التقاء الطموحات

يخوض فريق الوداد البيضاوي، اليوم السبت، مباراة الذهاب ضد نادي الأهلي المصري برسم نهائي عصبة أبطال لإفريقيا لكرة القدم، مباراة سيحتضنها ملعب “برج العرب” بمدينة الإسكندرية ابتداء من الساعة الخامسة عصرا. 

وبكل المقاييس يكتسي هذا اللقاء صعوبة كبيرة بالنسبة للفريقين معا، فالفريق المحلي يطمح إلى استعادة هيبته المفقودة في السنوات الأخيرة، خاصة بعد التراجع المسجل عربيا وقاريا، بفعل التطورات التي شهدتها دولة مصر من جراء الربيع العربي، وما نتج عنه من توقيف الأنشطة الرياضية.

إلا أن كل هذه العوامل السلبية لم تؤثر كثيرا في بنية نادي القرن الإفريقيـ مستفيدا من قوة مؤسسته وهياكلها الصلبة، وهذا ما سمح له بالعودة بسرعة لواجهة الأحداث، والمنافسة مجددا على البطولات والألقاب، وما وصوله هذه السنة للمباراة النهائية لعصبة الأبطال، إلا دليل على قوة هذه المؤسسة الرياضية العملاقة.

نفس هذا  الطموح الكبير الذي يمتلك النادي الأول بمصر، يحدو أيضا واحدا من أعرق الأندية مغربيا، فريق وداد الأمة الذي يرى في وصوله لهذه النهائي، فرصة عظيمة لربط الماضي والحاضر .. والماضي هنا يعود به إلى سنة 1992، وبالضبط بملعب الهلال السوداني عندما استطاع جيل ذهبي يضم لاعبين كبار من حيث المستوى والتجربة، العودة بأول كأس قارية في تاريخ الوداد الطويل. 

واليوم يطمح الجيل الحالي لاستعادة المجد التليد والعودة مجددا إلى منصة التتويج بعد غياب طويل لا يليق بفريق يشكل علامة فارقة في تاريخ كرة القدم المغربية

سبق للفريقين أن التقيا في دور المجموعات، وكان التكافؤ من حيث النتيجة، إذ فاز كل فريق بميدانه بذات النتيجة (2-0) وتأهلا معا لدور الربع على حساب زاناكو الزامبي ظاهرة منافسات هذه السنة، إلا أنه أقصي لاحتلاله المرتبة الثالثة رغم حصوله على 11 نقطة، وهذه مسألة تبدو غريبة نوعا ما، إذ كيف لفريق حقق هذا المجموع من النقط أن يقصى من دور المجموعات، علما أن كل المتتبعين يقرون بأنه قدم عروضا رائعا ويضم خمسة لاعبين أساسيين ينتمون للمنتخب الزامبي.

المؤكد أن مباراة اليوم ستشهد حضورا جماهيريا قياسيا يسعى من خلاله الفريق الأهلاوي إلى فرض ضغط كبير  على نظيره المغربي الذي يعرف كيف يستغل ضغط جمهوره بمركب محمد الخامس بالدار البيضاء، أي أن تشكيلته متمرسة بما فيه الكفاية ولا تتأثر كثيرا بمثل هذا الضغط.

عموما، فالمقابلة صعبة بالنسبة للطرفين، ولن يتمكن أي فريق من الفوز بسهولة، سواء بالإسكندرية أو بالدار البيضاء، والحسم في النهاية يتطلب الكثير من الجهد والتفكير وتوظيف كل الفعاليات المتوفرة لتجاوز خصم يرى في هذه النهاية فرصة العمر…

محمد الروحلي

Related posts

Top