أعلن الديوان السياسي لحزب التقدم والاشتراكية عزمه القيام بخطوات ومبادرات ملموسة تجاه حلفائه الأساسيين، وذلك تفعيلا للحقل السياسي المغربي، ومن أجل المضي قدما في بلورة الإصلاحات الكبرى التي يوجد المغرب في أمس الحاجة إليها. وفي السياق نفسه، شدد الحزب على المكانة المحورية للتحالفات ضمن خطته، الشيء الذي يستلزم  منه مواصلة العمل من أجل بلورة مبادرات سياسية وحدوية متجددة، قادرة على تفعيل العمل المشترك على مختلف الأصعدة والجبهات.
إعلان حزب التقدم والاشتراكية يندرج ضمن تصوره الاستراتيجي الذي ما فتئ يعبر عنه طيلة تاريخه، كما أنه يأتي  منسجما مع الخط الذي أقره المؤتمر الوطني الأخير للحزب، وفي سياق الدوائر التحالفية المعروفة لديه.
إن  تجديد طرح المبادرة اليوم، يأتي في سياق المناقشات الجارية في البلاد بخصوص ضرورة إعمال جيل جديد من الإصلاحات، وأيضا في نطاق البحث عن أجوبة لسؤال الانتقال في المغرب، وعلاقة الأحزاب بذلك.
الاتفاق اليوم على مضمون الإصلاحات القانونية والسياسية المطلوبة لضخ نفس جديد في الانتقال الديمقراطي للبلاد، قد يساهم في تشكيل جبهة حزبية وسياسية تعمل من أجل الإصلاح، وتساهم في تخليق الحياة السياسية والحزبية، ومن ثم تفضي إلى تشكيل المشهد السياسي بما يجعله فاعلا في الانتقال، وليس عائقا أمامه.
وعندما تصدر التصريحات من هنا ومن هناك اليوم ، حول ضرورة إحياء تحالف الكتلة الديمقراطية، ويعلن عن تشكيل لجان ثنائية بين مكوناتها الثلاثة، ويلاحظ المتابعون انسجام هذه الأحزاب على مستوى التقييم والمطلب والمنهجية، فان المهمة الآنية تصير هي ما عبر عنه الديوان السياسي لحزب التقدم والاشتراكية بـ (خطوات ومبادرات ملموسة…)، وذلك بغاية جعل هذا التحالف نواة مركزية لجبهة الإصلاح.
بقيت الإشارة إلى أن إثارة موضوع التحالفات من لدن حزب مثل التقدم والاشتراكية، دائما  تحيل على التحالف ضمن دائرة اليسار، وهنا  أيضا يصير شعار «الخطوات والمبادرات الملموسة» ملحا، حيث أنه لا يمكن الاستمرار إلى ما نهاية في مناقشات تنظيرية من لدن بعض الفصائل اليسارية، حول طبيعة المرحلة التاريخية في المغرب، ومن ثم جعل كل الكلام ينطلق من … الخطاب، ويعود إليه، وسط رحلة سيزيفية عقيمة لا تخرج عن نقد الآخرين.
إنجاح التحالف ضمن دائرة اليسار يستدعي مناقشات صريحة بين مكوناته، ويتطلب التحلي بالتواضع وبحسن قراءة الواقع المغربي كما هو، والتفكير  بحجم … الوطن.
سؤال التحالفات اليوم يطرح نفسه في إطار مسؤولية الأحزاب تجاه التحدي الديمقراطي للبلاد، ولذلك فهو في حاجة إلى كثير جدية.