بتتويج المنتخب الوطني للفتيان بالميدالية الفضية في بطولة كأس إفريقيا للأمم لأقل من 17 سنة، تبين وبالملموس، مرة أخرى، أن التكوين والتأطير يشكلان المفتاح المناسب لنجاح كرة القدم الوطنية.
وخلال هذه التظاهرة الكروية الإفريقية، حظي “أشبال الأطلس” بالاحترام والتقدير من طرف المتتبعين بالنظر لتقديمهم صورة مشرفة عن كرة القدم المغربية التي تواصل توهجهها في سماء القارة الافريقية ، نتيجة الإنجازات التي حققتها المنتخبات الوطنية والأندية المغربية.
ويمثل الإنجاز الرائع للمنتخب الوطني لأقل من 17 سنة ثمرة سنوات طوال من الاستثمار في تكوين اللاعبين، لاسيما من خلال أكاديمية محمد السادس لكرة القدم التي أحدثت بفضل الرؤية المتبصرة لجلالة الملك محمد السادس لتطوير الرياضة بصفة عامة وكرة القدم بصفة خاصة.
وشارك تسعة لاعبين من خريجي الأكاديمية في كأس الأمم الإفريقية لأقل من 17 سنة، من بين قائمة ضمت 26 لاعبا في هذه المسابقة.
كما يعد الأداء الباهر لـ “أسود الأطلس” في مونديال قطر 2022، ثمرة جهود كبيرة للأكاديمية التي تستحق الثناء في هذا المجال بالنظر إلى جودة التكوين الذي تقدمه هذه البنية الرياضية الكبيرة والتي لا تدخر جهدا في سبيل إعداد لاعبي كرة قدم المستقبل.
وفضلا عن تقديمها نموذجا مرجعيا في مجال تكوين اللاعبين ومشتلا لصقل العديد من المواهب الرياضية، تعتبر الأكاديمية مشروعا ملكيا يهدف إلى النهوض بكرة القدم الوطنية وتطويرها من خلال انتقاء وتكوين لاعبين موهوبين، يشكل بعضهم اليوم العمود الفقري للمنتخب الوطني لكرة القدم الذي تأهل إلى نصف نهائي كأس العالم قطر 2022 لأول مرة في تاريخ كرة القدم العربية والإفريقية.
وعلى سبيل المثال لا الحصر، يعتبر كل من يوسف النصيري المحترف في نادي اشبيلية الإسباني، ونايف أكرد لاعب وستهام يونايتد الانجليزي، وعز الدين أوناحي الذي يمارس في أولمبيك مرسيليا الفرنسي إضافة إلى رضا التكناوتي لاعب فريق الوداد البيضاوي من أبرز خريجي الأكاديمية.
كما تجلت سياسة التكوين وإحداث المرافق الرياضية رفيعة المستوى من خلال إنشاء مركب محمد السادس لكرة القدم وعدة منشآت رياضية تروم النهوض بكرة القدم الوطنية.
وهكذا، وفي إطار العناية السامية التي يوليها صجلالة الملك محمد السادس للرياضة بصفة عامة وكرة القدم بصفة خاصة، أشرف جلالة الملك في تاسع دجنبر 2019 بمقاطعة احصين بسلا على تدشين المركز الوطني لكرة القدم بالمعمورة، بعد تحديثه وإعادة بنائه، وتفضل جلالته بإطلاق اسمه الشريف عليه “مركب محمد السادس لكرة القدم”.
وتعكس هذه البنية الرياضية المندمجة الموجهة للتميز وتطوير ممارسة كروية من مستوى عال، والتي أنجزتها الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، العناية السامية التي ما فتئ جلالة الملك يوليها للشباب والرياضة، وكذا إرادته الراسخة من أجل تمكين محترفي كرة القدم الوطنية من جميع ظروف النجاح والتميز اللازمة من أجل تمكينهم من تمثيل بلدهم على أكمل وجه.
ويروم “مركب محمد السادس لكرة القدم”، باعتباره مهدا للخبرة والمهارة، والذي تم تشييده على قطعة أرضية تبلغ مساحتها 29,3 هكتارا، استضافة تحضيرات المنتخبات الوطنية، والمنتخبات الوطنية الأجنبية الراغبة في إجراء معسكراتها الإعدادية بالمغرب.
وقد أثمرت هذه الجهود أكلها، حيث عرفت كرة القدم الوطنية في السنوات الأخيرة نجاحا كبيرا على مستوى جميع الفئات، على غرار المنتخب الوطني لكرة القدم النسوية ، والمنتخب الوطني لكرة القدم داخل القاعة، إلى جانب مشاركة الأندية المغربية في البطولات والكؤوس القارية.