قال مدرب المنتخب الوطني وليد الركراكي إنه مدين بالكثير للمسؤولين عن كرة القدم في بلاده، مؤكدا أنه رد جزء بسيطا من ذلك بقيادته “أسود الأطلس” إلى ربع نهائي كاس العالم قطر 2022 للمرة الأولى في تاريخهم.
وأوضح الركراكي “أنا سعيد اليوم بهذا الإنجاز لأنني مدين برد الدين للاتحاد المغربي والشعب المغربي على الثقة التي وضعوها في شخصي لاستلام هذا المنتخب والتطور في المغرب كمدرب. هذا رد بسيط لهذا الدين”.
وأضاف المولود في كورباي-إيسون الواقعة في ضاحية باريس الجنوبية، لوالدين ينحدران من مدينة الفنيدق الشمالية على الساحل المتوسطي: “أعتبر نفسي منتوجا محليا على الرغم من أنه من الصعب فهم ذلك لأنني مزدوج الجنسية وكبرت في فرنسا وحصلت على شهاداتي في فرنسا، يجب أن لا ننسى ذلك. ولكن بلدي الأم هو من منحني فرصتي”، في إشارة إلى عمله كمدرب لفريقي الفتح الرباطي والوداد البيضاوي وأخيرا المنتخب المغربي للكبار.
ولجأت الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم إلى خدمات الركراكي في نهاية غشت الماضي لخلافة البوسني وحيد خاليلوزيتش، بعدما أبلى البلاء الحسن مع الوداد وقاده إلى ثنائية البطولة الوطنية ودوري أبطال إفريقيا وإلى المباراة النهائية لمسابقة كأس العرش.
وقال الركراكي “لدينا جيل جديد بعقلية جديدة وكل ما كان سلبيا بات من الماضي نحن تطورنا وبلدنا أيضا نريد أن نكون متنافسين، فهذا ليس منتخب المغرب لعام 2018 ولا حتى إسبانيا 2018، أظهرنا أن منتخب بلدنا من طينة المنتخبات الكبيرة، نقاتل من أجل المغرب، وهذا ما يجمعنا ويقوينا. طموحنا أن نكون مثالا جميلا للبلدان الأخرى، نحاول أيضا أن نكون قاطرة في القارة الإفريقية”.
وأردف قائلا “القارة السمراء تتطور والعديد من البلدان تقوم بالكثير من الجهد من أجل ذلك، والمغرب يقوم بذلك منذ أكثر من 10 أعوام وبدأت الثمار تؤتي أكلها”.
وتابع “منذ وصولي إلى البطولة المغربية عام 2014 بعدما عملت مساعدا لمدرب المنتخب في 2013، تطورت العديد من الأمور في المغرب من ملاعب وبنى تحتية وأشياء أخرى. الاتحاد المغربي قام بجهود هائلة، لدينا ملاعب من المستوى العالي”.
وأوضح “دخلنا مجال التكوين وحصلنا على تكوين للأطر وشهادات من الاتحاد الإفريقي (كاف) للعبة: +دبلوم كاف برو، كاف أيه، وكاف بي+، عملنا على تكوين أطرنا وهذا ليس مفاجأة طالما أنك عازم على خوض هذه الطريق وصبور”.
وقال “لدينا ثلاثة لاعبين أو أربعة من خريجي أكاديمية محمد السادس في المنتخب المغربي وهذا هو الطريق الذي يجب أن نتبعه. الآن، يجب أن لا ننام ونواصل العمل وعندما نضع الإمكانيات والوسائل ونعمل ونصبر فهناك نتائج على أرضية الملعب، صحيح أن هناك القليل من الحظ ولكن الكثير من الصبر”.
وأعرب الركراكي عن تقديره لاعتماد المنتخبات الإفريقية على مدربيها المحليين “هذا شيء جيد للمنتخبات الإفريقية التي تثق في أبناء بلدها، هناك برامج تكوين كثيرة، نحن لاعبون قدامى ونعرف بلداننا أكثر من أي شخص والروح التي نبثها في صفوفه”.
وخاض الممثلون الخمسة لإفريقيا في مونديال قطر المنافسات بمدربين محليين ففضلا عن الركراكي، كان جلال القادري (تونس) وريغوبير سونغ (الكاميرون) وأوتو آدو (غانا) وآليو سيسيه (السنغال).
وهنأ الركراكي الذي أصبح أول مدرب إفريقي في التاريخ يصل إلى ربع نهائي المونديال، زميله سيسيه الذي قاد بلاده إلى الدور الثاني للمرة الثانية في تاريخها قبل الخروج على يد إنجلترا “واجه (سيسيه) انتقادات كثيرة قبل المونديال لكنه نجح في إسكاتها بإنجازه الذي فتح لنا الطريق. إنها مسألة كفاءات، وإذا كان هناك مدرب محلي كفء فهو أفضل بالنسبة لي من المدرب الأجنبي”.
وتابع “لا يهمني أن أكون أول مدرب إفريقي يبلغ ربع نهائي كأس العالم، لا أحب أن أشخصن الأشياء، إذا امتلكت المهارات ستقدم أشياء جيدة، عملت جاهدا للوصول إلى هنا، لدي طموحات لا حدود لها، وأحاول نقل ذلك للاعبين. عندما أكون رجلا مسنا ربما أتذكر هذه اللحظات وأفرح، لكن حاليا أنا سعيد بما حققه المنتخب مع مدرب مغربي فقط. عليكم أن تثقوا بهم لأن المدربين المغاربة قادرون على تحقيق الإعجاز”.
وختم الركراكي حديثه قائلا “نقطة أخيرة لا يجب أن ننساها، لولا الجمهور لما حققنا هذا الإنجاز، لقد أتوا وحصلوا على التأشيرات وحجزوا الفنادق ليدعمونا، كما حظينا بدعم مشجعي منتخبات أخرى أيضا”.