التأكيد على ضرورة تعزيز الإطار التشريعي لحقوق المؤلف للنهوض بالصناعات السينمائية بإفريقيا

 

أكد مسؤولون وجامعيون وسينمائيون أفارقة، أول أمس الثلاثاء بالرباط، على ضرورة تعزيز الإطار التشريعي لحقوق المؤلف من أجل النهوض بالصناعات السينمائية بالقارة وجعلها أكثر تنافسية.
جاء ذلك خلال مائدة مستديرة حول موضوع “حقوق المؤلف والحقوق المجاورة: أنماط الاشتغال والأوضاع في سياق ما بعد الأزمة الصحية، وذلك في إطار الدورة الأولى لتظاهرة أيام السينما الإفريقية.
وأوضح الخبراء أن الأمر يتعلق أساسا بإرساء قوانين في مجال حقوق المؤلف والحقوق المجاورة تمكن البنيات وشركات التدبير من التدخل لتحصيل هذه الحقوق.
وقال صمويل سانغوا، المدير الإقليمي للاتحاد الدولي لجمعيات المؤلفين والملحنين بإفريقيا، إن “السينما في إفريقيا صناعة مزدهرة تولد قيمة اقتصادية كبيرة. لذلك من الضروري اليوم وضع أطر قانونية ومؤسسية تجعل من الممكن تعويض مبدعي الأعمال السينمائية الأفريقية”.
وأشار إلى أنه “في إفريقيا، هناك 37 جمعية لحقوق المؤلف بما في ذلك المكتب المغربي لحقوق المؤلف، ومع ذلك، لا يزال هناك نقص في الآليات التي تمكن المبدعين الأفارقة من توفير لقمة العيش من أعمالهم وتحقيق الاستقلال المالي”، مبرزا أنه من المهم تبني قوانين تنص على “تعويض منصف، وذلك في جميع دول القارة”.
من جانبه، أشار المدير العام للجمعية السنغالية لحقوق المؤلف والحقوق المجاورة، آلي باثيلي، إلى أنه “إذا كان من الممكن تدبير بعض الحقوق بشكل فردي، فإنه يحدث في بعض الأحيان أن يكون التدبير الجماعي البديل الوحيد الذي يمكن من تعويض ذوي الحقوق بشكل عادل”.
كما شدد باثيلي على “ضرورة مواءمة التشريعات في إطار منطقة التجارة الحرة القارية الإفريقية، من أجل سوق إفريقية آمنة وجذابة”، مؤكدا أن “مستقبل هذا القطاع، المعقد والعرضاني في آن، يعتمد على الآلية القانونية في القارة”.
من جهتها، استعرضت مديرة المكتب المغربي لحقوق المؤلف بالنيابة، دلال محمدي العلوي، التجربة المغربية في مجال حماية حقوق المؤلف، مبرزة أن “تحصيل هذه الحقوق في المجال السمعي البصري يتم عن طريق المكتب ومستغلي السينما والسمعي البصري”.
وأضافت أنه “خلال فترة الأزمة الصحية المرتبطة بكوفيد-19، باشر المكتب عمليات توزيع منتظمة حتى يتمكن مؤلفو الأعمال السينمائية والسمعية البصرية من الحصول على تعويضات مقابل عملهم”.
ودعا المشاركون في هذه المائدة المستديرة، أيضا، إلى تحسيس الفاعلين في القطاع بحقوقهم من خلال محتويات رقمية مبتكرة تصل إلى جمهور واسع.
يشار إلى أن أيام السينما الإفريقية بالرباط تنظم بمبادرة من مؤسسة هبة بدعم من وزارة الشباب والثقافة والتواصل، وذلك في إطار احتفالات الرباط عاصمة للثقافة الإفريقية 2022.
وتهدف هذه التظاهرة التي تتواصل إلى غاية 16 مارس الجاري، إلى الترويج لصناعة السينما في القارة وللمعرفة الفنية للقارة، وتعزيز التآزر والتعاون بين بلدان الجنوب التي تساهم في استدامة صناعة السينما بها.

Related posts

Top