> حاوره: عبد العالي بركات
صدر للشاعر حسن الأمراني طبعة ثالثة لديوان: (جسر على نهر درينا)، والطبعة الأولى لديوان: (ما أقول لكم)، وقد صدرت طبعة أخرى منه موازية بالقاهرة، عن مطبعة المهندس. وهناك مجموعة شعرية مشتركة بينه وبين الشاعرة الجزائرية ليلى لعوير، عنوانها: (غضبتان)، هي الآن بمطبعة بلال بفاس. بالإضافة إلى مجموعة مهيأة للطبع عنوانها: (قصائد حب يابانية).. على هامش اليوم العالمي للشعر، كان لبيان اليوم حوار معه.
> ماذا يشكل بالنسبة إليك اليوم العالمي للشعر؟
< دأب الغربيون على تخصيص يوم في السنة للمنسيين والمهمشين والمستضعفين، يحتفون فيه بهؤلاء، وقد يقيمون الاحتفالات والمهرجانات، ومن تلك الأيام يوم للمرأة ويوم للأم ويوم للشجرة ويوم لمحاربة العنصرية ويوم للحب، الخ.. وكأن ذلك الاحتفاء نوع من التكفير عن خطيئة النسيان والتهميش. ونحن ليس في ثقافتنا شيء من ذلك، فنحن لا نخصص للمرأة مثلا يوما واحداً في السنة نحتفي بها ونكرمها، لأن الاحتفاء والحفاوة بالمرأة ــ أما وزوجا وأختا وبنتا ــ في شريعتنا عبادة، بنص القرآن والحديث. ولذلك ينبغي أن تكون عملا مستمرا لا يتوقف، وإلا انتهينا إلى أن نصاب بأمراض الحضارة المعاصرة التي يأخذ أبناؤها آباءهم إذا أدركهم الكبر إلى دور العجزة، ثم لا يتوقفون عن الاحتفاء بهم مرة في السنة، عن طريق باقة من الورد، أو عن طريق زيارة هاتفية أحيانا. وقد قرن الله تعالى الإحسان بالوالدين إلى عبادته، وعندما أوصى بهما في موضع آخر جعل للمرأة / الأم النصيب الأوفر، وفصل فيه ما لم يفصل في الإحسان إلى الأب. “تراجع سورة الأحقاف:15، و23، وسورة النساء:36، وسورة لقمان:14”.
وليست الوصية بالأم فقط، بل بالنساء عموما، ومن آخر ما وصّى به النبي عليه السلام، ساعة حضره الموت، بأبي هو وأمي: (الصلاةَ الصلاةَ، وما ملكت أيمانكم، واستوصوا بالنساء خيرا). ومن توجيهاته عليهالسلام: (ما أكرمهن إلا كريم ولا أهانهنّ إلا لئيم). وقد يُنظر إلى المرأة في واقعنا المعاصر، فنرى المرأة في مجتمعاتنا مهانة، تتعرض للعنف بشتى أنواعه، ويسلط عليها التهميش، وتعامل عند بعض الناس معاملة الدواب. وتلك صورة من صور التخلف الحضاري العام الذي تعاني منه أمتنا. فإذا ارتقينا في أخلاقنا وتعاملنا مع المرأة ارتقينا رقيا حضاريا شاملا.
فإذا جئنا إلى الشجرة، وإلى النبات عموما، وجدنا أننا نزيغ في تعاملنا معه عن الهدي الرشيد الذي يوصي، حتى في وقت الحروب، ألا تُقطع شجرة، ولا يُعضد شوكها، فما بالك بوقت السلم!
