واصلت مجموعة رونو المغرب تعزيز مكانتها كركيزة أساسية في الاستراتيجية الصناعية للمجموعة على المستوى العالمي، محققة إنجازات استثنائية خلال عام 2024.
تمكنت المجموعة بفضل أداء قوي في الإنتاج والمبيعات، من تأكيد ريادتها في السوق الوطنية، وتعزيز حضورها في الأسواق الدولية، مما يعكس نجاح استراتيجيتها الصناعية والتجارية.
مبيعات قياسية ونمو مستدام
احتلت علامتا “داسيا” و”رونو” المركزين الأول والثاني في سوق السيارات المغربي، بحصة سوقية بلغت 38.4%، مع تسجيل نمو بنسبة 12.9% مقارنة بعام 2023، حسب ما كشفت عنه مجموعة رونو المغرب خلال ندوة صحفية عقدت في الأسبوع الأخير من يناير الماضي.
كما شهدت مبيعات “رونو” رقما قياسيا بلغ 28,348 سيارة خلال شهر يناير، مما يعكس الإقبال المتزايد على سيارات المجموعة.
وتعد “داسيا” العلامة التجارية الأكثر مبيعا في السوق المغربي للعام الخامس عشر على التوالي، حيث واصلت تقديم طرازات متنوعة تلبي احتياجات المستهلكين.
إنتاج محلي يعزز التصدير
كشفت مجموعة رونو المغرب، خلال الندوة ذاتها، أن مصانع رونو في طنجة والدار البيضاء حققت رقما قياسيا في الإنتاج، حيث تم تصنيع 413,614 سيارة خلال عام 2024، بزيادة 8% عن العام السابق؛ وكان مصنع طنجة قد أنتج 312,381 سيارة، بينما تجاوز مصنع الدار البيضاء لأول مرة في تاريخه حاجز 100,000 سيارة، مسجلا 101,233 وحدة.
ساهم هذا الإنتاج في تصدير ما يقارب 90% من إجمالي السيارات المصنعة، بمعدل 8,000 سيارة أسبوعيا، فيما واستحوذ مصنع طنجة على 95% من إجمالي الصادرات، حيث صدر 298,045 سيارة، بينما قام مصنع الدار البيضاء بتصدير 72,120 سيارة.
وتم تصدير السيارات إلى أكثر من 68 وجهة دولية، مما يعكس الأهمية الاستراتيجية للمغرب كمركز صناعي عالمي في صناعة السيارات.
ابتكارات صناعية واستثمارات استراتيجية
شهد عام 2024، حسب ما تم الكشف عنه خلال الندوة عينها، إطلاق مشاريع صناعية استراتيجية، من بينها بدء إنتاج “داسيا جوغر” بمحرك هجين لأول مرة في المغرب في مصنع طنجة، إلى جانب إنتاج “رونو كارديان” في مصنع الدار البيضاء.
كما تم إطلاق تصنيع سيارة “Mobilize Duo” الكهربائية بالكامل في مصنع طنجة، ما يعكس التوجه نحو التنقل المستدام.
وتعزز هذه المشاريع مكانة المغرب كقاعدة صناعية متطورة تدعم التحول نحو السيارات الكهربائية والهجينة، مما يسهم في تقليل الانبعاثات وتحقيق أهداف التنمية المستدامة.
كما حققت المجموعة تقدما في منظومتها الصناعية عبر تعزيز نسبة الاندماج المحلي، حيث بلغ معدل الاندماج المحلي باستثناء الصناعة الميكانيكية 65.5%، متجاوزا الأهداف المحددة في الاتفاقيات الموقعة بين المجموعة والحكومة المغربية.
التزام بالمسؤولية الاجتماعية والتنمية المستدامة
واصلت مؤسسة رونو المغرب دعمها لمبادرات التعليم والسلامة الطرقية، حيث استفاد أكثر من 20,000 شخص من برامجها في مناطق طنجة والدار البيضاء.
كما استمرت المجموعة في تقديم الدعم لضحايا زلزال الحوز عبر مشروع إعادة الإسكان المستدام، بالتعاون مع مؤسسة محمد الخامس للتضامن.
وشملت المبادرات الاجتماعية دعم المدارس العمومية، وتأهيل البنية التحتية، وتوفير وسائل نقل مدرسي للحد من الهدر المدرسي.
وفي مجال السلامة الطرقية، أطلقت المجموعة برامج توعية استفاد منها عدد كبير من مستخدمي الطرق، مع تعزيز التعاون مع المؤسسات التعليمية لنشر ثقافة القيادة الآمنة بين الشباب؛ كما تم تنفيذ مشاريع بيئية لتعزيز الاستدامة وتقليل البصمة الكربونية لعمليات الإنتاج.
تطلعات نحو المستقبل
تتطلع مجموعة رونو المغرب إلى تعزيز قدرتها الإنتاجية لتصل إلى 500,000 سيارة سنويا بحلول عام 2025؛ كما تخطط لإطلاق أول سيارة كهربائية مصنعة محليا بالكامل، “Mobilize Duo”، مع التركيز على تطوير مركز هندسي متخصص في البحث والتطوير.
ويهدف هذا المركز إلى تعزيز الابتكار في تصميم وإنتاج السيارات، مع تطوير حلول جديدة تتماشى مع التحول العالمي نحو النقل المستدام.
كذلك، تعمل المجموعة على توسيع شراكاتها مع الموردين المحليين لتعزيز سلاسل التوريد، مما يساهم في تقوية المنظومة الصناعية المغربية وزيادة قدرتها التنافسية.
مكانة المغرب في قطاع السيارات العالمي
بفضل استراتيجيتها الصناعية القوية، والتزامها بالابتكار والاستدامة، تواصل مجموعة رونو المغرب لعب دور محوري في قطاع السيارات، ليس فقط على المستوى المحلي، ولكن أيضا على الصعيد الدولي.
ويعكس النمو المستمر في الإنتاج والتصدير المكانة الرائدة للمغرب كمركز صناعي تنافسي في مجال تصنيع السيارات.
كما أن الالتزام بتوسيع قاعدة التوريد المحلي ودعم الموردين الوطنيين يعزز من التكامل الصناعي ويخلق فرص عمل جديدة.
ختام عام استثنائي
يعد عام 2024 محطة مهمة في مسيرة مجموعة رونو المغرب، حيث سجلت إنجازات نوعية على جميع المستويات، سواء في الإنتاج، أو المبيعات، أو الابتكار.
ومع استمرار الاستثمارات في التكنولوجيا والمشاريع المستدامة، تبدو آفاق المستقبل مشرقة، مع تعزيز مكانة المغرب كمركز عالمي متقدم لصناعة السيارات.
كما أن الالتزام بالتحول إلى التنقل الكهربائي والهجين يرسخ دور المجموعة في تطوير حلول مستدامة لمستقبل التنقل العالمي.
< عبد الصمد ادنيدن