التشكيلي العراقي علي النجار: الجسد وتجربة الألم

أعرف الفنان المبدع البهي علي النجار منذ سنوات طويلة من خلال مواكبتي لفنه ولكتاباته الجادة ومقالاته النقدية الرصينة والمحكمة التي تغني المنجز الفكري والبصري العربي، غير أن فرصة اللقاء الأول تمَّت على أرض الشارقة الطيِّبة بمناسبة مشاركتنا في ندوة تخصُّصية في موضوع “الفنون الفطرية في التشكيل العربي” نظمها المركز العربي للفنون بالشارقة أيام 11-13 نونبر 2007، وأعدَّها ونسق لها المبدع طلال معلا بمشاركة نخبة مائزة من النقاد والباحثين العرب.
ويُعَدُّ الفنان علي النجار – المزداد في شتاء عام 1940 ببغداد – واحداً من أبرز ممثلي الحداثة العراقية في الفن التشكيلي، حاصل على دبلوم معهد الفنون الجميلة بمسقط رأسه منذ عام 1961 وأستاذ سابق لمادة الفنون بمدينة الشامية. يقيم راهناً بمقاطعة مالمو في السويد. يجمع بكثير من الإبداع بين التصوير الصباغي والكتابة في مجال اشتغاله وفي رصيده العديد من المعارض التشكيلية الدولية ببلدان عربية وأوروبية وأمريكية مختلفة.
في ما يأتي مقاربة بصرية أولية لجوانب من تجربته التشكيلية المتميِّزة:

