الراحل حكيم عنكر ينبعث في حفل اعتراف بالجديدة

احتضنت مدينة الجديدة، في نهاية الأسبوع، لقاء تقديم الكتاب الجماعي “ورود بيضاء على جناح طائر دكالة الحر: حكيم عنكر” الذي نظمته الجمعية الإقليمية للشؤون الثقافية بالجديدة بتعاون مع المديرية الإقليمية لقطاع الثقافة، وحضرته زوجة الراحل ونجله علاء وآل عنكر..
اللقاء افتتح بقراءة الفاتحة على أرواح كل ضحايا المرض اللعين وفي مقدمتهم الفقيد، قبل أن يتم تقديم المساهمين في الكتاب الجماعي، بعد ذلك تناول الكلمة للمدير الإقليمي لقطاع الثقافة السيد عبد الرحمان عريس، نيابة عن اللجنة المنظمة، استعرض فيها مقتطفات مما احتواه المؤلف مقدما العزاء لإخوانه وابنه وأرملته السيدة نعيمة أشملال التي قدمت الشكر لمن سهر على إنجاز هذا الحفل التكريمي وكل من ساهم في الإصدار الجماعي الذي ضم شهادات كل من اقتسم معه اهتماماته الفكرية والثقافية والإعلامية تخليدا لذكراه وخصاله التي ظل وفيا لها إلى لحظة رحيله.
لحظة الوداع التي كانت جد صعبة، توقف فيها الزمن مستخرجا عبثيته المطبوعة بالحزن: “رحل الزوج رفيق الدرب، الصديق والأب والأخ، لكن روحه باقية حاضرة بيننا وفي قلوبنا وهذه المبادرة عربون حب واعتراف في حقه”.
بعد ذلك تناول الكلمة نيابة عن المساهمين في الكتاب القاص محمد عزيز المصباحي والشاعرة مينة الأزهر والناقد والروائي إبراهيم الحجري والقاص والروائي نور الدين وحيد وأحد أساتذته في الإعدادي الحسن قيشي حيث تحدثوا عن مساره في الشعر والصحافة خصوصا أنه كان متاحا لصداقات ساهم فيها نضجه الفكري والإنساني لتكتشف الصحافة صحافيا ومفكرا مبدعا ومتميزا، وهو ما ظهر جليا من خلال تثمين مختلف المنابر الإعلامية لعطاءاته في الشعر ومهنة المتاعب وفي الصداقة حتى أضحى ممنوعا من النسيان، وقد استحضروا نشأته وخصاله وشيمه الجمة، ومساره وعطاءه ونبل علاقاته الاتساقية بعيدا عن أي عداءات فهو لم يتورط في أي صراع إيديولوجي قط لوده وطيبوبته وإبداعه والتزامه وانضباطه ومبادراته.
وكان مسك الختام مع كلمة الشاعر والناقد والمترجم سعيد عاهد الذي توجه بالشكر للذين أشرفوا على تحضير الحفل وإخراج الإصدار للوجود وكل الجهات التي عبرت عن ثقافة الاعتراف، رافعا القبعة للفقيد الذي سنح رغم غيابه بهذه اللمة بعد يومين من السماح بافتتاح القاعات، مذكرا بأن أول من احتضن الكتاب هو أسرة الفقيد، والمساهمون، معتذرا للذين لم يتم نشر مساهماتهم بسبب مشكل تواصلي لا غير، شاكرا وسائل الإعلام التي غطت صدور الكتاب حيث كان المشرفون يعتقدون بأن المبادرة صغيرة، لكن انتشار الخبر وقراءات في الكتاب شيء أثلج الصدر، وسبب هذا الاهتمام الرائع راجع لشخص الفقيد حكيم الذي كان يحمل في حقيبته حب أرض تسمى المغرب، وإيمانا عميقا في أفق أكثر جمالا ورحابة، وأنهى عاهد تدخله ببعض الاقتراحات أهمها، تنظيم حفل مماثل في أولاد افرج، مع ضرورة الحفاظ على أثر حكيم الشعري والإعلامي، داعيا الأسرة وأصدقاءه للتفكير في خلق جمعية أو مؤسسة لجمع ما كتبه، وإعادة طبع ديوانه الأول “رمل الغريب” والدعوة لإطلاق اسمه على فضاء من فضاءات الإقليم، مختتما بقول حكيم:
“دواء الدائرة/ الدائرة لا باب لها/ كيف تدخل منها/ وكيف يكون الخروج/ والدائرة ثلاثة أبواب/ الباب البراني/ الباب الانقطاع/ الباب الاستحالة/ الأول للجاهل المطمئن في البكاء/ الثاني للعارف بسره وسر غيره/ الثالث لمن هو بين جبلين تتمزق بين يديه طيور الحقيقة.” (من ديوان مدارج+ الدائرة لم يوزع بالمغرب) وقريبا سينشر بمبادرة من بيت الشعر.
وفي الختام قدم رئيس الجمعية الإقليمية للثقافة بالجديدة عبد اللطيف البيدوري بورتريها للفقيد من إنجاز مصطفى بن وقاص، وأخذت صور تذكارية للأسرة والمساهمين في إنجاز الكتاب، ليسدل الستار بالتوقيعات من قبل أرملة الفقيد.

Related posts

Top