«الرباط عبق تاريخ، إشعاع وتألق».. إصدار جديد يرصد معالم مدينة الأنوار

تجمع مدينة الرباط، أو كما يطلق عليها «حاضرة أبي رقراق»، بين سحر الماضي بتاريخه وغناه وأصالته، وبين الحاضر والمستقبل المتطور المستمد لقوته من التراث الأصيل وما تزخر به المدينة من عمران ومآثر.
هذه الدينامية، اختارت مؤسسة Axions بشراكة مع وزارة الثقافة أن تسلط عليها الضوء، من خلال كتاب جميل، صدر مؤخرا بثلاث لغات، العربية والفرنسية والإنجليزية، تحت عنوان «الرباط عَبق تاريخ، إشعاع وتألق» – «Rabat, Sérénité et Rayonnement».
الكتاب الذي أشرف عليه كل من محمد نبيل بنعبد الله وسعد الحصيني وساهم فيه 21 كاتبا وكاتبة، وطاقم عمل يضم مصورين ومترجمين ومصححين بالإضافة إلى الإدارة الفنية والرسم والإدارة التقنية، تناول مدينة الرباط من جوانب مختلفة، حيث يحيط بمدينة الرباط من جانبها التاريخي وأصالتها ثم حاضرها وما تزخر به من فضاءات طبيعية ومعمارية، وصولا إلى الرباط كحاضرة للمستقبل.
ويصف «الكتاب» مدينة الرباط بـ «جوهرة المغرب»، حيث يغوص بالقارئ في جماليات المدينة، فيبدأ بنافذة على تاريخها باعتبارها تراثا عالميا، وعاصمة للثقافة ومدينة للتعايش، مضيفا وصفا آخر للمدينة وهو «الرباط، مدينة التاريخ»، ومنه يقدم لمحة عن المدينة الألفية، الرباط الموحدية، الرباط وجمهورية أبي رقراق، وصولا إلى كونها عاصمة المغرب.
تتعمق النصوص الجميلة في الكتاب لتركب لنا صور المدينة، بعائلاتها وتقاليدها، ومنازلها الفخمة، ومعمارها الذي يوصف بكونه عنونا للابتكار، ثم يعرج على مساجد الرباط، ومدينتها العتيقة وحي الحبوس بديور الجامع، وفضاء الملاح كذاكرة للمكون اليهودي الذي عمر المدينة وله تاريخ به ما زال مستمرا إلى اليوم.
وبدون إفراط ولا تفريط، في تركيب صور الماضي، يخصص الكتاب حيزا مهما للحاضر، فتتناول عدد من النصوص مدينة الرباط بصفتها مدينة الأنوار، فتبرز حيويتها الثقافية، ومؤسساتها وباعتبارها عاصمة للمعرفة، فضلا عن غناها بالمتاحف والأروقة وفضاءات الذاكرة والابتكار، ثم الموسيقى والموسيقيين بهذه الحاضرة، بالإضافة إلى الفن التشكيلي الذي له بصمة على المدينة.
وإلى جانب ذلك، يبرز الكتاب طبيعة المدينة وروعتها، والرياضة والترفيه التي اعتادت عليهما، فتتحدث النصوص عن الرباط المدينة – الحديقة، الساحل ونهر أبي رقراق، كما تشير، أيضا إلى الرياضة والنوادي المدينة.
وللمستقبل، كذلك، مساحة مهمة، تكشف لنا النصوص عن الرباط كحاضرة للمستقبل، فتنطلق من دينامية الحاضر لرسم معالم ما هو قادم، أو كما يسميه الكتاب «ميتربول المستقبل»، وصولا إلى ما ينتظر المدينة من إنجازات ستساهم في إضفاء جمالية أكبر عليها، والنهوض به اقتصاديا واجتماعيا من خلال مجموعة من الأوراش التي يجري العمل عليها والتي ستفضي لمسة جذابة على معالم المدينة.
يشار إلى أن هذا الإصدار الجديد، الذي يقع في 239 صفحة في طبعة أنيقة وجميلة، اشتغل عليه مجموعة من الكُتاب من مجالات مختلفة، وهم فاطمة آيت امحند (رئيسة المشروع)، أحمد عيدون، هجر بنزهة، وئيل بن جلون وثينة بناني، عبد الكريم بناني، وفاء بناني، جون فرنسوا كيلمون، عبد الإله الفاسي، عبد الحق المريني، عبد المجيد فنيش، جمال الحجام سعد الحصيني، مصطفى الجوهري، عبد الجليل لحجمري، منى محمدي، محمد لطفي المريني، فؤاد السويبة، دفيد طوليدانو، محمد التويجر، فريد الزاهي، فيما يحتوي الكتاب على صورة جميلة لمدينة الرباط، وهي لكل من تيدي سوكان، مكسيم مييني، حسن نديم.

محمد توفيق أمزيان

Related posts

Top