تتواصل ردود الفعل المنددة بمقتل سائقين مغربيين في هجوم مسلح في مالي وجرح آخر في عملية إرهابية مدبرة، كان هدفها ضرب المصالح المغربية، وخلق حالة من عدم الاستقرار واللا أمن على الخط الرابط بين المغرب وعمقه الإفريقي.
إن هذا الحادث الإرهابي الذي راح ضحيته سائقان مغربيان، أثار العديد من التساؤلات، وكان محط تحاليل للعديد من القنوات الإعلامية الإفريقية والعالمية، والتي سارعت كلها لإدانة هذا الفعل الإرهابي الرامي إلى زعزعة استقرار المنطقة.
في سياق متصل، أدان وزير خارجية مالي عبدو اللاي ديوب بشدة هذا الهجوم الإرهابي والذي وصفه ب”الجبان والهمجي”، معربا عن التزام السلطات المالية ببذل كل ما في وسعها من أجل العثور على الجناة وتقديمهم للعدالة.
وأكد عبدو اللاي لعميد السلك الدبلوماسي بمالي سفير المملكة المغربية حسن الناصري، تعاطف مالي وتضامنها مع الحكومة والشعب المغربيين، مقدما تعازي الحكومة المالية لأسرة الفقيدين متمنيا الشفاء العاجل للمصابين.
يشار إلى أن المعلومات المسربة، والتي تناقلتها وسائل إعلام وطنية ومالية، حول هذا الهجوم،تفيد أن أحد منفذي الهجوم ينتمي إلى جبهة البوليساريو، متزوج من امرأة من جنسية مالية، وهو ما يؤكد وجود بصمة المخابرات الجزائرية في هذه العملية الإرهابية.
وما يؤكد فرضية الفعل الإرهابي المدبر من قبل المخابرات الجزائرية، هو أن المنفذين لم يكونوا من اللصوص أو من قطاع الطرق، لأنهم نفذوا جريمتهم المكلفين بها ولاذوا بالفرار ، بالإضافة إلى أنهم كانوا مقنعين ويرتادون واقي الرصاص ويحملون أجهزة اتصال لا سلكي.
وبالتالي فالهدف الواضح من هذا العمل الإرهابي هو ضرب المصالح المغربية في إفريقيا، وأن المستفيد الوحيد هو نظام العسكر الجزائري وصنيعتها البوليساريو الذين أعلنوا الحرب منذ زمن على المصالح المغربية.
وأورد بيان الخارجية المالية، عممته أول أمس الاثنين، أن رئيس الدبلوماسية المالية عبدو اللاي، استقبل السفير المغربي حسن الناصري، وأعرب له عن إدانته الشديدة، نيابة عن الرئيس الانتقالي لدولة مالي، الكولونيل عاصمي غويتا، والحكومة المالية، لهذا “الهجوم الجبان الذي ارتكبه مسلحون مجهولون يوم 11 شتنبر 2021 .
وأكد مراقبون أن تزامن هذا الفعل الإجرامي مع ذكرى الهجوم الإرهابي الشهير على الولايات المتحدة الأمريكية، يعزز فرضية الفعل الإرهابي المدبر. وقد طالبت العديد من المنظمات المهنية بالتعجيل بتحقيق إفريقي ودولي لتحديد ملابسات هذا الفعل الإرهابي الجبان المستهدف للمدنيين العزل والكشف عن الجهات الضالعة فيه وارتباطاتها المحلية والإقليمية وترتيب الجزاءات.
<محمد حجيوي