كائنات هلامية

يجمع الفنان علي النجار في عموم أعماله الصباغية بين التعبيرية الرمزية والسريالية الجديدة والتجريد اللوني وكذا التعبير المفاهيمي، والعديد من أعماله التأسيسية خرجت من رحم المرسم الذي كان يتقاسمه مع زميله الفنان ضياء حسن الشكرجي مطلع السبعينيات والذي ينبت بعمارة تُوجد في شارع المشجر في منطقة السعدون. سنائد اشتغاله متعدِّدة كأسفاره وأبحاثه الجمالية العميقة، منها القماش الرقيق والورق والخيش والطين وستائر الموسلين.. رسم الكثير من الموضوعات المستمدة من عوالم بيئية (نباتية وحيوانية) بصيغ رمزية، قبل أن يتحوَّل الأسلوب التعبيري لديه تدريجيّاً ليظهر في شكل حبريات ملوَّنة تتخذ شكل “المتاهة البصرية” وتبدو في حالات بصرية بتفاصيل مفتوحة وأخرى متماسكة متباينة، لكنها ممتدة للجسد “تأخذني الرغبة أكثر لمراقبة عملي الغير مكتمل وعملي الكثير التفاصيل. حتى وقت اكتمال انتهاء العمل في الأول، واختزال تفاصيل الثاني الزائدة. فأعمالي كما كينونة جسدي في نقصانها وفي بعثرتها!”، كما يقول الفنان.
ومنذ إقامته بالسويد عام 1997، أبدع الفنان النجار منشآت وتنصيبات Installations عديدة جسَّد الكثير منها في شكل أسرّة مرضى عليها أشخاص مفترضون رسمهم الفنان ببعدين قبل أن يربطهم بأنابيب العلاج وأكياس التطبيب. عقب ذلك، أنجز مجموعة من الحبريات بالأردن، وخلال السنوات اللاحقة أعاد الشيء نفسه بأوروبا والمغرب، ولاسيما في الرباط التي يعشقها بشكل نادر وكانت تربطه علاقات وطيدة مع رواد الفنون التشكيلية في المغرب، كمحمد شبعة وفريد بلكاهية ومحمد المليحي.. وغيرهم. وببلاد الغربة أيضاً، أنجز سلسلة أعمال تلوينية أطلق عليها تسمية “الأقنعة” وقد حوَّل فيها الألم وحدود الفاجع إلى ألوان معبّرة وصريحة تخبئ وراءها مواضيع مركبة يصعب فك مغاليقها بسهولة.. ألوان اصطلاحية وأخرى صريحة بالغة التأثير تمتح جذورها من مخزون الذاكرة المشتركة الذي حمله معه إلى المهجر. موازاة مع ذلك، عبَّر علي النجار عن موقفه تجاه الحرب العدوانية التي فرضت على بلاده وما أوحت إليه من صور موجعة موشومة في الذاكرة الفردية والجماعية، إلى جانب معرض آخر أطلق عليه اسم “عالم بريء” طرح من خلاله أسئلة متنوِّعة حول المحنة الجسدية -كنت أنفذ أعمالي تحت عنوان “عالم بريء و البحث عن البراءة”.. غريب إنها كانت ملتصقة بي أيام حرب الخليج (1991)، حيث كنت أتابع حلمي والقصف يحوطني. لم يكن لي سوى ذلك فهي ليست حربي بالوقت الذي كان جرحي الجسدي ينمو ويتآكل- (كتاب السيرة “صدى الأعوام”، فصل: لغة الجسد)، وأيضاً معرض “حدود الذاكرة” الذي احتضنه PoskGallery في لندن عام 2008 وقد تضمَّن أعمالاً فنية كثيرة نفذها بالزيت والأكريليك وصاغها بأسلوب فني غرائبي أقرب إلى التعبير الرمزي والإيحائي الذي ميَّز المحترف الفني العراقي خلال فترة سابقة. هذا