الرحمة للشهداء

فاجعة أصابتنا جراء تحطم الطائرة وفقداننا لعشرات من رجال قواتنا المسلحة الملكية…
البلاد في حداد…
الموقف يوجب التفافا وطنيا، وإسنادا كبيرا لأسر وعائلات الشهداء معنويا ونفسيا وماديا واجتماعيا… لم نكن نعرف الأسماء والألقاب والأشخاص والملامح، لكننا نعرف المكان ودلالته، ونعرف المهمة والوظيفة ونبل التضحيات…
لقد عرفنا الشهداء من خلال أمننا واستقرار بلادنا، ولهذا نعلن أننا نعرفهم كلهم، واحدا واحدا، وهم قريبون منا جميعا وأقرباء لنا، لأنهم هم حماة حوزة ترابنا وأمن حدودنا ومغربية صحرائنا، وهم التجسيد الواضح لشجاعة قواتنا المسلحة الملكية.
مهما رضخت لنا الكلمات وطاوعتنا اللغة والبلاغة في التعبير عن قوة الفاجعة ووصف حجم الرزية وألم الموت، فإن ذلك لن يكشف سوى عن القليل من مواجع الألم فينا.
الفاجعة تذكرنا أيضا بقواتنا العسكرية المرابطة حول أقاليمنا الجنوبية، والواقفة بشجاعة في كل المقدمات تحمي أمننا وطمأنينة عيشنا واستقرار بلدنا ووحدته الترابية، وهي تستحق منا جميعا الإكبار والتقدير والتحية، وأيضا الاهتمام بأفرادها وبأسرهم…
المغرب ينتصر في قضاياه الوطنية بإجماعه الشعبي والوطني ومتانة جبهته الداخلية والتفافها حول عدالة القضية، وأيضا ببسالة قواتنا المسلحة وإخلاصها الوطني، واليوم تستمر الحاجة إلى تمتين هذا الترابط الجدلي بين ركيزتي الموقف الوطني المغربي.
الوطن يستحق من كافة المغاربة التضحية والحب والدفاع عن وحدة ترابه وعن استقراره وأمنه، وأيضا عن تقدمه السياسي والاقتصادي والاجتماعي والثقافي، وعندما يضحي جنودنا وضباطنا بأرواحهم من أجل الوطن، فإننا جميعا علينا أن نحني الهامات لهؤلاء الأبطال، وأن نحرص نحن، في مختلف المواقع، على حماية هذا البلد.
لقد نكس المغرب الأعلام، وأعلن الحداد، وسترفع أكف الدعاء غدا في كل المساجد طلبا للمغفرة والرضوان لكل الشهداء، والمغاربة جميعهم يتقبلون اليوم العزاء إلى جانب أسر الضحايا، لأن الرزية أصابتنا كلنا…
العزاء لنا ..
عزاؤنا واحد…
[email protected]

Top