تم مساء أول أمس الخميس بمقر الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم بالرباط، تقديم وحيد خاليلوزيتش كمدرب جديد للفريق الوطني لكرة القدم بعقد يمتد لأربع سنوات (2019-2023).
ويتضمن هذا العقد، بنودا واضحة تتجلى في تأهيل “أسود الأطلس” لنصف نهائي كأس أفريقيا للأمم سنة 2012 بالكامرون، والتأهل لنهائيات كأس العالم 2022 في قطر، والفوز بدورة “الكان” لسنة 2023 التي ستحتضنها كوت ديفوار، أما الشرط الجزائي فلا يتعدى الحصول على راتب ثلاثة أاشهر في حالة فسخ العقد من أحد الطرفين، والأجر الشهري كما أعلن عن ذلك رئيس الجامعة، لن يتجاوز ثمانين مليون سنتيم.
وحيد البوسني الأصل والفرنسي الجنسية، ليس غريبا على كرة القدم الوطنية والإفريقية، والكل يعرف أنه فاز مع فريق الرجاء البيضاوي سنة 1997 بعصبة الأبطال الإفريقية، وتأهل مع منتخبي كوت ديفوار والجزائر للمونديال في دورتي 2010 و2014، كما حقق نفس الإنجاز مع منتخب اليابان بدورة 2018 في روسيا.
تجربة غنية تعززت أيضا بتدريبه العديد من الأندية بالدوري الفرنسي، تؤهله لمواصلة مساره كمدرب محترف، يطمح للمزيد من الإنجازات وعمره 67 سنة، مدرب معروف بالصرامة والانضباط والتحكم في المجموعة ورفض التدخل في اختصاصاته.
يعرف عن وحيد كذلك، أنه قريب جدا من المدرسة الفرنسية، بحكم أنه لعب ودرب هناك، لكنه يختلف جملة وتفصيلا من حيث السلوك عمن سبقوه من الأطر التي اشتغلت سواء مع المنتخبات أو الأندية المغربية، بحكم انحداره من مدرسة دول البلقان المحسوبة على أوروبا الشرقية، التي جعلته شخصا مختلفا، وكل من عاشره كمدرب للرجاء يشهد له بالعديد من الخصال والمميزات الفنية والإنسانية، كمدرب ومشرف ومرب، لا يدخل في الحسابات الضيقة التي تفقده هيبته وقيمته وتضعف شخصيته.
خلال الندوة الصحفية التي أعقبت مراسيم التقديم، فاجأ وحيد الصحفيين بانفتاحه واستعداده للإجابة على مختلف التساؤلات، ليؤسس لعلاقة جديدة مع الإعلام الوطني تختلف جملة وتفصيلا عن التجربة السابقة التي عانى منها الصحفيون المغاربة مع المدرب السابق هيرفي رونار، وهي العلاقة التي من المفروض أن تنبني على الاحترام المتبادل وتقدير دور ومسؤولية كل طرف.
ومن الأوراش التي يجب أن يأخذها وحيد بعين الاعتبار وهو يقود كتيبة “أسود الأطلس” خلال المرحلة القادمة، ضرورة التنسيق مع مدربي باقي المنتخبات خاصة المنتخبين المحلي والأولمبي وباقي الفئات العمرية والإدارة التقنية الوطنية، وعقد لقاءات تواصلية مع مدربي الأندية الوطنية، ثم متابعة المباريات الأسبوعية والأخذ بعين الاعتبار منتوج البطولة الوطنية، خاصة بالنسبة للأندية التي تشارك بالمنافسات القارية، حيث يبرز لاعبون محليون على الصعيد القاري.
وانطلاقا من المعرفة المسبقة بحجم الدعم المقدم من طرف جامعة كرة القدم للفريق الوطني، والإمكانيات المسخرة له، فإن المدرب الجديد لن تصادفه مشاكل من حيث التوفر على كل وسائل الاشتغال وظروف الإعداد الجيد، كما أن وجود قاعدة مهمة من لاعبين صغار السن سواء من الدوريات الأوروبية أو من البطولة المحلية، سيسهل له مهمة اختيار الأنسب والأجدر بحمل القميص الوطني بعيدا عن طغيان لوبي معين يتحكم في مصير المنتخب.
وحيد مدرب جديد للمنتخب المغربي برهانات متعددة، لكن الأهم هو وضع حد للتدخلات الخارجية التي أفسدت – مع كامل الأسف – تجربة هيرفي رونار.
> محمد الروحلي