الأسلوب ساد مجموعة من أعماله الفنية التي تميَّز بها قياساً مع مجموعة من مجايليه الفنانين ببلده، كما في ما كتبه جبرا إبراهيم جبرافي دليل أحد معارضه الفردية في بغداد خلال منتصف تسعينيات القرن الماضي: “إن الفنان علي النجار متفرِّد بين الفنانين العراقيين بسبب فانتازيته التي تبدو ملهمته، فله رؤى تتداخل فيها الأشكال الإنسانية مع أشكال الطير والإنسان جزء من رؤياه، وقد استطاع أن يجعل منها حلمه، هذا التميُّز جزء من تجربته في الحياة”.
امتداداً لذلك، وعلى إيقاع هذا التنويع الأسلوبي والتيماتي، نجح الفنان النجار وأقنع في إبداع أعمال فنية مضمرة ومواربة تميَّزت بمزيج من الكائنات العضوية والهلامية التي تذوب وسط توليفات لونية مليئة بالإحساسات والنوازع الذاتية. فهي- الكائنات- تمتد لتجارب الفنان الدائمة وترسم ما تبقى لديه من زمن المرض.
وبقدر ما هي كائنات هلامية، هي أيضا أجساد تحمل أسراراً غامضة وتتحرّك داخل مسالك تجريدية مصاغة بألوان قوية ومواد تلوينية زيتية ونباتية ذات طبيعة كيميائية وفلزية. إنها أيضاً تشكيلات لونية عضوية مفعمة بالمساحات والكتل والخطوط المكثفة المميِّزة للمستوى التصويري في لوحاته.. حبريات وتلوينات مسافرة مثل سحابات في رحلة سماوية تتحرَّك بداخلها توليفات طيفية تتشابك فيها الشفوف والغوامق اللونية في هيئة صبغات متجمِّعة وأخرى متلاشية وكأنها اصطدمت بأجسام صلبة لا تقبل الاختراق والامتصاص. فهي، وفقاً لهذه التكوينات التجريدية، لا تقوم على الصدفة أو العبثية قدر ما هي جزء من التفكير البصري للفنان الذي ينقله على سطح السند بلغة تعبيرية عميقة تتضمَّن مفردات تشكيلية تجريدية بطابع حداثي مبهر يعكس التقنية والمهارة التلوينية العالية التي يتفرَّد بها الفنان النجار الذي أبدع أيضاً أعمالاً مفاهيمية Conceptuelles مذهلة نقلت المتلقي في العديد من المناسبات نحو عوالم فنية غير مألوفة.
هذه الأعمال المفاهيمية المعبِّرة التي أنتجها على نحو إبداعي راهني تؤكد معرفته الوافية بالفن وبدروبه الجديدة تماشيّاً مع التطوُّر الثقافي السريع الذي يشتهده العالم المتقدِّم. وهذا ليس بغريب بالنظر إلى عمق خيال الفنان النجار ومتابعاته الجيِّدة للحركة التشكيلية الدولية في أكثر من قطر. نزيد على ذلك، كون هذه الأعمال تنطوي على دلالات ومعانٍ عميقة تتلاءم مع مواقف الفنان ورؤاه الإستتيقية المتجدِّدة.
وتعبِّر هذه التجربة التشكيلية الغنية عن الانخراط المبكر للفنان علي النجار وولوجه المبكر عالم الحداثة الفنية مزوَّداً بخبرة إبداعية استباقية تعكس حذقه وشحذ خياله وفكره الجمالي القائم على البحث والتأمل والتساؤل الدائم حول مآل الفن وتحوُّلاته السريعة التي يصعب فهمها واستيعابها بعزلها عن مجموعة من القضايا الاجتماعية والسياسية والاقتصادية المعقدة..
المرض محفِّزاً إبداعيّاً..