ولكن لما كنا المغلوب مولعا بتقليد الغالب، على رأي ابن خلدون، دخلنا جحر الضب،وشرعنا نحن أيضا في مجاراة الغربيين، حتى في أعيادهم ومناسباتهم، فصرنا نجعل لكل شيء يوما في السنة، تكفيرا عن خطايانا. وقد صرنا نحتفل بيوم (فالانتين)، ونخصص يوما في السنة للحب، رغم أن هذه الأمة بنيت على الحب، ومن لم يكن في قلبه حب للناس ــ كل الناس ــ فليس منها، كما قال تعالى: (وقولوا للناس حسنا)، ومن لم يعرف الحب لن يعرف طريقا إلى الجنة: (لن تدخلوا الجنة حتى تومنوا ولن تومنوا حتى تحابوا)، ولا يستقيم أمر الأمة إلا على الحبّ. وقد صار أغرب شيء في حياتها اليوم هو الحبّ، حتى صار مجتمعنا (مجتمع الكراهية)، بتعبير الدكتور سعد جمعة.
فإذا جئنا للشعر وجدنا المغرب هو الذي بادر، ممثلا في (بيت الشعر)، إلى استحداث يوم عالمي للشعر.
وأعتقد أن اتخاذ يوم عالمي للشعر، هو أيضا نوع من التكفير عن نسيان هذا الكائن الجميل عاما كاملا، لنتذكره في ذلك اليوم المصاحب لميلاد الربيع. وأعتقد أن الحياة دون شعر هي حياة بدون روح. ولكن شرط ألا نقتل الشعر، بالزيغ عن طريقه. بالنسبة لي، شاعرا، أعيش الشعر في كل لحظة، وقد لا أحتاج إلى من يذكرني بيوم أحتفل فيه بما هو جزء مني. ولكنه تقليد جميل، لعل القراء والمثقفين وعامة الناس بحاجة إلى من ينبههم إلى أنهم محرومون من وجه جمالي لا تكتمل الحياة إلا به. وأعتقد أنه يجب ألا يقتصر في هذا الاحتفاء على أن تقام قراءات شعرية هنا أو هناك، وأحيانا في قاعات معزولة لا يشهدها غير نفر قليل، بل لا بد من التفكير في طرق أخرى تقرب الشعر إلى الجماهير. وهنا لا بأس من أن يقع التعاون بين الشعر وفنون أخرى لتحقيق هذه الغاية. ما المانع من أن يصاحب الشعر موسيقى، أو تشكيل، أو عرض قصائد بشكل بصري، بتعاون مع الخطاطين المشهورين، فتكون المعارض جامعة لكل تلك الفنون؟ ولم لا يفكر مثلا في نقل الشعر عبر السينما؟ ولماذا تكتفي وسائل الإعلام عندنا بتغطية الاحتفاء بالشعر، ولا تقوم هي نفسها بذلك الاحتفاء، عبر طرقها الخاصة؟ ولماذا لا ننزل بالشعر إلى المدارس، ونشارك التلاميذ، بدلا من أن نبقى منعزلين في أبراجنا العاجية؟ ولا شك أن ذلك يقتضي أن نحرر الشعر من أوهامه التي تحاصره، أوهام الغموض والإبهام والأبراج العاجية، و(الأكروباتية) التي تحاصره تحت أسماء مستعارة. إنني لست ضد تخصيص يوم عالمي للشعر، بل على العكس من ذلك، أنا من أشد الدعاة إلى أن نولي الشعر ما يستحق، ولكنني أدعو إلى تطوير هذا الاحتفاء إلى أن يصير جماهيريا يصل إلى كل قطاعات الشعب.
> ما هو أحدث إصداراتك؟
< في هذه السنة، ونحن ما زلنا في ربعها الأول، صدر لي عن دار الأحمدية بالدار البيضاء، طبعة ثالثة لديوان: (جسر على نهر درينا)، والطبعة الأولى لديوان: (ما أقول لكم)، وقد صدرت طبعة أخرى منه موازية بالقاهرة، عن مطبعة المهندس. وهناك مجموعة شعرية مشتركة بيني وبين الشاعرة الجزائرية ليلى لعوير، عنوانها: (غضبتان)، هي الآن بمطبعة بلال بفاس. بالإضافة إلى مجموعة مهيأة للطبع عنوانها: (قصائد حب يابانية)، وبالمناسبة ستصدر الطبعة العربية من هذا الديوان مصحوبة بترجمة إنجليزية. وأخرى تحمل عنوان: (بقية مما ترك آل عمر)، وهي تمثل الجزء الأول من مجموعتي الشعرية الكاملة.
