شهد الحي البرتغالي نهاية الأسبوع المنصرم، مبادرة غير مسبوقة لائتلاف جمعوي متكون من جمعية المسقاة البرتغالية للمنتوجات التقليدية، جمعية الحي البرتغالي وجمعية فضاء الحوار للثقافة والتراث، ومعهم فعاليات اقتصادية وخدماتية فاعلة بهذا الفضاء الثقافي الذي يستحق المزيد من الاهتمام، كي يحقق الأهداف المنشودة منه سياحيا، وتجاوبا مع توصيات منظمة اليونسكو التي عملت على تصنيفه تراثا عالميا قبل عشرين سنة خلت.
وهكذا، بادر مجموعة من أبناء الحي البرتغالي إلى تغيير ملامح فضاء الحي البرتغالي، عبر تنظيفه وصباغة كل الجدران، مع إحداث مساحات خضراء تعيد للحي رونقه وجماليته بهدف تشجيع السياحة الداخلية، سيما وأن الحي البرتغالي يعد الوجهة السياحية المفضلة لزوار مدينة الجديدة .
وشهد الحي حركية دؤوبة لائتلاف جمعوي ولفاعلين تجاريين واقتصاديين يضحون بوقتهم وبجهدهم وأموالهم الخاصة، حيث بادروا عند ملاحظتهم التراجع الجلي لمقومات ذلك الحي السياحي الذي يحج إليه الزوار من كل أصقاع العالم بغرض اكتشاف ما يزخر به من معالم، وما خلفته فيه مختلف الشعوب والقوات الكولونيالية التي تعاقبت على تدبيره، تاركة خلفها إرثا حضاريا يمكن أن يدر مداخيل مالية محترمة، إن لقي نصيبه من الاعتناء والتنظيف والترميم وهو ما فطن له شباب الحي وتجندوا لتحسيده على أرض الواقع.
والملاحظ، أنه في الفترة الأخيرة سعت فعاليات المجتمع المدني إلى تنسيق الجهود وتوحيد الرؤى في صورة تتوخى إعادة الحياة لأقدم معلمة تاريخية وهي المسقاة البرتغالية التي تؤمها وفود كثيرة من كل بقاع العالم. وهكذا التأمت فعاليات الحي و على مدى فترات في إطار عمليات تزيينية تروم إضفاء لمسة فنية على زوايا وأزقة نموذجية كخطوات تحفيزية وملهمة، لعلها تشجع فعاليات أخرى تساهم في تجويد العرض السياحي بهذه القلعة البرتغالية المميزة، وتحسن صورتها لدى السائح الاجنبي.
هذا، وتحذو هؤلاء الفاعلين رغبة في استمرار هذه الهبة داخل الحي، وفي السير على نفس المنوال من طرف فعاليات أخرى، وخاصة فئة الشباب الذين يؤمنون بالعمل المشترك وبقوة الجماعة.
وبهذا السلوك النبيل، يكون شباب الحي البرتغالي، قد وجهوا رسالة مشفرة لكل المتدخلين لمواكبة هذه التحولات المستشرفة للمستقبل، وخاصة مديرية الثقافة بجميع مكوناتها، ومديرية السياحة، والجماعة الترابية وشركائها المفوض لهم أمر تدبير قطاع النظافة.
عبدالله مرجان