من المؤكد أن ظهور الجسد في اللوحات الصباغية للفنان علي النجار، هو بداية التحوَّل في تجربته الجمالية، أي منذ تعرّضه لمرض خطير كاد أن يعصف بحياته لولا لطف الخالق ومؤازرة الإخوة والأصدقاء. يتذكر الفنان بحسرة: “في أواسط غشت عام 1993، فاجأني الطبيب وهو يؤشر إلى علبة تحتوي نسيجا إسفنجيا معتما بقوله: إنه ورم كبير..تفحصته، ليس هو جسدا، لا لحما، ولا عصبا، هذا النسيج الإسفنجي كان بحجم ستة سنتمترات تقريباً يستقر على منضدة قرب سريري.. هذا الوحش الذي ابتز خلايا جسدي وأرهقني. إنه ميت هنا، وديع بملمس ناعم بغرابة تخلف رعشة في الأنامل.
لم يودعني الطبيب بشيء قبل ظهور نتائج التحاليل المختبرية..لم أكن متفائلاً ولا متشائماً. كانت لي سيرة حياة سابقة غير مستقرة علمتني امتصاص العديد من المفاجآت واستيعاب مسبباتها بوقت مناسب. بعد أسبوعين، استلمت نتيجة التحليل المختبري الذي أكد وجود سرطان المثانة”.
مضيفاً بأنه بدأ تحضيراته لعملية استئصال المثانة..كان حينها كمن يذهب إلى فراغ مع شعور بغصة خفية وعليه أن أتنفس بعمق لإزالة ذلك الشعور. في بداية سبتمبر من نفس العام، استأصل المثانة. دخل بعدها زمناً جديداً، زمن مرَضي فرض عليه التعايش فيه ومعه بما توفر له من مخلفات سابقة. لم تكن العملية هيِّنة..فقد خلال زمنها عشرة كيلوغرامات من وزنه وكانت إفاقته من التخدير غيبوبة أخرى مرَّ بها بثقل وعتمة الموت.. كان حلماً لا ينسى، بحسب تعبيره.
كان يعاني من آلام شديدة وعدم القدرة على النوم مطلقاً لخمسة عشر يوماً. ما خفف عنه هو مؤازرة كل من زوجته وأخواته وأصدقائه الفنانين وغيرهم، كان لعطفهم ورعايتهم أثر كبير في تحمله لصعوبات تلك الأيام. بعد هذه الفترة الزمنية، لم يترك وسيلة لاسترداد عافيته إلا واستعملتها. لم يكن الأمر خاليا من الخسارات الجسدية والعاطفية، لكن إرادة الحياة تغلّبت أخيراً..
خلال هذه المرحلة الموجعة، كان الفنان النجار قويّاً وشجاعاًحيث حوّل المرض إلى محفز إبداعي تغلب بواسطته على الخوف: “أنت هنا وأنا هنا كتوأمين: دعنا نتعايش سوية، لست موجودا بدوني فأنا حاملك الذي لم يكل، ولست موجوداً بدونك أنت في أحشائي كما تحمل الثمرة بذرتها، سأروضك وأجعل من قتامة المرض والخوف مصدراً لأجمل الألوان والتكوينات”..
هكذا، وبكثير من الألم والتحمُّل أيضاً، عاش الفنان علي النجار تجربة المرض المؤدِّي إلى الموت..بل إنه ذاق الموت نفسه بعد معاناة طويلة مع مرض خبيث تمَّ استئصاله، لكن عزيمته وإصراره على العيش والإبداع كان كبيراً. فهو يدرك أن الموت إحساس كاسر بالفناء وسفر إلى الخلود وانتقال حتمي إلى الحياة البرزخية..لذلك جاءت لوحاته مليئة بالكثير من العلامات والأدلة الأيقونية التي تشير إلى طبيعة الأزمة الصحية التي كان يكابدها، فتصدر الجسد موضوعاته بتعبيرية واسعة امتزج فيها التشخيص بالتجريد.. والتجريد بالتشخيص.
تجسيداً لهذه المحنة الصحية الصعبة التي مرَّ منها منذ عام 1993، تمكن الفنان النجار من تحويل هذه التجربة الشخصية إلى أعمال فنية معبِّرة للغاية تمحورها الجسد والألم وتضمَّنت رسومات وتشكيلات أنجزت على الورق بواسطة الصبغات الزيتية والأحبار وقد شارك بها في العام الموالي من إنجازها خلال عام 2004 ضمن أحد المعارض الفنية الجماعية بجنوب السويد، ليُعيد عرضها ثانية بعد ذلك بعام واحد في ستوكهولم وتقديمها في شكل مجموعات فنية مصغَّرة بعناوين دالة من قبيل: تداعيات، أحلام، آثار، إلى جانب أعمال تركيبية قامت بالأساس على خطاب الجسد، تمثلت في عرض حي مكوَّن من سرير حقيقي ملطخ بالدماء وبقايا وآثار عملية جراحية معقدة، فضلاً عن طيف لجسد متعب احتل وسط القاعة بجانبه الأعمال المرسومة والمصبوغة مثبتة على الجدران..جسد مرهق عانى كثيراً من الألم والوجع جرَّاء عمليات التخذير المؤدِّي إلى الإغماء وفقدان الوعي..
عنوان الحياة المتجدّد

