الرجاء تتعافى تدريجيا..

وأخيرا عاد فريق الرجاء البيضاوي لواجهة الألقاب بعد غياب غير عادي عن منصات التتويج بالنسبة لفريق كبير تعود على البطولات والاحتفالات طيلة العقود الأخيرة، إلا أنه توارى ولم نعد نسمع عنه إلا الأزمات والمشاكل والصراعات.
الفوز بكأس العرش أمام فريق الدفاع الحسني الجديدي الذي تحول خلال السنوات الأخيرة إلى رقم صعب على الصعيد الوطني، احتضنه الجمهور الرجاوي العريض بكثير من الشوق واللهفة، وهو الذي كثيرا ما تغنى بأناشيد الانتصارات والتتويجات.
يعد موسم 2012-2013 آخر موسم توج فيه الرجاء حيث فاز بازدواجية البطولة الاحترافية وكاس العرش، وهو الأول للرئيس آنذاك لمحمد بودريقة، تلا ذلك الوصول إلى نهائي كأس العالم للأندية، إنجاز كتب بمداد الفخر من طرف كل الأوساط الرياضية وليس جمهور الرجاء فقط.
بعد ذلك توالت الإخفاقات والنكسات من جراء أخطاء غارقة في التسيير الفردي، فبودريقة الذي جاء للرجاء بحثا عن مكان تحت الشمس استفاد من بريق وإشعاع الفريق، وبات بسرعة غير عادية اسما معروفا على الصعيد الوطني، ليفتح بعد ذلك جبهات من الحروب الخاسرة في كل الجهات.
وفي عز الأزمة، فضل بودريقة هذا، الهروب تاركا الفريق العالمي كما يحب جمهوره أن يلقبه، ومشتتا وغارقا في الديون وغير قادر على الوفاء بالتزاماته لا وطنيا ولا دوليا، مع تراكم ملفات الإدانة على أكثر من صعيد، إلى درجة أن الفريق كان مهددا بأقصى العقوبات، ولعل أخطرها إنزاله للقسم الثاني بقرار من الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا)، لولا تدخل حاسم من الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، والتي حالت دون تنفيذ عقوبة قاسية جدا.
بعد الهروب الكبير لبوديقة ابتعد اللوبي الذي يدور في فلكه والذي حول الرجاء في عهده إلى وسيلة سهلة للكسب السريع والاغتناء غير المشروع، إلا أن هذا الابتعاد كان مجرد تكتيك مفضوح للعودة مجددا للسيطرة على كل دواليب الفريق، بعد أن يكون المكتب المسير الذي سلموا له الهدية المسمومة قد اخرج الفريق من حالة الإفلاس التي عصفت بالرجاء في عهدهم٠
فبمجرد تحمل سعيد حسبان مسؤولية الرئاسة وإفصاحه عن حقيقة الديون الكبيرة التي خلفها عهد بودريقة ومن معه، تحول إلى العدو رقم واحد بالنسبة لهم، وبات هدفا معلنا لحرب من الإشاعات والدسائس والمغالطات وحرب مفتوحة استعملت فيها كل الأسلحة حتى تلك المحرمة أخلاقيا.
وحسب المعطيات المتوفرة، فإن الحرب التي تعرض لها الفريق الموسم الماضي نجحت مع سبق الإصرار والترصد دون تمكن الفريق من الفوز بلقب البطولة الوطنية.
مع بداية هذا الموسم واصل اللوبي السابق، الحرب على حسبان مما جعل المدرب عبد الحق بنشيخة ينسحب قبل أن يشرع في ممارسة مهامه على رأس الإدارة التقنية للرجاء، لكن حسبان ظل صامدا وتحمل تبعات حرب شعواء لا تؤمن نهائيا بأي قواعد للاشتباك، وصمد معه المدرب الإسباني خوان كارلوس غاريدو الذي ركب أيضا التحدي.
ويمكن اعتبار الفوز بكأس العرش بداية عهد جديد لهذا الفريق العريق ونجاح يحسب للمكتب المسير الحالي والطاقم التقني ولكل اللاعبين الذين ظلوا أوفياء للفريق رغم الخصاص وقلة الإمكانيات وحرب الإشاعات.
برافو لكل من ظل وفيا للرجاء، وتحية تقدير لجمهور الخضراء العظيم الذي يبقى السند الأول والأخير لفريق خلق ليكون كبيرا وسيبقى كبيرا إلى الأبد …

Related posts

Top