الحزب حاضر في الميدان

شرع حزب التقدم والاشتراكية في تفعيل برنامج حزبي وتواصلي عبر مختلف جهات المملكة لم يكتف خلال صياغته باستهداف إنجاز المهمات التنظيمية الحزبية الداخلية في الفروع والقطاعات فقط، إنما جعله مناسبة كي يلتقي وزراؤه الأربعة مع الهياكل الحزبية المحلية والجهوية، ومع مختلف الفاعلين في المناطق، من أجل تدارس قضايا تدبير القطاعات الوزارية التي يشرفون عليها، وكل أسئلة الشأن الحكومي، بالإضافة إلى الإنصات إلى انشغالات الناس وأسئلتهم ومقترحاتهم… اللقاء الذي ترأسه وزير الثقافة في هذا الصدد بالقنيطرة السبت الماضي مثل لحظة حوار عميق ومعمق بين الوزير وعشرات المناضلين وأيضا فعاليات ثقافية وفنية حضرت إلى القنيطرة من مدن مختلفة، وأنصت الوزير بتقدير إلى كثير ملاحظات وانتقادات.
وفي السياق ذاته يندرج اللقاء المرتقب قريبا مع وزير التشغيل والتكوين المهني، والآخر الذي سيترأسه وزير الصحة، ثم اللقاء العمومي مع وزير السكنى والتعمير وسياسة المدينة الأمين العام للحزب.
الأسلوب يكشف أولا عن منهجية تدبيرية تقوم على التفاعل مع المواطنات والمواطنين والإنصات إلى آرائهم، كما أن اللقاءات الأربعة تقام في مناطق مختلفة من المملكة، أي خارج العاصمة والمركز، وهو الأسلوب نفسه المعتمد من لدن الحكومة ككل عبر حرصها على المقاربة التشاركية سواء داخل تحالف الأغلبية، أو في علاقتها بالبرلمان، وبالتالي فإن استمرار هذا النهج التدبيري والتواصلي وتطويره من شأنه أن يؤسس لعلائق وممارسات مختلفة في حقلنا السياسي والتدبيري.
ومن جهة ثانية، فإن إقبال الحزب ووزرائه على اللقاء بالناس في مناطق مختلفة والتحاور معهم بمسؤولية وصراحة، يجسد كذلك التزام الحزب بحق الجمهور في الحصول على المعلومة، وعلى كل المعطيات المرتبطة بالشأن العمومي، وذلك عبر التواصل المباشر.
وصلة بالموضوع، فإن الحزب الذي صنع قرار مشاركته في الحكومة الحالية داخل لجنته المركزية عبر التصويت، وكذلك فعل أثناء بلورة موقف الحزب من الدستور الجديد، وخلال إعداد اللائحة الوطنية لمرشحات ومرشحي الحزب في التشريعيات الأخيرة، هو نفسه الذي يواصل ذات الأسلوب الديمقراطي اليوم، من خلال جعل اللجان الدائمة في اللجنة المركزية والقطاعات السوسيومهنية في الحزب بمثابة قوة اقتراحية وميكانيزمات لإعداد الأفكار وإنضاج المناقشات لفائدة وزراء الحزب، وبالتالي جعل الدينامية الحزبية مرتبطة ومتفاعلة بالقضايا اليومية والانشغالات الأساسية لشعبنا، فضلا على أن التنظيم الحزبي يكون هنا أداة تنبيه لممثلي الحزب في الحكومة وفي البرلمان، وأيضا امتدادا شعبيا لعملهم، وسندا سياسيا لهم في المشهد المجتمعي العام.
الأنشطة الحزبية، التنظيمية والإشعاعية، تروم التفاعل مع شعبنا والاستمرار في الفعل السياسي والميداني إلى جانبه، كما أنها تقوم على تفعيل تنظيمات وهياكل الحزب وطنيا ومحليا وفي الجهات، وتمتين الممارسة الديمقراطية في كامل منظومتها، بالإضافة إلى أنها تتيح ترسيخ خطاب الصراحة والوضوح مع شعبنا.

Top