التنوع البيولوجي والتنمية المستدامة للمحيطات

بمناسبة اليوم العالمي للحياة البرية نظمت المديرية الاقليمية لوزارة التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي، يوم الأربعاء الماضي، ورشة تكوينية إقليمية ضمن برنامج «الصحفيون الشباب من أجل البيئة نسخة 2021»، احتضنها المركز الاقليمي للإعلام والمساعدة على التوجيه، وذلك في ارتباط وثيق مع الجهود المبذولة لتحقيق الأهداف الـ17 للتنمية المستدامة.
اللقاء الذي افتتحه نيابة عن المدير الاقليمي ابراهيم صالحي رئيس مصلحة الشؤون التربوية بالمديرية الاقليمية للتربية والتكوين بالحاجب، عرف مشاركة عدد من الأطر التربوية وتلميذات وتلاميذ يمثلون مختلف المؤسسات التعليمية بالمستوى الثانوي بسلكيه، وذلك في محاولة منهم لمعالجة موضوع «التنوع البيولوجي» موضوع هذه السنة، من خلال رصد مختلف الاستراتيجيات الوطنية والدولية التي تهدف الى المحافظة على المنظومات البيئية.
وبالمناسبة أكد رئيس مصلحة الشؤون التربوية على أهمية التربية البيئية باعتبارها دعامة أساسية في تحقيق التنمية وتطور المجتمعات، والتي تشكل إحدى المحاور المعتمدة في استراتيجية الإصلاح التي تبنتها الوزارة الوصية برسم الفترة الممتدة ما بين 2015-2030.
وتابع رئيس مصلحة الشؤون التربوية أن هذه المبادرة، التي تتماشى مع الاستراتيجية الوطنية للتنوع البيولوجي، ومع برنامج تكوين الصحفيين الشباب من أجل البيئة الذي تشرف عليه مؤسسة محمد السادس لحماية البيئة في إطار عملها من أجل خلق دينامية داخل المؤسسات التعليمية المنخرطة عبر الانفتاح على محيطها وشركائها في المجال العلمي والتدبير البيئي والاقتصادي والصحفي والفني، مذكرا بالدور التربوي لهذه المباراة في تنمية قدرات المتعلمات والمتعلمين في العديد مجالات العمل الصحفي ككتابة التقارير الصحفية ومجال التصوير ومجال الفيديو وغيرها. كما أكد على أن الهدف من هذه الدورات التكوينية يتمثل بالأساس في المساهمة بشكل فعال في الحفاظ وحماية البيئة وتسليط الضوء على دور المدرسة في طرح ومعالجة الإشكالات البيئية.
وفي السياق، ذاته شدد عادل أعماليك رئيس مكتب الأنشطة التربوية والثقافية والاجتماعية المنسق الإقليمي لبرنامج البيئة والتنمية المستدامة بالمديرية في كلمة بالمناسبة، على أن عملية المعالجة ستتم عبر أحد الأجناس والإبداعات الصحفية سواء من خلال الربورتاج المكتوب أو الصورة، أو صنف الفيديو الذي سيوظف لأول مرة في هذه التظاهرة التي تخلد هذه السنة في دورتها الثامنة عشرة.
وتأتي هذه الورشة الإقليمية، يضيف رئيس مكتب الأنشطة التربوية والثقافية والاجتماعية، في إطار البرنامج الدولي المدارس الإيكولوجية والصحفيون الشباب من أجل البيئة الذي تسهر على تنفيذه على الصعيد الوطني، مؤسسة محمد السادس لحماية البيئة تحت الرئاسة الفعلية لصاحبة السمو الملكي الأميرة للاحسناء، وبشراكة مع وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي .
كما قدم المهندس والخبير في المناخ والتنمية المستدامة محمد بنعبو، رئيس المكتب الوطني لجمعية مغرب أصدقاء البيئة، عرضا علميا حول «حماية التنوع البيولوجي»، حيث تطرق الى عقد علوم المحيطات، مبرزا بواسطة الأرقام حقائق تدهور المنظومات البيئية البحرية وجسامة الأخطار المحدقة بكوكبنا، كما قدم إحصائيات تهم المغرب وانخراطه في منظومة القوانين الدولية ذات الصلة.
وخلص الخبير المغربي في المناخ والتنمية المستدامة إلى أنه من أجل استعادة محيط صحي بحلول عام 2030، كرست هيئة الأمم المتحدة عقدا جديدا لحماية المحيطات هو الأول من نوعه ستخصصه للتنمية المستدامة للمحيطات حيث سيتم نشر مئات المبادرات القائمة على العلوم والتجارب المحلية في أحواض المحيطات الرئيسية على كوكب الأرض، حيث تم إطلاق هذه المبادرة يوم 3 فبراير الماضي تحت رعاية منظمة اليونسكو، وستستمر حتى عام 2030، والهدف هو إعطاء الأهمية للمحيط الذي يمثل 71٪ من سطح الأرض والذي يلعب دورا مركزيا في أنشطة التنمية المستقبلية. وقد تم التحضير لهذه المبادرة منذ ما يقرب من ثلاث سنوات في جميع أحواض المحيطات، ضمن عملية أخذت الكثير من الوقت والجهد من هيئة الأمم المتحدة. ومنذ ربيع عام 2020، تم تلقي أكثر من 230 مساهمة مكتوبة بالفعل، مما يدل على وجود زخم علمي يجب تثمينه.
وأضاف محمد بنعبو أنه كان من الضروري من أن تكون البداية من المحيط في وضعيته الراهنة بمشاكل الصيد الجائر والتلوث والاحترار والتحمض والتصحر للوصول إلى المحيط الذي نريده بصحة جيدة، حيث يمكن أن يساعد العلم حقا في تغيير ممارساتنا، تعتبر الإجراءات في هذا الاتجاه أكثر إلحاحا نظرا لأن المحيطات تعتبر بالوعات للكربون، فقد امتصت حوالي ثلث انبعاثات ثاني أكسيد الكربون منذ بداية العصر الصناعي، ومن ثم تتضح قدرتها وأهميتها في التخفيف من ظاهرة الاحتباس الحراري.
وفي ورشة إعداد الفيديو الصحفي قدم كريم مشدود، تقني في الاعلام وتقنيات التواصل وتقنيات التوثيق والتصوير والإخراج، عدة شروحات بواسطة أحدث التجهيزات والآليات المعتمدة في مجال الفيديو، موضحا بمهنية واحترافية كيفية إعداد فيديو روبورتاج صحفي، من وضع السيناريو الى التسجيل والاحتفاظ بنسخة قابلة للعرض وبمواصفات تستجيب للجودة الفنية والتقنية المطلوبة.

Related posts

Top