الذاكرة التاريخية الوطنية وتنمية منظومة القيم

بمناسبة تخليد الذكرى 78 لحدث تقديم وثيقة المطالبة بالاستقلال في 11 يناير 1944، احتضنت حاضرة مكناس يوم الجمعة 7 يناير 2022 نشاطين تربويين وتواصليين نظمتهما النيابة الإقليمية للمندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير مع كل من المديرية الإقليمية لوزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة ومؤسسة يدا في يد للتنمية المستدامة وغوستاف ايفيل للتعليم الخصوصي بمكناس.
وقد ألقى الدكتور مصطفى الكتيري محاضرتين اثنتين حول الحدث الوطني الجيلي والنوعي للوثيقة التاريخية لـ 11 يناير 1944 الذي صنعه جيل الرواد والماهدين للعمل الوطني من نساء ورجال الحركة الوطنية ببلادنا.
وتناولت المحاضرة الأولى موضوع: “الذاكرة التاريخية الوطنية وتنمية منظومة القيم”، فيما وسمت المحاضرة الثانية بوسم: ”وثيقة 11 يناير 1944: رسالة في الوطنية”. وفيما يلي نص المحاضرة الأولى:
تتناول هذه المحاضرة كما يبوح بذلك وَسْمُهَا الذاكرة التاريخية الوطنية ودورها في تحديد ورسم معالم الهوية الوطنية وترسيخ قيم الوطنية الحقة والمواطنة الإيجابية لدى الناشئة والأجيال الجديدة والمتعاقبة.
فالذاكرة التاريخية الوطنية هي أولا روح الأمة ومكنوناتها، وهي محطات تاريخية مفصلية حددت قَدَر ومستقبل الوطن، إنها التوجهات والقناعات والاختيارات الوطنية والنضالية للمجاهدين والمقاومين والمناضلين وأعلام الحركة الوطنية والمجاهدين للعمل الوطني وصناع ملحمة ثورة الملك والشعب؛ وهي المواقف البطولية في أوقات الشدة والضيق، وهي أيضا مبادئ صدق والتزام وأوجه عراقة وأصالة ونبل، كما أنها قصص رجال ونساء شيمهم الإخلاص والوفاء والبذل والعطاء دون حساب وبسخاء.
والذاكرة التاريخية الوطنية كذلك هي تلك اللحظات المشرقة من تاريخ الشعب المغربي، التي يتم الاحتماء بها عند الشدائد ويوم تُبلى السرائر، وهي بَيْرَقُ سلام خفاق على جغرافية الوطن، وهي أيضا أسفار خُطَّتْ بدماء الشهداء وزُخرفت بشُهب النار وعَبَقِ رائحة البارود، ويُسمع بين أسطرها دوي الرصاص وَوَقْعُ الحوافر ويَعْلو جُمَلَهَا نقعُ المعارك وتتخلل أوراقها الزغاريد. إنها تراث لا مادي يستحيل تسعيره، فهي لاشيء إن تُرِكَت على الغارب، وهي أثمن كنوز الدنيا إن أوليت لها العناية الواجبة والاهتمام القمين.
الذاكرة التاريخية الوطنية هي أيضا معارك ووقائع، انتصارات وانكسارات، نجاحات وإخفاقات، وقفات وكبوات، رجال ونساء، شهداء وأحياء، سلالات سادت ثم بادت. ذاكرتنا التاريخية التي نحرص اليوم بالمندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير على إحيائها وتوثيقها وتدوينها وتلقينها للأجيال الحاضرة والمتعاقبة هي التي صنعت المغرب الذي نعيش في كنفه اليوم، وهي التي حددت معالم الهوية التي نعتز ونفتخر بحملها ويرددها بعض الشباب بقولهم: “مغربي وأفتخر”.
