كشفت جمعية محاربة السيدا أن الإصابة بفيروس فقدان المناعة المكتسبة ما زال يشكل السبب الرئيسي لوفيات النساء في سن الإنجاب في الدول ذات الدخل المحدود أو المتوسط، مؤكدة على ضرورة الأخذ بعين الاعتبار مسألة “الجندرة” ومقاربة النوع في سياسات مكافحة مرض السيدا.
وأوضحت الجمعية في بلاغ بمناسبة اليوم العالمي للمرأة (8 مارس)، توصلت بيان اليوم بنسخة منه، أن تأنيث الفقر وغياب المساواة الاجتماعية ونقص معدلات التعليم في صفوف الفتيات والنساء، فضلا عن الممارسات الثقافية التي يعشن تحت وطأتها في العديد من المجتمعات، كلها عوامل تسبب ضعف الاستجابة في أوساط النساء لجهود مكافحة انتشار داء فقدان المناعة المكتسبة.
وربطت الجمعية احتفاءها باليوم العالمي للمرأة، بأهمية إثارة الانتباه لوضعية النساء والفتيات تجاه فيروس فقدان المناعة البشري سواء في المغرب أو في العالم، معتبرة أنه لا يمكن فصل معركة محاربة السيدا عن معركة النضال من أجل سيادة حقوق الإنسان الكونية بين النساء والرجال، وأن الدفاع عن حقوق النساء سيمكن من إنقاذ حياة الآلاف منهن من داء فقدان المناعة.
من جهة أخرى، لفتت الجمعية كذلك إلى أن الإصابة بفيروس السيدا لازالت تعرض النساء لأشكال قاسية من الوصم والتمييز. فبالإضافة إلى عوامل الهشاشة المرتبطة بعدم الولوج للتعليم وخدمات الصحة، تتفاقم معاناة النساء جراء عدم تمكنهن من اتخاذ القرار بحماية أنفسهن من انتقال الفيروس. وذكرت الجمعية بأن الدراسات المنجزة، في المغرب تحديدا، توضح أن كثيرا من النساء يتعرضن للإصابة داخل العلاقة الزوجية وليس خارجها كما يمكن أن يعتقد البعض.
وأكدت جمعية محاربة السيدا في بلاغها، على أن مسألة المساواة ومحاربة العنف والتمييز ضد النساء تندرج في صميم هوية وعمل الجمعية منذ تأسيسها في سنة 1988، حيث تحرص على دمج النساء في جميع أجهزة الحكامة للجمعية، وذلك بنسبة لا تقل عن الثلث.
ويقول البروفيسور مهدي القرقوري، رئيس الجمعية، في هذا الصدد،” إننا مقتنعون أن أي سياسة للوقاية ولتقليص خطر الإصابة لا يمكنها النجاح بدون احترام حقوق الفئات الأكثر عرضة والمعنية بفيروس السيدا”، مؤكدا على أن عمل الجمعية يندرج في سياق الدفاع عن حقوق الإنسان عموما، وحقوق النساء خصوصا، في كل ما يتعلق بالحق في الولوج إلى الخدمات الصحية، من وقاية وتكفل طبي واجتماعي لجميع المواطنين نساء ورجال على حد سواء.
ويتأسس طرح دفاع الجمعية عن الحقوق الإنسانية للنساء، أيضا، حسب نفس المصدر، على المؤشرات العالمية المرتبطة بأوضاع النساء وصحتهن، حيث تشير تقارير منظمة الصحة العالمية أن واحدة من كل ثلاث نساء تتعرض للعنف الجسدي أو الجنسي من طرف شريكها خلال حياتها، وأن هذا العنف الذي يتعرضن له يجعلهن بالتالي أكثر هشاشة وعرضة للإصابة بالأمراض عموما وبفيروس فقدان المناعة المكتسبة خصوصا، مع كل ما يرافق هذه الوضعية من تهميش وإقصاء داخل العديد من المجتمعات. وذكرت الجمعية بأنها تعمل باستمرارعلى تنظيم برامج وأنشطة خاصة من أجل الترافع والتعبئة لصالح النساء المعنيات بفيروس نقص المناعة البشري والتهابات الكبد.
وجددت الجمعية، بالمناسبة، تأكيدها على ضرورة توحيد وتعزيز الجهود الرامية إلى دعم الدور الرئيسي للنساء في المجتمع، وعلى رأسها نضالات المجتمع المدني والحقوقي بالمغرب في اتجاه مراجعة مدونة الأسرة.
يذكر أن جمعية محاربة السيدا (ALCS) التي تعمل من خلال 19 فرعا موزعة على التراب الوطني، تضم في صفوفها 350 متطوعا ومتطوعة، و163 متدخلا ميدانيا ومتدخلة، يساهمون في تنفيذ برامج الجمعية التي تشمل أنشطة الوقاية من فيروس السيدا، وكذا أنشطة دعم الولوج للعلاج والتكفل الطبي، النفسي والمجتمعي، الخاص بالأشخاص المتعايشين مع فيروس السيدا.