قال المدير العام لشركة الدار البيضاء للنقل يوسف الضريس، أن “الترامواي” لا يزال وسيلة النقل الآمنة للتنقل في العاصمة الاقتصادية بالرغم من تصاعد حوادث السير، موضحا في كلمة بمناسبة إطلاق مؤخرا، كل من شركة الدار البيضاء للنقل، والشركة الخاصة للتنمية في الدار البيضاء التابعة للوكالة المستقلة للنقل بباريس، المسؤولة عن تدبير شبكة “الترامواي”، لحملة تواصلية لرفع مستوى الوعي بالسلامة الطرقية بمحاذاة خطوط “الترامواي”، أن هذه الوسيلة الاجتماعية تفرض ذاتها، على اعتبار متوسط معدل الحوادث السنوي في العاصمة الاقتصادية (0.40/ 10ألف كلم)، الذي يبقى أقل من معايير الاتحاد الدولي للنقل العام (0.45 حوادث/ 10 ألف كلم).
وأشار الضريس في هذا اللقاء الذي جرى خلاله الكشف عن مضامين مخطط العمل برسم سنة 2018 المتعلق بضمان سلامة السير عبر شبكة “الترامواي”، إلى أن حوادث “الترامواي” تكلف سنويا 12 مليون درهم لمدينة الدار البيضاء، فضلا عن أنها غالبا ما تحرم المستفيدين لعدة ساعات من انتظام وسيلة النقل التي تستقبل كل يوم ما يقرب من 140 ألف راكب.
وتابع المتحدث، أن مخطط العمل المتعلق بضمان سلامة السير عبر شبكة “الترامواي”، يأتي في سياق يتسم بارتفاع ملحوظ في حوادث السير بمدينة الدار البيضاء (+12.43 في المائة سنة 2017) وبالنسبة لحوادث “التراموي” (+4,13 في المائة عام 2017)، مقارنة بالسنة السابقة، مؤكدا على تحديد المناطق الأكثر عرضة لحوادث السير، من أجل تطوير السلامة الطرقية وذلك عبر اعتماد تهييئات حضرية جديدة، وخاصة على مستوى الدورات، مع عقد اجتماعات شهرية مخصصة للسلامة الطرقية بين الأمن الوطني، وشركة الدار البيضاء للنقل، وكذا الشركة الخاصة للتنمية في الدار البيضاء، التابعة للوكالة المستقلة للنقل بباريس، وتنظيم حملة توعية في المدارس.
وخلال هذه اللقاء الذي خصص لتقديم المحاور الرئيسية لمخطط العمل المتعلق بضمان سلامة السير عبر شبكة “الترامواي” برسم سنة 2018، فضلا عن تقديم الخطوط العريضة لحملة التواصل، أكد بناصر بولعجول الكاتب الدائم للجنة الوطنية للوقاية من حوادث السير، أن هذه المبادرة المشتركة تهدف إلى جعل الراجلين وجميع مستخدمي الطرق على وعي بخطر الاقتراب الشديد من عربات “الترامواي” عند تحركها، مؤكدا، على توخي الحذر واليقظة بمقربة من “الترامواي” ومنصته، كمسألة ضرورية لجميع مستخدمي الطرق، مشبها في هذا السياق، قوة “الترامواي” عند انطلاقه بأقصى سرعة، بـ 15 فيلا ضخما.
وتابع المتحدث، أن معظم الحوادث تنجم عن عدم انتباه سائقي السيارات والدارجات والراجلين الذين لا يحترمون مدونة السير وعلامات التشوير الخاصة بـ”الترامواي”، مشيرا الى أن عدم احترام الضوء الأحمر أو علامة قف، والتغيير المفاجئ في الاتجاه، أو عبور الطريق دون انتباه، كلها سلوكيات خطيرة لا تعرض فقط سائق السيارات، والدراجات، والمشاة للخطر، بل أيضا سائق “الترامواي” وجميع الركاب.
من جانبه، أشار فيليب راتو إلى أن الشركة الخاصة للتنمية في الدار البيضاء، التابعة للوكالة المستقلة للنقل بباريس توظف 300 متعاون، أي أكثر من نصف مواردها البشرية، التي ترصد لضمان سلامة الركاب والممتلكات، مبرزا أن مركز القيادة المركزي يضم 460 كاميرا مراقبة، ويستفيد من تواجد للشرطة على مدار 24 ساعة في اليوم، وفرقة متخصصة تتألف من 40 شرطي. وقال إن دور سائقي “الترامواي” ضروري لضمان سلامة الركاب، مشيرا إلى أنه في عام 2016، أنشأت الشركة الخاصة للتنمية في الدار البيضاء، التابعة للوكالة المستقلة للنقل بباريس خدمة (إتقان)، وهو عبارة عن أداة للتدبير لم يسبق لها مثيل ضمن الوكالة، موضحا ان هذا الحل المبتكر يحلل بيانات القيادة لتصحيح وضبط أخطاء السائق.