يقول المثل الفرنسي”إن مدينة تعرف الأشغال هي مدينة تتحرك”. قد يصدق هذا المثل على مدينة الدار البيضاء. إلا أن الأمر مختلف تماما. فالأشغال في العاصمة الاقتصادية تبدأ لكي لا تنتهي متسببة في العديد من الإزعاج للمارة والسائقين على حد سواء. بل في بعض المناطق الحيوية تتحول هذه الأشغال إلى جحيم لا يطاق.
فالدار البيضاء تعيش منذ سنوات على وقع أوراش مفتوحة الآجال، الأمر الذي تسبب في استياء الساكنة بفعل الاكتظاظ الشديد الذي تعرفه حركة السير على مستوى العديد من الشوارع الكبرى.
وساهمت الأشغال الجارية لمد خطوط السكك الحديدية لطرامواي الدار البيضاء، بشكل مباشر في الاختناق المروري الذي أثار حفيظة الساكنة التي عبرت عن امتعاضها وغضبها من كثرة الأشغال التي باشرها المجلس الجماعي وبطء الاشتغال عليها خاصة في عدد من المناطق التي تشهد حركية كبيرة.
واتهم عدد من ساكنة البيضاء على مواقع التواصل الاجتماعي أو في أحاديثهم المباشرة، المسؤولين بجهة الدار البيضاء سطات باللامبالاة وعدم مراعاة مصالحهم، مشيرين إلى أن أزمة المرور ليس سببها الوحيد و الرئيسي هو بطئ الأشغال بل هناك عشوائية حتى في التخطيط المسبق أيضا.
وتطالب الساكنة بمراعاة الأخطار الناجمة عن الأشغال. ذلك أن بالوعات تظل مفتوحة وسط الطريق وأعمدة يتم تركها في قارعة الطريق دون مراعاة للمخاطر التي قد تتسبب فيها. فقد بات المرور من مختلف شوارع الدار البيضاء يثير سخط مستعملي السيارات، نظرا لهذه الحفر والبالوعات والأعمدة التي يتم نسيانها، موتسبب كوارث،سيما في ظل تضييق الشوارع نتيجة أشغال خطوط الترامواي الجديدة.
ويجد مستعملو السيارات القادمون من طريق أولاد زياد زيان صعوبة كبيرة في الوصول إلى مركز المدينة، بعدما تحول هذا الشارع، الذي يعد من مداخل العاصمة الاقتصادية الرئيسية، إلى ورش خاص بالترامواي منذ أشهر.
وبات المرور بشارع محمد السادس، المعروف بـ”طريق مديونة”، مستحيلا في ظل الأشغال القائمة به وانتشار الباعة الجائلين على مستوى قيساريات “كراج علال”.
ولعل الصور التيلا التقطتها عدسة بيان اليوم تكشف حجم المعاناة التي يجدها البيضاويون خلال تنقلهم في الشوارع، الأمر الذي يستوجب وضع مخطط جديد يسهل انسيابية المرور ويحد من هذا الازدحام.
مصطفى السالكي تصوير: طه يسن الشامي