الدولي المغربي سفيان بوفال يتحدث عن بدايته وتجاربه بفرنسا وإنجلترا وإسبانيا

عبر الدولي المغربي وجناح نادي أنجيه الفرنسي سفيان بوفال عن سعادته بانطلاقة تحضيراته للموسم الجديد بشكل كامل، وذلك بعدما خاض موسما صعبا للغاية بتعرضه للعديد من الإصابات وانتقاله في آخر لحظة من نادي ساوثهامبتون الإنجليزي.
وقال بوفال في حوار مطول مع موقع (Sofoot.com) إنه فضل العودة إلى أنجيه رغم تلقيه عروضا من أندية مشاركة بدوري أبطال أوروبا، مبرزا أن الفريق لا يضع أهدافا كبيرة مع المدرب الجديد، وإن كان لا يمانع في تكرار ما حققه موسم 2015-2016.
واعترف بوفال أنه واجه مشكلات في الصغر بسبب قصر قامته آنذاك، لكنه نجح في تجاوزها مع مرور السنوات وثقة مدربيه، مضيفا أنه قدم رفقة والدته تضحيات كثيرة من أجل كرة القدم، حيث توقف عن الدراسة للتركيز على مساره كلاعب.
وتحدث بوفال عن تجربته الأولى بالدوري الفرنسي (الليغ 1) عندما انضم إلى ليل رغم البداية الصعبة وإصابة أبعدته لمدة ستة أشهر، مضيفا أن انتقاله إلى الدوري الإنجليزي لم يكن أيضا موفقا بسبب عدم حصوله على وقت كاف لإثبات قدراته في ساوثهامبتون.
واعتبر بوفال أن مغادرته إلى إسبانيا معارا لستا فيغو كانت مميزة في مسيرته الكروية، حيث شعر بالقوة بدنيا وانسجامه مع أسلوب “الليغا”، مبديا رأيه في انتقال النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي إلى باريس سان جرمان، واصفا باللاعب الأفضل في تاريخ اللعبة.

< كيف تحكم على بداية الموسم؟
>> أنا سعيد جدا لأنني قمت باستعدادات كاملة لأنه مر وقت طويل منذ أن حدث لي ذلك، لذلك أشعر أنني أفضل بكثير من الموسم الماضي. جسديا وعقليا أنا مستعد. بدأنا الموسم بشكل جيد للغاية، وبالإضافة إلى ذلك، سجلت هدفي الأول ضد ليون، على أرضنا، لذلك كل شيء يسير على ما يرام.

< مع الأزمة الصحية، انتهيت من موسم فارغ تقريبا بسبب سلسلة من الإصابات …
>> لقد كان موسما صعبا جدا. لم يكن الإعداد سهلا منذ البداية لأنني كنت قد بدأت التفكير في ترك ساوثهامبتون، في حين أراد النادي الاحتفاظ بي. بالنسبة لي، كان الأمر واضحا، أردت تحديا جديدا ورؤية شيء آخر. كنت أتدرب بشكل منفصل ووقعت مع أنجيه في اليوم الأخير من فترة الانتقالات دون إعداد وبشكل قصير. المشكلة هي أن عليك اللحاق بالآخرين والعودة إلى حالة بدنية جيدة في أقرب وقت ممكن. بصراحة، لقد اشتغلت كثيرا على جسدي راغبا في القيام بعمل جيد. وبعد ذلك فترة الانتقالات في وسط كوفيد لم يكن من السهل إدارتها، كانت حقا مرهقة عقليا. لقد استمرت حتى 5 أكتوبر، لذلك كانت الأندية تأخذ المزيد من الوقت لاتخاذ قرار بشأن الانتقالات. لقد بدأ الموسم بالفعل، ولعب الفريق ست مباريات، وأنت، تصل دون أن يكون لديك أي استعداد مع المجموعة.

