ساعات قبل رحيله عن منصب رئاسة فريق الرجاء البيضاوي، والذي جاءه مرفوعا فوق الأكتاف، فضل عزيز البدراوي الإدلاء بتصريحات مدوية، وتقديم معطيات صادمة، تكشف جزء من الحقائق الصادمة والمؤلمة…
قال الرئيس المستقيل خلال برنامج “الحقيقة في 90 دقيقة”، بمحطة (راديو مارس)، إن هناك مجموعة من الأسباب التي جعلته يختار المغادرة، بعد سنة تقريبا من تحمله المسؤولية، ولخلصها في الهجوم الذي تعرض من طرف ما أسماهم بـ “أصحاب النجمة 6” في إشارة إلى تعبئة عروض الانترنت، المستعملة كجواز خاص بشبكات التواصل الاجتماعي، والتي تلجأ إليه -في الغالب- فئات عريضة من الفئات السنية…
“الكرة منظومة والرجاء منظومة بحدها لا علاقة لها بالتسيير المقاولاتي، فيها السياسة والتخلويض وتحراميات وتشفارت وفيها التهييج”…
كما رفض أن يهاجم أفراد عائلته وخاصة والدته، والتي طالها هي الأخرى، السب والشتم، معتبرا هذا السلوك خطا أحمر، ومتسائلا بكثير من المرارة كيف يعطي من ماله الخاص، ويمنح الكثير من وقته على حساب أسرته، ثم يأتي أشخاص محسوبون على الرجاء، ويسبون أمه، هذا عيب وغير مقبول تماما.
وختم البدراوي كلامه بالقول إن الأمور ازدادت استفحالا بعدما “سديت الروبيني على المرتزقة” المحيطين بالنادي وما أكثرهم، سواء من الجمهور العادي أو بعض المنخرطين…
وسبق للمدير التقني السابق بالرجاء فتحي جمال، أن أوضح كون الفريق “كيسيروه الحياحة والدراري الصغار وصفحات معلومة ومعروفة، وكيخصك تعطي لشي وحدين لفلوس إلى بغيتي يخليوك تخدم”.
وجاء ما قاله هشام أيت منا من أن هناك شخصا مرشحا، كثيرا ما قدم الأموال من أجل هزيمة الرجاء، ليزيد من حجم المشاكل وشرارتها المندلعة في كل الاتجاهات…
إذن الأمور متشابكة ومتشعبة، عانى منها، وصدم من تبعاته كل من تجرأ على تحمل المسؤولية خلال السنوات الأخيرة، وبالضبط منذ رحيل محمد بودريقة، وهو المرشح الحالي لخلافة البدراوي، إلى درجة أن النادي الأخضر تحول إلى رهينة، غير قادرة على الخلاص من دوامة الأزمات والمشاكل الطاحنة…
والخطير في الكلام الذي قيل وسيقال، إن هذه الأجواء المقيتة سيزيد من نفور وابتعاد الكفاءات عن التسيير، ولن يساهم أبدا في التشجيع على الانخراط في المجال، والابتعاد ما أمكن عن كرة القدم كفضاء أصبح موبوء، لكونه يعج بالفضائح والدسائس، وكل أنواع التجاوزات والانحرافات…
وهذا المنحى الخطير كثيرا ما نبهنا إليه، إلا أنه لم يتم العمل على تنقية الأجواء ومحاربة كل المتسبب في هذه الأجواء القاتمة، خاصة أولائك الذين يقفون وراء الحملات، والتحريض على استهداف الأشخاص والمؤسسات.
وفي غياب معالجة حقيقية من طرف كل المتدخلين، والحرص على تخليق الحياة الرياضية عموما، فإن الوضعية ستصل إلى مرحلة تصبح فيها كرة القدم والرياضة عامة، مجالا مهجورا تعبث به الطفيليات واللصوص وكل النماذج السيئة…
محمد الروحلي