كما كان متوقعا، انتزع البطل المغربي سفيان البقالي الميدالية الذهبية لسباق 3000م موانع، بفوزه في النهائي الذي جرى فجر أمس الثلاثاء ضمن فعاليات اليوم الرابع من بطولة العالم لألعاب القوى المقامة بمدينة يوجين الأمريكية.
وأنهى البقالي (26 عاما) السباق بزمن بطيء نسبيا (8 دقائق و25 ثانية و13/100)، متفوقا على كل من الإثيوبي لاميشا غيرما (8 دقائق و26 ثانية و01/100)، والكيني كونسيليسو كيبريتو (8 دقائق و27 ثانية و92/100).
وقال البقالي لموقع الاتحاد الدولي للألعاب القوى “أنا سعيد للغاية بالفوز بأول لقب عالمي”، مضيفا “كان السباق صعبا جدا. كان تكتيكيا وبطيئا جدا. تموقعت بشكل جيد في اللفة الأخيرة. أنا جيدا جدا في 400م. ونجح الأمر معي”.
وقدم العداء المغربي سباقا ممتازا (بطيء وتكتيكي)، إذ ظل يتنقل بين مقدمة ووسط وذيل كوكبة العدائين، تاركا المبادرة للبقية، قبل أن ينتفض في اللفة الأخيرة، وتحديدا عند الحاجز المائي، وينتزع صدارة السباق من لاميشا وكيبريتو والإثيوبي الآخر جيتنت وايل الذي حل في المرتبة الرابعة.
وبهذا أضاف البقالي الذي كان المرشح الأول بحكم تحقيقه أفضل رقم حتى هذا الموسم (7 دقائق و58 ثانية و28/100 في ملتقى محمد السادس بالرباط)، اللقب العالمي الأول في مسيرته إلى ذهبية أولمبياد طوكيو الخيرة صيف 2021.
وكان العداء المغربي الذي احتفل بذهبيته بالغوص في لحاجز المائي، قد اكتفى بفضية في دورة لندن 2017، وبرونزية في نسخة الدوحة 2019، لكنه محاولته الثالثة كانت ناجحة وأنهت سيطرة كينيا على هذه المسافة منذ 15 عاما.
وهي الميدالية الذهبية الأولى لألعاب القوى المغربية في بطولة العالم منذ ذهبية البطل جواد غريب في سباق الماراطون في دورة هيلسنكي 2005، والحادية عشرة في تاريخ مشاركات المغرب مقابل 11 فضية و8 برونزيات.
وبات البقالي أول عداء مغربي يجمع لقبي الأولمبياد ثم بطولة العالم لذات المسابقة، علما أن سعيد عويطة أحرز ذهبية سباق 5000م في أولمبياد لوس أنجلوس 1984 وذهبية 1500م ومونديال روما 1987، بينما توج هشام الكروج بذهبية 1500م في مونديال باريس ليختتم مسيرته الأسطورة بذهبيتي 1500م و5000م في أولمبياد أثنينا 2004.
ومن الغريب الصدف أن أول مشاركة للبقالي في مسابقة دولية كانت في يوجين أيضا، وتحديدا في الدورة الـ14 من بطولة العالم للناشئين 2014، إذ أنهى السباق في المركز الرابع، وحل عاشرا في نفس العام في بطولة إفريقيا للكبار.
ولاحقا، وفي مشاركته الأولى بالأولمبياد، كاد البقالي أن يفجر مفاجأة من العيار الثقيل ويصعد منصة التتويج في عمر الـ20 في نسخة ريو دي جانيرو 2016، إلا أن الخبرة خانته ليكتفي بمرتبة رابعة تظل نتيجة مشرفة لعداء واعد مثله.
ولم ينتظر العداء الفارع الطول (1,88م) طويلا، إذ أحرز فضية في دورة لندن 2017 في مشاركته الأولى بمونديال الكبار، وفي 2018 توج بذهبية الألعاب المتوسطية بتاراغونا، كما حل وصيفا في بطولة إفريقيا في أسابا.
في 2019، لم ينجح البقالي الحالم بتتويج مستقبلي في الدوري الماسي، في تحقيق أكثر من برونزية في الألعاب الإفريقية في الرباط، واكتفى أيضا بمثيلتها في مونديال الدوحة.
يذكر البقالي كان الأمل الوحيد لألعاب القوى المغربية في صعود منصة التتويج بمونديال يوجين، بحكم ضعف المشاركة (14 عداء وعداءة واحدة فقط)، وافتقاد باقي العناصر إلى الخبرة اللازمة للوصول -على الأقل- إلى نهائي المسابقات.
صلاح الدين برباش