< هل عدت إلى أنجيه بسبب تاريخك مع النادي والمدينة؟
>> قدمت لي عدة أندية عروضا، خاصة في الخارج مع إمكانية اللعب في دوري أبطال أوروبا، لكنني رفضت. أردت البقاء في بطولة كبرى. مع الأزمة الصحية، واجهت الأندية الكثير من المشاكل المالية، وكان لدى بعضها مجال أقل للمناورة في القرارات. وبعد ذلك، جاء عرض أنجيه على الطاولة. بقيت دائما على اتصال مع الرئيس سعيد شابان، واتصل بي عدة مرات للتحدث معي عن طموحاته المستقبلية مع أنجيه، وشيئا فشيئا، بدأت أعتقد أن العودة إلى هنا ستكون مفيدة لي. رأيت ذلك كعودة إلى جذوري بعد بضع سنوات معقدة. العودة إلى بيئة حيث يتحدث الناس الفرنسية ولديهم الثقة فيك أمر رائع. تشعر أنك تصبح عنصرا رئيسيا مرة أخرى. كما لو كنت قد وقعت للتو أول عقد احترافي. ولدي كل شيء لإثبات نفسي. بالعودة إلى حيث بدأ كل شيء، إن ذلك كالاستحمام. تأتي وأنت متسخ قليلا، تغسل نفسك وتخرج نظيفا، مرتديا ملابس جيدة ورائحة زكية (يضحك).

< إنه الموسم الأول بدون ستيفان مولان منذ عام 2011، ما هي أهداف الفريق؟
>> بصراحة، نحن لا نريد أن نضع أي ضغط معين على أنفسنا. إنه موسم جديد مع مدرب جديد. عندما تحدد لنفسك أهدافا كبيرة جدا، عندها سوف تضيع. في الوقت الحالي، نريد فقط أن نفعل أفضل مما فعلناه بالفعل (المركز التاسع في 2015-2016). نعم هذا هو الموسم الأول من دون ستيفان مولان، وهو الذي أدخلني عالم الاحتراف وكان يؤمن بي، لكن أنا لا أحب المقارنات على الإطلاق. جيرالد باتيكل قد وصل للتو وبدأ في إعداد أشياء مثيرة جدا للاهتمام. إنه مدرب جيد جدا، مع طريقة تعليم جيدة جدا، وهو بالفعل قريب من لاعبيه. في الوقت الراهن، إنه نجاح كامل.
< أنت لاعب فني للغاية، ولكن مع ذلك كان الأمر معقدا عندما كنت أصغر سنا في مركز التدريب.
>> منذ أن كنت طفلا، لدي هذا الجانب المراوغة وهذه الموهبة. أعتبره فطريا، لا أستطيع حتى تفسيره. أصدقائي يمكنهم أن يشهدوا على هذا، الحركات التي قمت بها في سن الخامسة، أقوم بها اليوم كمحترف. ولكن كان لي مشاكل كبيرة في النمو أبطأت تطوري، ولو أن ذلك ساعدني. كنت أصغر بكثير وأنحف من الآخرين، لذلك كان علي أن أفعل كل شيء أسرع منهم لتجنب تلقي الضربات. إذا لمسني أحد أسقط أرضا، لذا كان علي أن أحدث فرقا عن طريق المراوغة. هناك قصة طريفة عندما كان عمري أقل من 18 عاما، أراد أنجيه طردي، وكان ستيفان مولان الذي كان آنذاك مدربا للاحتياطي في ذلك الوقت، هو من تدخل. كنت أتدرب مع ابنه، لذا رأى ما كنت قادرا على فعله. أصبح حليفا، وقال للنادي إنها ليست سوى مشكلة حجم، وأنه مع موهبتي، يتعين الصبر معي. بعد ذلك مباشرة، بدأت في النمو بمعدل 15 سنتيمترا على مدار العام وعوضت قصوري البدني لأكون في النهاية على نفس مستوى أي شخص آخر لديه أقل من 19 عاما. كنت أعرف أنني أصبح محترفا عندما انتهت مشاكل النمو. كنت متحمسا وواثقا من نفسي لدرجة أنني كنت أعرف ماذا سيحدث في قادم الأيام. لذلك، عندما حدث، لم يكن لدي أي ضغط، كان مجرد استمرار منطقي للأشياء، كنت أعرف أنني سأكون هنا.

