انطلقت أول أمس الأحد، بمدينة الداخلة، منافسات الدورة الـ 11 من سباق “الصحراوية 2025” التي تتواصل فعاليتها إلى غاية الثامن من شهر فبراير الجاري، تحت الرعاية السامية لجلالة الملك محمد السادس.
ويعد هذا الحدث السنوي الذي يجمع نخبة من الرياضييات، نموذجا يجسد الوعي بالقضايا الراهنة، حيث تسخر الإنجازات الرياضية والتحديات الذاتية، لخدمة التضامن والالتزام الاجتماعي والبيئي.
وقد عرف الأول اليوم من لحاق “الصحراوية”، إجراء سباق خاص بالجري لمسافة تجاوزت 12 كيلومترا، تصدره الثنائي المغربي، المكون من فاطمة الزهراء الركي وسكينة حمام.
مشهد ساحر بين رمال الصحراء وبحيرة الداخلة، وهو يحتفل هذه السنة بدورته الحادية عشرة، فسباق “الصحراوية”، فرض نفسه منذ انطلاقه كموعد رياضي نسائي لا يفوت بفضل التزامه القوي بدعم القضايا الاجتماعية وتميز برنامجه الرياضي.
وفي نفس السياق، قالت أسماء نيانغ، البطلة المغربية في رياضة الجيدو في تصريح لجريدة “بيان اليوم”، “سباق الصحراوية ليس سباقا عاديا فقط، بل هو منافسة بين مجموعة من الفرق الثنائية النسائية.
وأضافت نيانغ، أن السباق يضم مجموعة من التحديات الرياضية، كالجري وركوب الدراجات، والتجديف، الشيء الذي حيث يجسد قيم السباق الرياضي التي ترتكز أساسا على الالتزام والتعاون المتبادل.
ومن جانبها، تقول سميرة أيت إبراهيم، وهي مدربة تشتغل مع لحاق “الصحراوية” منذ ثلاث سنوات، “إن هذه المسابقة ستكون بين مجموعة من النساء، حيث سيشهد السباق مشاركة نساء قويات وملتزمات بقضايا المرأة، واللواتي يقمن بتعزيز وإشعاع الجمعيات التي يمثلنها”.
أما في ما يخص الهدف من تنظيمها بالصحراء المغربية، تضيف سميرة آيت إبراهيم، “هو التعريف بهذه المنطقة وبمناظرها الطبيعية الخلابة، ونظامها البيئي، مع تسليط الضوء على غنى المقومات الطبيعية بالجهة، وتحويل طاقة سباق رياضي إلى محرك للتغيير الإيجابي”.
وفي نفس السياق، قال نادية منكوك، منسقة سباق “الصحراوية” بالمدن المغربية، أن كل مشاركة في هذه المبادرة تمثل دولة معينة، حيث نجد مشاركات من الغابون والكاميرون، بلجيكا، وفرنسا، وجل مدن المملكة المغربية (العيون، والداخلة، والدار البيضاء، والرباط، القنيطرة…).
وأشارت منكوك في حديث لـ”بيان اليوم”، هذه المسابقة تتضمن مجموعة من المسابقات الرياضية كالسباق على الدراجات الهوائية، والقوارب، والجديد في نسخة 2025، هو مسابقة القوارب بالليل.
أما بخصوص الهدف من مشاركة النساء فقط، هو محاولة التعريف بقدرات المرأة المغربية وبهويتها، مع تسليط الضوء على المنطقة وأجوائها وثقافتها، والسن ليس شرطا فيمكن لأي امرأة أن تشارك في سباق “الصحراوية”.
ومن جهة أخرى، قالت نجوى عوان، وهي مشاركة بـ”صحراوية” في تصريح لجريدة “بيان اليوم”، “لأول مرة أشارك هذه السنة، سعيدة جدا أنني هنا.. أعلم أن المنافسة ليست بالسهلة، خاصة وأنني أتسابق برجل واحدة فقط.. لكنني سأبذل قصارى جهدي”.
واعتبرت نفس المتحدثة، “لهذا أقول إذا كنت أنا أستطيع المنافسة وأنا في حالتي هذه، فبكل تأكيد أي إنسان في استطاعته إذا كانت إرادته قوية طبعا، فلا وجود للأعذار نهائيا”.
فبعد عقد من النجاح، تحول سباق “الصحرواية” من مجرد حدث رياضي، إلى روابط مشتركة بين نساء متضامنات، تتجاوزن الحدود والتخصصات للنهوض بقيم المشاركة والتآزر.
< مبعوثا بيان اليوم إلى الداخلة:
هاجر العزوزي/طه ياسين شامي