إذا، فذاكرتنا التاريخية التي يزيد عمرها عن 14 قرنا، حُبلى بكل ما يدعو ويحث على الانتشاء والافتخار بالانتماء للهوية المغربية والاعتزاز بالانتماء الوطني. واللحظة التاريخية التي نعيشها اليوم في مواجهة التحديات في عالم متشابك المصالح وأحيانا التحرشات الجهوية والإقليمية التي يتعرض لها وطننا تقتضي أن نأخذ المبادرة لنكتب تاريخنا وفق تصور وسيناريو خصوصيتنا ومرجعيتنا، وليس حسب سيناريو أولئك الذين يدفعون باتجاه النسيان أو التحريف، وبالتالي لن نكون مالكي حاضرنا ولا مستقبلنا.
ذاكرتنا التاريخية الوطنية هي فسيفساء أمازيغي، عربي، حساني، أندلسي، إفريقي، عثماني، أوروبي، إسلامي، مسيحي ويهودي، فعلى مر جل العصور والحقب، لم يكن المغرب بلدا منعزلا أو معزولا بل منفتحا بإيجابية على كل الروافد والمصبات الغيرية، لكن مدافعا مستميتا عن هويته وأصالته وجذوره.

ذاكرتنا التاريخية هي مجموع الأعلام والوقائع والأحداث التي تم تأريخها مما قبل زمن الأمير الأمازيغي “يوبا الثاني” إلى زمننا الراهن عهد الملك محمد السادس حفظه الله، مرورا بـ “كسيلة” والأميرة الأمازيغية “داهيا” وفاتح الأندلس “طارق بن زياد” ودولة الأدارسة والامتداد الجغرافي للمرابطين والموحدين إلى الأندلس وتونس وحتى نهر السينغال جنوبا وجبال البيريني شمالا، وانكسارات بني مرين وبني وطاس، والانتصار العسكري الباهر للسعديين بمعركة وادي المخازن، وانتصارات المجاهد “العياشي” بسلا، و”الخضر غيلان” بالقصر الكبير، وميادين أصيلة وطنجة، وصولات السلطان العلوي مولاي إسماعيل، والسلطان سيدي محمد بن عبد الله، والسلطان المولى الحسن الأول، والملك المجاهد محمد الخامس، والملك العبقري الحسن الثاني، وهي أيضا سقوط المغرب في براثن الحمايتين الفرنسية والإسبانية، وتدويل منطقة طنجة بعد هزيمتي “واد إيسلي” وحرب “تطوان”، وما أعقب ذلك من انبثاق وبروز لحركات جهادية ونضالية دفاعية وهجومية بزعامات محلية، من الشيخ ماء العينين ونجله الشيح أحمد الهيبة والشريف محمد أمزيان والشريف أحمد الريسوني إلى المجاهد محمد بن عبد الكريم الخطابي، فموحى أو حمو الزياني وعسو باسلام وزايد اسكونتي وأحمد الحنصالي ورجالات الفداء والمقاومة من أمثال الشهيدين محمد الزرقطوني وعلال بن عبد الله وغيرهم كُثر، ممن لا يسمح الحيز الزمني ولا يتسع المقام لذكرهم واحدا واحدا.
ذاكرتنا التاريخية الوطنية هي سلطان منفي وعرش شاغر ووطن مهدد، هي ثورة الملك والشعب، وهي مظاهرة المشور بمراكش في 15 غشت 1953، وانتفاضة وجدة وتافوغالت في 16 و17 غشت 1953، ومظاهرات وادي زم في 20 غشت 1955 وانطلاقة جيش التحرير بشمال المملكة ليلة الفاتح من أكتوبر 1955 بمثلث الموت بتيزي وسلي واكنول وبورد وأجدير وبمناطق مرموشة وسيدي بوزينب، وانطلاقة جيش التحرير بالجنوب في سنة 1956م، وتحقيق انتصارات باهرة في معارك مركالة والدشيرة وانتفاضة آيت باعمران وغيرها، ونجاح وانتصار معجزة القرن المسيرة الخضراء المظفرة في استرجاع أراضينا السليبة، وغير ذلك كثير من المواعيد والمحطات التاريخية والأعلام التي يجب، أقول يجب، أن تُحفظ عن ظهر قلب ومن بعد ذلك يتم التدبر في معانيها، في مواقفها ونضالاتها وبطولاتها وفي دروسها وعبرها وعظاتها. والله سبحانه وتعالى أوصى ابن آدم فيما أوصاه، بالتدبر بقوله، بعد بسم الله الرحمن الرحيم “كتابٌ أنزلناهُ إليكَ مُباركٌ ليدبروا آياته وليتذكر أولوا الألباب” صدق الله العظيم.