المعروف أنهفي الفن المعاصر، تتنوَّع أشكال الجسد ويصير متعدِّداً Pluriel، لكنه في شتى الحالات يظلُّ خاضعاً لسُلطة الفكر. على أساس ذلك “يقدِّم الرسام جسده”، كما يقول بول فاليري P. Valéry. على هذا المنوال، لكن بأسلوب فني مستقل ومتحرِّر اشتغال الفنان علي النجار على الجسد بصدق إبداعي نادر أضحت أجساده إثر ذلك عنوان الحياة المتجدّد والمتكرّر على إيقاع العيش في بيئة محاصرة بالغموض والإلغاز..ومع ذلك، فالأمل شكَّل “السبيل الملكي” Voieroyale الذي سلكه الفنان للانتصار لمشاريعه الجمالية الموسومة بالشساعة والمطلق. فهو يمقت الاكتظاظ وحشو اللوحة بالتفاصيل الزائدة والمجانية- أو مقاومة الاستلاب المكاني بتعبير الفنان المفضل-، ويميل كثيرا إلى خلق مساحات فارغة داخل السند.. فضاءات الصمت والتأمل وإعادة طرح الأسئلة بصيغ بصرية متحوّلة. من ثمَّ، أمست لوحاته تتفرَّد بوجود بياضات تبريرية، بمعنى الفراغ، تشكل المحيط الذاتي الذي يدعم أفكاره ورسائله الأيقونية.
يلتقط أشياءه ويغترفها من المخيِّلة الساكنة في بيئته الإبداعية الخاصة، ليشرع في البحث عن حاضن بيئي جديد لها.. وأجساده استثنائية لا تسعفها المواساة ومنذورة لضياعها المحتوم ومقتنعة بالقدر وبالمكتوب. إنها- الأجساد- انعكاس حي وتجسيد ملوَّن لموت داخلي بطيء يصعب فصله عن تجربة الاعتقال والاحتجاز والمطاردة التي عمَّقت لديه حساسية الوجود وسؤال الحياة..
أجساد، أم أطياف إنسية وكائنات شبحية مطبوعة باستيهامات داخلية.. متشظية وممزقة وأصوات مبحوحة تعلن عن ميلاد ألوان وتشكيلات طيفية محيِّرة تتفجَّر في اللاوعي..هي بحثه الإستتيقي الدائم.. هي الامتلاء الذي ينتصر به على كل ضيق أو استبداد، أو أي اعتداء قد يصيب الجسد، وكأنه يردّد مع نيتشه Nietzsche: “أيها المستهزئون بالجسد، إن ذاتكم نفسها تريد أن تموت، وقد تحولت عن الحياة لأنها عجزت عن القيام بما تطمح إليه وما أقصى رغباتها (…) ولقد مضى زمن تحقيق هذه الرغبة، لذلك تطمح ذواتكم إلى الزوال(…)، إن هذا العجز وقد ولد فيكم النقمة على الحياة والأرض وها هي ذي تتجلى في شهوة لحظاتكم المنحرفة دون أن تعلموا”..
أجساد متمرّدة ومحتجة ترفض الاستلابوالسيطرة وتنبذ كل سُلطة زائفة.. أجساد موحية وصادمة تسبح ضِدَّ أفق صعب سرعان ما يزول بسبب إرادة الفنان وإصراره القوي على التحدِّي متخذاً من الفن أداة للمقاومة والاستمرارية. “أن تعيش، يعني أن تتعلم هذا الفن الحيوي الذي يمنعك من استنزاف قدرتك على مواصلة الحياة وبالطرق التي تكفل لك البقاء على حيويتها متواصلة وزمنك الصعب الذي يهرب باستمرار. أن تتابع حلمك، أو أن تتماهى أنت والحلم كما هي الحياة في نهاية مشوارها” (الكلام للفنان علي النجار).
تتجاوز أجساده حالاتها الفيزيقية لتصير أشكالاً وكائنات عضوية عاكسة لاستلهامات الفنان الذاتية، حيث يتخذ من تجاربه الجسدية مواضيع للتعبير والانفعال، لذلك مثلت كائناته كثيراً صوراً رمزية للذات وللآلام المتتالية التي أتعبت جسده النحيل الذي تحمَّل أكثر من طاقته البدنية والذي كان مسانداً بفكر وإبداعات الفنان..
علي النجار رسام الأجساد الهلامية بامتياز، وملوِّن كبيرUn grand coloriste من طينة نادرة يرتبط فنه بحياته ولوحاته الفنية تسكنقلبه وذاكرته..
دائم البحث والتجريب، وقد خبَّر المواد وخامات وحوامل الاشتغال لسنوات طويلة من الإبداع الصادق والجاد وأمسى يمتلك أسرارها وتفاصيلها التي يُبرزها في إبداعاته وقطعه التشكيلية على نحو تعبيري وجمالي مفتوح على الدهشة والاكتشاف.
على مستوى التأليف، للفنان النجار مؤلفات متنوِّعة، منها كتاب مونوغرافي موسوم بـ “صدى الأعوام” من القطع المتوسط، يقع في 214 صفحة، صدر عام 2020 عن دار أوراق في بغداد، وهو مؤلف فني أنيق يرسم صدى السنين التي ميَّزت سيرته الإبداعية والاجتماعية والسياسية التي راكمها منذ ستينيات القرن الماضي حتى الوقت الرَّاهن الذي يقيم فيه ببلاد المهجر.
هو هكذا علي النجار كما عرفته، فنان نادر واستثنائي، هادئ، صموت، صبور متأمِّل يعمل بكل قناعاته الفكرية والجمالية ومبدع مجدِّد منشغل بفك لغز الحياة وأسئلة الوجود الكبرى..

 بقلم: إبراهيم الحَيْسن

 فنان وناقد تشكيلي

Related posts

Top