السعودية تهدد بالتوجه إلى السوق الصيني في حال عدم حصولها على أسلحة أميركية

 أعلن وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان أن بلاده ستشتري أفضل الأسلحة المتاحة في العالم وفق ما تراه الأنسب لها وأنها ستنوع مصادر تسلحها، بما يشمل الصين.

جاء ذلك بعد أيام قليلة من زيارة قام بها الرئيس الأميركي إلى المملكة العربية السعودية في إطار جولة أولى له للمنطقة منذ تسلمه السلطة في البيت البيض في يناير 2021.

وقال وزير الخارجية السعودي في لقاء صحافي مع قناة “سي.أن.أن” الأميركية ردا على سؤال حول إمكانية شراء المملكة لأنظمة دفاعية صاروخية صينية “سنشتري أفضل الأسلحة وسنستثمر في أحدث التكنولوجيات مع من نراه الأنسب لنا، سواء الصين أو الولايات المتحدة أو غيرها من الدول، ولن نحصر أنفسنا مع مورد واحد فقط”.

وأوضح بن فرحان أن “الولايات المتحدة هي الشريك الأساسي للمملكة في مشتريات الدفاع، لكن بالطبع إذا لم نتمكن من الحصول على معدات أميركية فسنبحث في مكان آخر”.

وتفرض الولايات المتحدة قيودا على واردات الأسلحة إلى السعودية، بذريعة ملفي حقوق الإنسان والحرب في اليمن، ودفعت هذه القيود المملكة إلى البحث عن شراكات جديدة من ضمنها مع الصين.

وكانت السعودية وقعت في السنوات الأخيرة على عدد من الاتفاقيات الدفاعية مع بكين، ومن غير المستبعد أن يأخذ التعاون الصيني – السعودي مدى أوسع خلال السنوات المقبلة، لاسيما مع إظهار القيادة السعودية حرصا على الانفتاح على باقي الشركاء الدوليين، بما يخدم مصالحها العليا.

وقد أظهرت زيارة بايدن إلى الرياض حجم التحول السعودي في التعاطي مع الإدارات الأميركية، حيث حرصت القيادة السعودية على التعاطي من منطلق الند للند، وأنها لم تعد تقبل تقديم أي ترضيات لأحد دون مقابل ملموس.

كما كشفت الزيارة عن انتهاء عهد “النفط مقابل الأمن” التي شكلت محور العلاقات السعودية – الأميركية، وأن المملكة تملك من القدرة والقوة لفرض استقلاليتها التامة في اتخاذ القرارات السيادية.

وفي تعليقه على الجدل المثار حول لقطة المصافحة بقبضة اليد بين ولي العهد السعودي محمد بن سلمان والرئيس الأميركي، قال بن فرحان إن “بايدن خرج من مصافحة القبضة بلقاء مع زعيم رئيسي في منطقة الشرق الأوسط، وكذلك بإعادة تنشيط السياسة الاستراتيجية بين السعودية والولايات المتحدة”.

وأضاف الوزير السعودي “أرى أن الصورة  بمثابة فوز لبايدن”.

وتداولت وسائل إعلام غربية وعربية على نطاق واسع صورة المصافحة بالقبضة بين بايدن والأمير محمد، بعد أن تحفظ الرئيس الأميركي على مدى الفترة الماضية على لقاء ولي العهد السعودي متعهدا بتحويل المملكة إلى دولة “منبوذة دوليا” على خلفية مقتل الصحافي جمال خاشقجي في العام 2018.

وقد كانت لتلك اللقطة رمزية كبيرة لجهة نجاح الأمير محمد في دفع الرئيس الأميركي إلى تغيير موقفه والقدوم إلى جدة.

وكان الرئيس الأميركي أعلن خلال تلك الزيارة أن بلاده لن تترك فراغا في الشرق الأوسط تملؤه الصين أو روسيا أو إيران، وسط تساؤلات حول كيفية حدوث ذلك دون اتخاذ المزيد من الخطوات العملية لإعادة تصويب العلاقات مع السعودية من قبيل إلغاء الحظر على الأسلحة الهجومية.

Related posts

Top