> كيف تتلقى الشعر المغربي المعاصر؟
< الشعر المغربي المعاصر جزء من الشعر العربي، ولذلك نجده يتعافى بمعافاته ويسقم بسقمه. هذا، دون إغفال بعض خصوصيات الشعر المغربي الرصين الذي يعبر بفنية عالية عن رؤية حضارية مغربية، لا تخطئها العين ولا الحسّ في كل مكان. ولكنني حزين على واقع الشعر المغربي، حزني على الشعر العربي. لا يماري أحد في اللحظة الحضارية البائسة التي يمر بها العالم العربي والإسلامي، ونحن شئنا أم أبينا جزء من ذلك العالم، نؤثر فيه ونتأثر به، ونأسى لأساه ونفرح لفرحه. ومن المكابرة ألا نعترف بالانحطاط الشامل لحضارتنا في وقتنا الراهن، فكيف ينجو الشعر من هذا الانحطاط؟ الشعر منحط، الرواية منحطة، الغناء منحط، السينما منحطة، الخ… صحيح أن مساقط نور تشع هنا وهناك بين الحين والحين، ولكن الظلام هو الغالب. بيد أني لست يائسا، ولست متشائما، فالجيد سيجرف الغثاء، طال الزمان أم قصر.
> ما موقفك من نزوح العديد من الشعراء نحو التأليف الروائي؟
< بدأت حياتي الأدبية بكتابة القصة القصيرة والرواية، ولكن ذلك لم يكن غير طريق البحث عن الذات. فما كنت أكتبه كان صدى لقراءاتي آنذاك. تأثرت بقصاصين وروائيين لم يبلغوا من الشهرة حظا عظيما، إلا أنهم كتابتهم راقية جدا، ومنهم أمين يوسف غراب، الذي نسجت على منواله. ولكن زورقي انتهى إلى مرفأ الشعر واستقر فيه.
يقولون: (الشعر ديوان العرب)، وقد ظلت هذه المقولة صحيحة إلى أواسط القرن العشرين. ثم شيئا فشيئا صارت الرواية ترتفع إلى أن قيل في بداية تسعينيات القرن الماضي: (الرواية ديوان العرب). فقد تألقت في سماء الأدب أسماء روائية، في المغرب والمشرق، مما شجع بعض المنتمين إلى الحقل الشعري إلى تجربة الكتابة الروائية.
ولكن ذلك لم يكن السبب الوحيد. ففي ثقافتنا شاعت مقولة صعوبة الجمع بين الشعر والنثر والتجويد فيهما. وكثيرا ما يكون ذلك انتصارا لنوع على حساب نوع آخر. فليس في أدبنا من أجاد المنثور والمنظوم إلا في النادر. ولعل حكيم المعرة ينتصب بظله المهيمن مثلا في هذا المجال. وأما في الثقافة الغربية، فقد كان ذلك التوحيد بين الفنيين الكتابيين أمرا عاديا ومألوفا. فعلى سبيل المثال، نجد أن الفرنسي فكتور هيكو شاعر متميز، وهو في الوقت نفسه روائي عالمي، وهو مسرحي كبير، ومنظر للمسرح أيضا. والألماني غوته كذلك أجاد شاعرا وروائيا ومسرحيا، وكذلك الأديب الروسي بوشكين، رغم أنه قتل في شبابه. وكذلك هو شأن بعض الآداب الشرقية، فطاغور مثلا شاعر وروائي، وقد أجاد في الفنين معا.
