الدوار عرض نادر لكورونا قد يستمر بعد التعافي ويتفاقم بالإجهاد

لا تقتصر أعراض كوفيد 19 على الجهاز التنفسي، وإنما يمكن أن تؤدي الإصابة بعدوى فيروس سارس-كوف-2 ومتغيراته، بأعراض متنوعة تؤثر على أي جزء من جسم الإنسان.
وبحسب ما ورد في تقرير نشرته صحيفة “تايمز أوف إنديا”، يمكن أن تختفي بعض الأعراض في غضون 15 يوما، وربما يستمر البعض الآخر لفترة أطول. ولا توجد طريقة للتنبؤ بمن سيعاني من أعراض طويلة، وما هي الأعراض التي يمكن أن يعاني منها، لكن الثابت هو أن بعض الأعراض طويلة المدى لعدوى فيروس كورونا يمكن أن تتفاقم بسبب الإجهاد.
ويعاني بعض المصابين من كوفيد طويل المدى من أعراض شائعة هي الصداع والإسهال وضيق التنفس. بصرف النظر عن الأعراض الشائعة، فإن هناك بعض العلامات الأخرى لا يصاب بها جميع من يتعرضون لعدوى كوفيد 19، أو غالبا ما تمر دون أن يلاحظها أحد، وهي الدوار، والتي تعد من الأعراض التي تحدث في حالات نادرة ولكنها يمكن أن تزداد سوءا بسبب الإرهاق.
ويتم تعريف الدوار على أنه مزيج من الأعراض تشمل الشعور بالإغماء أو الدوار أو الضعف أو عدم الثبات، مما يخلق إحساسا زائفا بأن كل شيء من حول الشخص يدور أو يتحرك.
ويمكن للمرء أن يشعر بالدوار لأسباب عديدة في بعض الأحيان بسبب الضعف أو الجفاف، ولهذا السبب يكون من الصعب التمييز بعد الإصابة بفيروس كورونا وما إذا كان الدوار ناتجا عن كوفيد أو بعض الأسباب الأخرى.
ويقول الخبراء إنه إذا كانت نوبة الدوار متكررة بعد كوفيد 19، فربما تكون أحد الآثار الجانبية للعدوى الفيروسية. وفقا لهيئة الصحة البريطانية، يمكن للإجهاد المفرط أن يجعل الدوار أسوأ وربما يؤثر بشكل قوي على النشاط اليومي للشخص.
ويمكن أن يؤدي الإرهاق إلى تفاقم نوبات الدوار، حيث يشعر المرء باختلال بسيط في التوازن، أو أنه غير قادر على المشي أو الوقوف بشكل صحيح. في بعض الحالات، يعاني الشخص حتى من طنين في الأذنين وضعف السمع وإجهاد العين والصداع. لكن لا يعد الدوار حالة تدعو إلى الخوف أو القلق ما لم تكن النوبات حادة.
ويأتي الشعور بالدوار ويختفي، وفي حالات نادرة فقط، يستمر لفترة أطول. وينصح الخبراء بضرورة استشارة طبيب عندما يشعر الشخص بالدوار طوال الوقت وتتأثر أنشطة حياته اليومية.

عوامل وعلاجات محتملة لاستمرار الأعراض

وفي سياق ذي صلة، أظهر بحث جديد “عوامل الخطر” لعوارض كورونا طويلة الأجل، وقدم علاجات محتملة لها.
وأشار البحث الذي نشرته صحيفة “وول ستريت جورنال” إلى أن هناك عدة عوامل قد تجعل الشخص أكثر عرضة للإصابة بالفيروس.
ومن هذه العوامل مرض “الربو”، و”بكتيريا الأمعاء غير الصحية”، والأمراض المتعلقة بالمناعة.
وتساعد هذه العوامل في استمرار العوارض طويلة الأجل، مثل التعب و”ضباب الدماغ” وسرعة ضربات القلب، بعد أشهر من الإصابة الأولية بكورونا.
ويساعد البحث في “تعزيز فهم العلماء للبيولوجيا الكامنة وراء عوارض كورونا طويلة الأجل، ويوفر أدلة على العلاجات المحتملة لها. “
ولأن هناك عدة عوامل قد تجعل شخصا ما مصابا بالعوارض طويلة الأجل، وشخصا آخر غير مصاب، فإن العلماء يعتقدون أنه “لن يكون هناك سبب واحد أو علاج محدد” لهذه العوارض.
ويقود البحث جيم هيث، رئيس معهد “بيولوجيا الأنظمة” المتخصص بالبحوث الطبية الحيوية في مدينة سياتل بولاية واشنطن.
وقام الباحثون بجمع وتحليل عينات الدم والمسحات من نحو 200 مصاب لمدة شهرين إلى ثلاثة أشهر بعد الإصابة. وأجريت الاختبارات أيضا على حوالي 460 شخصا سليما.
ويأمل الباحثون في استخدام النتائج التي توصلوا إليها، لتحديد خيارات العلاج المحتملة للوقاية من عوارض كورونا طويلة الأجل.
وعلى سبيل المثال، يمكن علاج الأشخاص المصابين بالفيروس في الدم، بأحد الأدوية المضادة لكورونا.
ووجد الباحثون أيضا أن بعض المرضى لديهم مستويات منخفضة من “هرمون الكورتيزول”، مما أدى إلى إصابتهم بمرض “أديسون”، الذي له أعراض مثل التعب وآلام العضلات. وغالبا ما يتم علاج مرضى أديسون عبر تحسين مستوى الكورتيزول.
وفي دراسة أخرى نشرت في مجلة كوت (Gut)، وجد باحثون في هونغ كونغ، ارتباطات بين الميكروبات المعوية والإصابة بالعوارض طويلة الأجل. ووجدوا أن بكتيريا الأمعاء غير الصحية، تساهم باستمرار العوارض.

نصائح للتعافي

ويوصي الخبراء بضرورة العناية بالنفس أثناء الإصابة بعدوى كوفيد-19 للتعافي بشكل أسرع، مع مراعاة استمرار الاهتمام والعناية بعد 15 يوما من وقت الإصابة، محذرين من أن وطأة تأثير فيروس كورونا على جسم الإنسان شديدة، بصرف النظر عن الأعراض، إذ يصيب عدة أعضاء ويمكن ملاحظة تأثيره بعد فترة طويلة من مرحلة الإصابة.
ويشدد الخبراء على أهمية التأكد من التعافي السليم والبقاء بصحة جيدة وعدم التعجل في العودة لكامل الأنشطة اليومية بالكامل وينصحون بأخذ الأمور ببطء وبشكل تدريجي.
وتشمل أوجه العناية بالنفس خلال مرحلة ما بعد التعافي الاستمرار في تناول طعام صحي ومغذ وممارسة التمرينات الرياضية والنوم في وقت محدد كل ليلة وعدم بذل مجهود شاق وأخذ قسط وافر من الراحة.

Related posts

Top