والذاكرة الوطنية هي سِفر مطلوب من الجميع التدبر والتأمل في مكنوناته، فهل من متذَّكر ومتدبر ومتأمل؟
فالحفاظ على الذاكرة التاريخية والوعي بقيمتها وأهميتها وفاعليتها واجب وطني سامي، فلا حداثة صحيحة وفعلية دون ذاكرة تاريخية موسوعية شاملة ومتكاملة تُقَوِّم المسار وتُصحح الأخطاء وتُجنب الوقوع في الزلات والمثبطات.
وإذا كانت الذاكرة البشرية الفردية هي عماد حياة الفرد، فإن الذاكرة التاريخية الجمعية هي أساس تطور المجتمع وتقدمه. فهي التي تمكنه من فرز الخبيث من الطيب، وتمييز الغث من السمين، ومن اتخاذ القرارات الصائبة التي تضع المجتمع على المسار الصحيح وفي مصاف الأوائل ممن يُكْتَبُ لهم التمكين في الحياة.
وماذا عن علاقة منظومة القيم بالذاكرة التاريخية الوطنية؟
فمنظومة القيم في مفهومها الوطني -القيم الوطنية- شعبة من شُعب منظومة القيم العامة، وهي التي تهمنا في هذا الباب والتي يمكن إجمالها في مصطلحين اثنين هما: الولاء والالتزام، واللذان يعنيان فيما يعنيانه استشعار الفرد حب وطنه، ومؤكدا وجود ارتباط وانتساب إليه باعتباره عضوا فيه، وشعوره نحوه بالفخر والانتماء، واعتزازه بهويته وتوحده معه، ويكون منشغلا ومهموما بقضاياه، وعلى وعي وإدراك بمشكلاته، وملتزما بالمعايير والقوانين والقيم الموجبة التي تُعلي من شأنه وتنهض به، محافظا على مصالحه وثرواته، مراعيا الصالح العام، ومحفزا ومساهما في الأعمال والمشاريع الجمعية، ومتفاعلا مع الأغلبية ولا يتخلى عنه حتى وإن اشتدت الأزمات ونائبات الدهر.
وماذا عن علاقة الذاكرة التاريخية الوطنية -من حيث صيانتها- بمنظومة القيم الوطنية المحدِّدة للمواطن الصالح؟.
يمكن اختزال هذه العلاقة إجمالا، في جملة مفادها: “إن ذاكرة حقة تمنحنا مواطنا حقا، ومواطن حق يمنحنا وطنا قويا، ووطن قوي يمنحنا مواطنا معتزا، ومواطن معتز يمنحنا وطنا معطاء سخيا”، والوطنية كما وردت في إحدى الخطب السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، “… التي تمثلت بالأساس، بالنسبة لجيل التحرير في مقاومة الاستعمار القديم” فإنها “تقوم بالنسبة لأجيالنا المعاصرة، على التعبئة الشاملة وتحرير الطاقات، لمكافحة المعضلات الصعبة…”.