أما في أدبنا العربي الحديث فلا أعرف من جميع بين الفنين، إلا قليلا. حاول أحمد شوقي، في (أسواق الذهب) أن يجعل لنفسه منزلة في النثر تضاهي منزلته في الشعر، ولكن لا أحد يذكره اليوم إلا شاعرا فذا. وحاول العقاد أن يكون شاعرا، ولكنه ــ رغم دواوينه المتعددة ــ لا يعد في الشعراء. وقد يكون نجيب الكيلاني واحدا من هؤلاء الذين وفقوا بين الشعر والرواية. وأما باكثير فقد كان شاعرا رائدا، فلما تحول إلى الكتابة الروائية هجر الشعر إلى الأبد. وعندنا في المغرب، كان فريد الأنصاري شاعرا متميزا، فلما تحول إلى الرواية صمت عن قول الشعر.
يقول بعضهم: إن الشاعر عندما يهجر الشعر إلى حقل آخر، كالرواية مثلا، فهذا يدلّ على أنه شاعر (فاشل)، أراد أن يعوض حضوره الأدبي بفن جديد. وأنا لست ممن يزعم هذا الزعم، وأقول إن الجمع بين الشعر والرواية ممكن، إلا أنه بحاجة إلى اقتدار. فإذا نظرنا إلى واقعنا العربي، والمغربي بخاصة، وجدنا بعضا ممن انتقل إلى الكتابة الروائية أنجز أعمالا روائية جديرة بالتقدير، ونل عنها جوائز. وإن كان نيل الجوائز لم يكن عندي ــ في يوم الأيام ــ معيارا للجودة. ولكن كثيرا ممن انتقل من الشعر إلى الرواية، لم يكن يكتب شعرا في الأصل، بل كان يكتب النثر، لأنه انتقل من قصيدة النثر إلى الرواية، فهو انتقل إذن من النثر إلى النثر، لأن قصيدة النثر ــ كما يدل عليها اسمها ــ نثر، وهذا وصفٌ لها، وليس حكما معياريا، فمن قال إن الشعر أفضل من النثر ضربة لازب؟ إن نثر المحاسبي والنفري وابن عطاء الله السكندري أجمل وأرقى، وأجدى وأبقى، من كثير من دواوين الشعر. وكذلك نثر الرافعي وجبران وعلي الطنطاوي ومحمد الصباغ في عصرنا الحديث.
لقد سئلت أكثر من مرة: لماذا لا تكتب الرواية؟ فأجبت إن الرواية (عمل) يحتاج إلى تفرغ كامل، تفرغ ذهني، وربما تفرغ إداري أيضا، وإلى وقت وصبر، وأنا لا أملك شيئا من ذلك. والشعر استجابة عفوية لما يدور في النفس، وإن كان مخاضه عسيرا، إلا أنه يظل قابلا للتشكل، و(لينكتب) في أي وقت. إنني أستطيع كتابة قصيدة كتابةً ذهنية، أي أن أحفظها في ذهني قبل أن أنقلها إلى الورق، ولذلك يكون من الطبيعي أن اكتبها في السفر والحضر. وأما الرواية فتحتاج إلى استقرار.
وهناك عامل آخر، وهو أن الرواية العظيمة قد تحتاج إلى حكمة الشيوخ، وليس كذلك الشعر. وقد نبغ بعض الروائيين بعد الأربعين، مثل سومسرت موم، وقلما ينبغ شاعر إلا في سن الشباب. ولعل هذا هو ما يجعل بعض الأعمال الروائية، لبعض الشباب المتعجلين، أقرب إلى الغثاء، لأنها لا تقدم أي نظرة إلى العالم.
ولقد عاد إلحاح بعض الأصدقاء عليّ لكتابة الرواية، فمجالها رحب فسيح، وهي قادرة على تبليغ الرسالة لقطاع عريض من الناس، بينما يظل جمهور الشعر محدودا. ومن يدري؟ أرجو ألا يتعجب القراء إن أنا أصدرت رواية عن قريب، ذلك بأنها تختمر في الأعماق سنين ذوات العدد.