< بالإضافة إلى ذلك، لم يكن الوضع خارج الرياضة واضحا أيضا.
>> في الحقيقة، لقد قطعت شوطا طويلا. اضطررت إلى التوقف عن الدراسة في وقت مبكر جدا لتكريس وقتي لكرة القدم ومساعدة والدتي. لم أكن أفتقر إلى أي شيء، ولكن لم أكن شابا مثل الآخرين. كنت أعرف بالفعل ما أريد القيام به، وأين أريد أن أذهب. كان لدي عائلة خلفي، لم يكن مسموحا لي بأن أفعل أي شيء. في سن 16 أو 18، لم تكن هناك دور سينما أو فتيات أو حفلات أو نواد. كانت كرة القدم وكرة القدم وكرة القدم فقط. رأيت أمي تغادر في السادسة صباحا للعمل. لذا، لم أكن أريد أن أفسد كل شيء خاصة مع العلم أن لدي موهبة. عندما يضحي شخص ما بحياته من أجلك، هذا هو الحد الأدنى. كان علي أن ينتهي بي المطاف محترفا من أجلها. عندما وقعت عقدي الأول مع أنجيه، لم أكسب الكثير، ولكن على أي حال، آخذ 200 يورو فقط لي. كل شيء آخر كان لأمي. لم أكن أهتم بجني المال في ذلك الوقت. أردت فقط أن أكون جزء من أكبر الأندية.

< على وجه التحديد، اتخذت خطوة أولى في عام 2015 من خلال اكتشاف (الليغ 1) مع ليل.
>> في ليل، أعتبر أنني كنت محظوظا بوصولي عندما احتاج النادي إلى التجديد. لقد أحضرت نفسا جديدا (يضحك). وصلت متحمسا وبإرادة كبيرة، ولكن البداية كانت أكثر تعقيدا مما توقعت. كنت في مدينة كبيرة، لم أكن أعرف أي شخص. كانت المرة الأولى التي أخرج فيها من أنجيه، كانت باردة طوال الوقت، خاصة في يناير. لحسن الحظ رافقتني أمي، لم أكن وحدي. بالإضافة إلى ذلك، كان رينيه جيرارد ينتظر مهاجما رائعا ليلعب في العمق. لم يكن يريد لاعبا مثلي. لكنني كنت أقول لنفسي: “اهدأ، في نهاية العام، اسمي هو الذي سيوضع أولا على قائمته”. ثم غادرت ليل ولسوء الحظ، أصبت في الغضروف المفصلي. وغبت لمدة ستة أشهر. وكانت الأندية تعرف أيضا أن كأس أمم إفريقيا سيقام في يناير، وأنني سأغيب للعب مع المنتخب الوطني. وبالنسبة لانتقالي، فهذان الأمران أغلقا الباب أمام الأندية الكبيرة. لكن هذا هو القدر، ليست نادما.

< في النهاية، وقعت لخمس سنوات في ساوثهامبتون، لكن التجربة لم تنجح حقا. ما السبب؟
>> لقد تطور أسلوب ساوثهامبتون مع مرور الوقت، وأسلوبي لا يتناسب كثيرا مع المخطط التكتيكي. وبالتالي وجدت صعوبة أكثر في تقديم ما كان مطلوبا مني، خاصة وأني وصلت مصابا. لم ألعب، لم أتابع المباريات، لذا فقدت مكاني وخاصة ثقتي. تشعر أنك تستطيع المساعدة، لكن لا تعطى فرصة لذلك. عندما كان بعض اللاعبين أربع أو خمس مباريات لإثبات ذاتهم، كان لي مباراة أو اثنتين.

< كيف تفسر ذلك؟
>> بالنسبة لي، نحن أكثر تعنتا مع اللاعبين الموهوبين. أشعر مع اسمي، أنه لا بد لي من إحداث فرق في كل لحظة، في كل مباراة. كرة القدم ليست أخذ الكرة ومراوغة الجميع، تحتاج إلى الجماعية. عندما أصل، هناك مدراء تقنيون مثل فان دايك، ريان برتراند، فونتي، لذلك الكثير من الدوليين وفريق رائع. ولكنها أيضا فترة تحتاج فيها المجموعة إلى نفس جديد، ويستغرق وصولها وقتا طويلا. موسمي الثاني، وجدنا أنفسنا نلعب لتفادي السقوط. تتأثر معنوياتك، وأنت شاب. وهي تجربتك الأولى في الخارج، لذا من المعقد التعامل معها. بالإضافة إلى ذلك، تصل إلى غرفة خلع الملابس ويراك العديد من اللاعبين كمنافس أكثر من زميل في الفريق. كان من المعقد جدا أن أندمج رياضيا.