أن تكون مواطنا، فذلك يعني التشبث بثوابت الهوية المغربية الموحدة الغنية بتعدد وتنوع روافدها وتقاسم القيم والتطلعات المشتركة للأمة والتفاعل الإيجابي مع مستجدات العصر. ومعنى هذا أيضا أن بناء جيل وطني مواطناتي لن يتأتى إلا بتحمل كل الفاعلين والمؤسسات مسؤولياتهم التاريخية تجاه وطنهم، بدءا من البيت ورياض الأطفال ومؤسسات التعليم الابتدائي والإعدادي والثانوي وانتهاء بالتعليم العالي الجامعي ليعملوا، كل من موقعه، على تلقين الأجيال الصاعدة معنى وواجب اكتشاف ذاكرة أجدادهم وآبائهم والحضارات التي خلت قبلهم والنهل منها، وأن يحثوهم على اعتناق قضايا وهموم وطنهم والتشبث بها كما يتشبث المؤمن بعقيدته وإيمانه، ويزرعوا فيهم الغيرة على مقوماته ومقدساته وثوابته، مبلورين بذلك أروع صور الانصهار في الوطن أو لنقل بلغة أهل التصوف “الحلول” أي أن يحل الوطن في قلب المواطن، وأن يحل المواطن في ثنايا الوطن.
إن هذا المواطن الوطني الذي لن تصنعه وتعده وتؤطره لنا سوى الذاكرة التاريخية الوطنية الفردية والجمعية، هو وحده المؤهل والقادر على أن يسير بالوطن إلى الأمام. فتقدم أي أمة من الأمم مهما كبر أو صغر شأنها، مرهون بالتشبث بتاريخها وذاكرتها. فالذاكرة دروس وعبر وخلاصات من لم يتعظ بها ومنها، سيكون مضطرا لأن يعيد تجاربه الفاشلة أو الناقصة مرة أو مرات.
إن المواطن الحافظ لذاكرته والمحافظ عليها، هو القادر والكفيل بمواجهة ورفع التحديات في التزام أخلاقي وروحي تجاه الوطن الذي ليس هو حدود جغرافية وأرقام بالكيلومترات المربعة، إنه أكبر من ذلك بكثير، فالوطن هو صيغة الجمع، هو نحن عندما نتحمل الأمانة ولا نتحلل منها أو نخل بها ونتحمل المسؤولية ولا نتقاعس عنها ونلتزم بالقانون ولا نخرقه ونربط الحقوق بالواجبات والالتزامات، ولا نجعل من أجواء الحريات العامة والفردية مطية للتسيب والترهل وإثارة الفوضى العمياء، ولا نجعل من قيم التضامن سببا مقنعا للتواكل والانتهازية والأنانية، وهذه هي منظومة القيم الوطنية التي يجب أن يتربى عليها النشئ.
فثمةَ مقولةٌ تقول “الشعب الذي لا يعرف ماضيه لا يَقْدِرُ على فهم واقعه، وبالتالي يعجز عن السيطرة عليه، ما يعني أن آخرين سيُسيطرون على هذا الواقع بدلاً منه”، وهي مقولة غنية بالدلالات. وتُظْهِر السيطرة على الواقع في الأبعاد الثقافية والإيديولوجيّة وفي السياسة والاقتصاد. ويؤدي ضعف المعرفة بالتاريخ الوطني إلى عجز في فهم التطورات والتحولات والسياقات التاريخية التي أدّت وتؤدي إلى الوقائع والأحداث التي نعيشها اليوم، وهو ما يولّد، بدوره، قصوراً عميقاً في تطور البلد ويسمح بنمو كائنات طفيلية وذيلية تعتاش وتقتات على هذا القصور وهذه الدونية.
والمندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير كمؤسسة راعية للشأن العام والمرفق العام للمقاومة وجيش التحرير، جعلت من تاريخ الحركات الوطنية والتحريرية فعلا وممارسة وتفكيرا وتنظيرا من أهم وأبرز أولوياتها واهتماماتها، وذهبت فيه خطوات كبرى وقطعت أشواطا بعيدة، هدفها الأسمى تقديم تاريخ الحركة الوطنية والمقاومة والتحرير في أجود حلة وأحسن توثيق وتدوين مكتوب.