> ما مدى تأثير وسائط الاتصال الحديثة على الكتابة الشعرية؟
< أنا قليل التعامل مع وسائل الاتصال الحديثة، وأكاد أكون أميا فيها، ولكنني أطل عليها بين الحين والحين، استجابة لدعوة بعض الأصدقاء. ما لاحظته أن هذ الوسائط التي كثيرا ما تنشر فيها كتابات يراد لها أن تعزى إلى الشعر، تسيء إلى الأدب عموما، لأنه تكثر فيها المجاملات، فترسخ في أذهان الناس نماذج ضعيفة، ولا سيما عندما يعلق شاعر مرموق، أو ناقد قدير، على ما بعض ينشر بقوله مجاملا: (رائع)، ويبحث القارئ عن موطن تلك الروعة فلا يجد شيئا. وإذا كنا نفتقد عصا الناقد الغليظة التي تتصدى لما ينشره حتى كبار الشعراء على المنابر الورقية، أو في الكتاب والدواوين، فكيف نرسخ نقد المجاملات عبر وسائل الاتصال الحديثة؟ إنني لسست متحمسا على الإطلاق لكثير مما تنشره تلك الوسائل.
قد يرى بعضهم أنني أتحامل على الجيل الجديد، أو أضع العراقيل في وجهه. وأقول: ما أنا بالمتحامل ولا المتشدد، ولكنني الناصح الأمين. ويشهد الله أنني من أشد الناس انتصارا للشباب وتجاربهم، وأنا منذ عقود أتابع وأشجع كل من استشارني أو عرض عليّ عمله. وبعض من وجهته صار الآن من كبار الكتاب في الشعر والنثر على السواء، وقد صار بعضهم معروفا على صعيد العالم العربي، ونال جوائز قيمة. وقد أرسلت إليّ أديبة جزائرية رواية لها، نشرتها لها دار مشرقية متخصصة في نشر الأعمال الروائية، وكانت قد تربت على يدي، فهنأتها صادقا، لأنني رأيتها ثمرة من ثمار عملي، وقلت لها على سبيل المزاح: ها أنت تجدين دارا تنشر أعمالك، وما أزال بعد نصف قرن أنشر معظم أعمالي على حسابي الخاص. كان أول توجيه لهذه الروائية عام 1969، وهي يومئذ تلميذة. وتكرر الأمر نفسه مع ثلة من الأدباء من المغرب، ممن صار له حضور أدبي متميز في ساحتنا الثقافية. لكن هذا كله لا يشفع للنقد المغشوش الذي يملأ قنوات الاتصال الاجتماعي. أنصح الشباب بألا يغتروا بكل ما يصلهم من ثناء، وأنصح الأدباء بألا يبالغوا في الإطراء. فأن تقول لأديب ناشئ أصبت هنا وأخطأت هنا، أجدى عليه من أن تضلله بإطراء كله مجاملات. إن ما وصفته من واقع أدبي متردٍ لا يصلحه إلا الشّباب، فمسئوليته عظيمة، ومهمته شاقة، ولكن طريق الإصلاح دائما صعب، ويحتاج إلى التضحية. ومن يقوم بذلك غير الشباب؟ أأقول بلسان أدباء جيلي، مستعيرا كلمة ذلك الثائر المنكوب: (هرمنا)؟ أنصح الشباب الذي سيبني مستقبل الأمة بشيء واحد: إنّ الصرح لا يبنى على جرف هار. لا ترفعوا شعار الأديب الإنجليزي: (انظر خلفك في غضب)، ولكن انظروا خلفكم، واستفيدوا من آثار السابقين، وانظروا حولكم، واستفيدوا من تجارب الأمم كلها، وانظروا أمامكم لتتبينوا مواقع أقدامكم، وترفعوا لأمتكم الصرح المنشود، ثم انظروا قبل هذا وبعده إلى الأعلى، إلى السماء، لتسمدوا النور الخالد، الذي به تجاورون ركب الخالدين.