< رغم ذلك، لديك أيضا تجربة رائعة على سبيل الإعارة في فيغو. هل كان الطريقة الإسبانية الأكثر تقنية، مناسبة لك؟
>> لم أشعر أبدا بشعور جيد جسديا كما كان الحال في فيغو. إسبانيا هي البطولة التي تناسب أسلوب لعبي، والتي حلمت باللعب فيها. شعرت بالقوة، لعبت 35 مباراة من أصل 38 مباراة كأساسي. لسوء الحظ، الإحصاءات لا تتابع ذلك. كانت لدي عروض في الدوري الإسباني، ولكن لا توجد أندية أغرتني. العودة إلى ساوثهامبتون كانت ستكون صعبة علي. أجبرت على ذلك في وقت كان يجب علي أن أبحث عن تحد مباشر آخر. لهذا السبب اليوم، هدفي هو الحصول على المتعة مرة أخرى.

< كيف يمكنك تحليل هذا النقص في الإحصاءات؟
>> في فيغو، كان لي مناقشة مع المدرب. قال لي إنني مهم جدا، لأنني خلقت مساحات وكسرت الخطوط مع المراوغة، مما سمح بفتح الثغرات. لذا إذا نظرت فقط إلى الأرقام، نعم لم أكن حاسما. ولكن في النهاية، كان خروج الكرة بنفس الأهمية. لذلك كان لدي دائما ثقة مدربي هناك. في الأندية حيث الوضع الرياضي الأكثر تعقيدا، أعود للخلف للحصول على الكرة وخلق الفارق. لم أستطع الانتظار في الأمام، لم أكن لأحصل على الكرة. في النهاية، كان مهاجمي من استغلوا ذلك. المهم أن أكون حاسما بطريقتي الخاصة.

< دعنا نتحدث قليلا عن المنتخب الوطني. هل تقبلت حقيقة أنك لم تلعب كأس العالم 2018 مع المغرب؟
>> إنها خيبة أمل ألا تشارك. أنا أومن بالقدر، إذا لم أذهب، فذلك لأنه لم يكن علي للذهاب. لكن هذا يظل عالقا في وضوح في جزء من ذاكرتي.

< ميسي وصل لتوه إلى باريس سان جرمان. لقد واجهته بالفعل مع سلتا في “كامب نو”، لذلك أنت مؤهل لتقول لنا ماذا يلهمك وصوله إلى الدوري الفرنسي؟
>> في سلتا، واجهته مرة واحدة. إنه لأمر مثير للإعجاب أن تراه على أرض الملعب لأنه أفضل لاعب في تاريخ كرة القدم. ليس لديه ما يثبته بمجيئه إلى باريس، لكن ما يعجبني في هؤلاء الرجال هو أنهم أبطال حقيقيون. يظلون 10 أو 15 سنة في القمة وحتى عندما يلعبون ضد صاحب المركز الثامن عشر من الدوري الإسباني، يقدمون كل ما لديهم. إنه آلة حقا. في أيام رونالدينيو والمراوغين الكبار، لم تكن الحدة البدنية موجودة. يبلغ من العمر 34 عاما، وقد فاز بكل شيء: يمكنه الاسترخاء، ولكن لديه عقلية غير عادية. بصراحة، (الليغ 1) على مسار جديد. صحيح أن ميسي بالنسبة لي ميس هو برشلونة وبرشلونة هو ميسي. عندما ألعب ضده، نخسر 2-0 قبل عطلة الشتاء مباشرة. رأيته يتحرك مرتين فقط في المباراة ونتيجة لذلك، سجل هدفا وصنع تمريرة حاسمة ثم ركب طائرته التي كانت تنتظره للذهاب في إجازة (يضحك). من الواضح أنه شيء جنوني باريس سان جرمان. لكن يجب أن نتذكر أيضا أن “الغلاكتيكوس” لم يسبق لهم الفوز بدوري أبطال أوروبا، وهو ما أتمناه للباريسيين.

< ترجمة: صلاح الدين برباش

Related posts

Top