نعم إن المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير لواعية كل الوعي ومدركة تمام الإدراك للمسؤولية الملقاة على عاتقها، والتي مفادها أن الحركة الوطنية والتحريرية بتاريخها الزاخر بالملاحم والنضالات والمواقف البطولية والطافح بالقيم والمثل العليا ومكارم الأخلاق والسلوك القويم وكل الرسائل المرموزة والواضحة من الواجب إيصالها وبأمانة إلى الناشئة والأجيال الجديدة والمتعاقبة.
ومن تم، فقد سَخَرَتْ كل جهودها وقدراتها البشرية والمادية، على محدوديتها، لخدمة رسالة الذاكرة التاريخية الوطنية تدوينا وتوثيقا وتخصيبا ووضعتها رهن إشارة كل راغب في الاستزادة من خلال ما يزيد عن 700 إصدارا نوعيا، يشمل أطاريح جامعية ومؤلفات وسير ذاتية وندوات علمية وأيام دراسية وقصص وروايات موجهة للأطفال والناشئة، ولأهمية هذه الأخيرة أعددناها في إطار مسابقة وطنية، هي الأولى من نوعها أثمرت حصادا نوعيا ومتميزا من 66 قصة ورواية تهم أعلام ورموز المقاومة والفداء والحركة الوطنية. بالإضافة إلى 38 عددا من مجلة الذاكرة الوطنية، وزد على ذلك موسوعة الحركة الوطنية والمقاومة وجيش التحرير بالمغرب التي بلغت اليوم 25 مجلدا، وأيضا توطيننا ل 3.680.000 من وثائق الأرشيف الفرنسي الخاص بحركة المقاومة والتحرير بالمغرب، و100 ألف وثيقة تاريخية من رصيد الأرشيف الإسباني، ومئات المستندات والوثائق المودعة بمراكز الأرشيف الروسي ونظيره التركي، علاوة على مبادرات ومشاريع استنساخ المزيد من الوثائق التاريخية القابعة في بلدان أوروبية عدة، وأيضا من جامعة الدول العربية، في انتظار استقدام أخرى.
ودائما في إطار توفير الأوعية الحاضنة للذاكرة التاريخية الوطنية تجدر الإشارة إلى أننا بالمندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير تم إحداث وافتتاح 97 فضاء للذاكرة التاريخية للمقاومة والتحرير تستقبل اليوم الرواد والوافدين من تلاميذ وطلبة وباحثين عبر التراب الوطني وفي مناطق قصية بالجغرافية العميقة للوطن قد لا تخطر على بال، وعلى سبيل الإشارة أتحدث عن أغبالو نكردوس وعن محاميد الغزلان وعن تالسينت وعن تنغير، والانكباب على ورشها لا زال قائما للوصول إلى 120 فضاءً للذاكرة التاريخية أو أكثر تكون المرجع الأساس لكل راغب في البحث والاستكشاف لمصادر ومنابع الذاكرة التاريخية المغربية الوطنية منها والمتقاسمة في أفق ترسيخ قيم الوطنية والمواطنة والتربية عليها وإشاعتها.
تلكم سبيلنا للحفاظ على الذاكرة التاريخية الوطنية ووضعها رهن إشارة المؤسسات التعليمية الموكل إليها رسميا مهمة التربية على المواطنة التي هي رهان المستقبل، موضوع هذه المحاضرة التي آمل أن تنال استحسانكم وتلبي انتظاراتكم وتذكي الهمم والعزائم لدى أبنائنا وعموم المواطنين للمساهمة في مسيرات الحاضر والمستقبل لبناء وإعلاء صروح الوطن ومواجهة التحديات وكسب رهانات التنمية الشاملة والمستدامة بكل أبعادها.
“وَقُلْ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللهُ عَمَلَكُم وَرَسُولُه وَالمُؤْمِنُون” صدق الله العظيم.

< بقلم: الدكتور مصطفى الكتيري :

 المندوب السامي لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير

Related posts

Top