال فوزه المتأخر على البرتغال 1-2 وفي الوقت ذاته خسارة غانا أمام الأوروغواي 0-2، والتي أخرجت المنتخبين الأخيرين رسميا من السباق.
وقال قائد كوريا الجنوبية هيونغ-مين سون عن المواجهة ضد البرازيل “كان هدفنا بلوغ الدور ثمن النهائي وقد تحقق هذا الأمر. لكن الآن أهدافنا أصبحت مرتفعة، ونريد أن نبذل قصارى جهودنا لتحقيقها”.
وأضاف “لا أحد يدري ماذا يمكن أن يحصل في عالم كرة القدم لاسيما الآن. لدينا الفرصة للتغلب على البرازيل وسنستعد بأفضل طريقة ممكنة لمواجهتها”.