الشاعر المغربي عبد الرحيم سليلي: مناسبة معرض الكتاب تعتبر مفصلية في حياة الكاتب الإبداعية

يحفل المعرض الدولي للنشر والكتاب في دورته السابعة والعشرين الذي يقام هذه السنة بشكل استثنائي في الرباط، يحفل بمشاركة عدد كبير من الأدباء من داخل الوطن وخارجه، ومن أجيال مختلفة. بالمناسبة، كان لبيان اليوم لقاء مع نخبة منهم.
اليوم مع الشاعر والقاص المغربي عبد الرحيم سليلي.

ماذا يعني لك المعرض الدولي للنشر والكتاب في الدورته السابعة والعشرين بالرباط؟
< يمكن أن يكون الجواب عما يمثله المعرض لقارئ محب، أنه عيده الذي ينتظره مرة كل عام بشوق عارم، كي يغني مكتبته بما استجد من منشورات، ويتزود لعامه الثقافي بما يضمن ارتواء روحه التواقة لقراءة الجديد والجاد والممتع، لكن مثل هذا الجواب لن يكون شافيا في حالة الكاتب؛ لأن مناسبة معرض الكتاب تعتبر مفصلية في حياته الإبداعية، بما تحمله من رياح تأثير عاتية تهب على قريحته؛ فالمعرض من خلال فقراته المتنوعة وجديده، والأسئلة الحارقة التي تتكرر على امتداد أروقته وأيامه، يدفعنا إلى تجديد العهد مع المزيد من الرغبة في الإبداع والمغايرة، كما يمنحنا لحظة واعية للاحتكاك بتجارب مختلفة. وهو بالإضافة إلى كل هذا مناسبة للتأمل في وضع الكاتب والكتاب، فإذا كان الأول في وطننا الحبيب يسعى وراء وضع اعتباري يراه من أوجب حقوقه على الأمة التي يثري رأسمالها اللامادي بمنتوج ذي قيمة، يستمر أثره عبر الزمن، فالثاني يحتاج دفعة قوية على صعيد الصناعة والترويج، ليستطيع الصمود في ساحة التأثير الثقافي. أما بالنسبة لي أنا، فاللقاء الحقيقي يكون مع حصاد المطابع خصوصا في مجال السرد لأنني من عشاق قراءة الرواية، وهذا بصراحة هو هدفي الأول من زيارة أروقة المعرض.

>كيف هي مشاركتك في هذه الدورة؟
< بالنسبة لحضوري، فقد تلقيت دعوة كريمة من مديرية الكتاب للمشاركة في الفعاليات المصاحبة للمعرض، وبالضبط فقرة ليالي الشعر، الأمسية الخامسة رفقة شعراء يمثلون الحساسية الشعرية الجديدة في المغرب، رشيد منسوم، عمر الراجي، والشاعرة خديجة أبو بكر ماء العينين، سأحاول في هذه الأمسية أن أقدم للجمهور بعضا من جديدي الشعري الذي سبق واحتفت به دار الشعر بمراكش في شخص مديرها الشاعر عبد الحق ميفراني من خلال النوافذ الشعرية التي فتحتها الدار، راجيا أن يحصل التفاعل الضروري لاستمرار مثل هذه المبادرات التي تجعلنا نشعر أننا بصدد مغرب ثقافي جديد، أبرز عناوينه ظهور مؤسسات ثقافية لها تقاليد أصيلة في رعاية الأدب والترويج له.

> ما هو جديد إصداراتك وما تعريفك له؟
< جديدي الأدبي ديواني الأخير “أوراق منسية من سفر يونان”، الصادر عن حلقة الفكر المغربي جائزة محمد السرغيني للشعر العربي 2021، وهو بالنسبة لي محاولة للحاق بربيع الشعر الذي انطلق من فاس في السنة الماضية. هذا العمل ديوان تفعيلي كتبت قصائده بنفس هادئ ينتصر لوساطة الصورة الشعرية ويسعى لخلق مسافة توتر وتأثير بين المشهد اليومي العادي، والمشهد الشعري المنزاح الذي تؤسسه لغة بسيطة في مفرداتها مجددة في علاقاتها.
أما العمل الثاني فهو مجموعتي القصصية: “ظل يرقص سامبا شرقية” التي صدرت عن اتحاد كتاب المغرب فرع الرشيدية، وهي مجموعة أحاول من خلالها أن أستثمر تجربة التفاعل النقدي مع الخطابات المتداولة من خطاب السياسة، إلى خطاب السوشل ميديا ، مرورا بخطابات المقاهي والحواري الشعبية. وأعتقد أن أشمل تقديم يمكن أن أقدم به هذا العمل المتواضع لقارئي موجود في ما كتبه الناقد الكبير إبراهيم حجري ـ في مقال حول المجموعة، يقول:”يصمم صاحب “أضغاث ربيع” … عوالمه السردية بإحكام مُستلهما مادته، أحيانا، من وقائع اليومي المتكررة في شكل ظوهر اجتماعية وإنسانية، وأحيانا، من متخيل التراث العميق، وتارة أخرى من متراكمه الإنساني والقرائي، غير أن كل قصة من قصصه، مهما تباعد الزمن بين تاريخ كتابتها، توحي مفردة أو مجتمعة، بكونه يكتب من خلال مشروع متعدد الأبعاد، يضم ما هو شكلي جمالي إلى ما هو فكري وفلسفي، مُراهنا على قلب رؤوس المفردات المعتادة، وبناء جديد للعلاقات بين المكونات والمفاصل السردية، ونسج العلاقات بينها وفق سُلمية جديدة، وتغيير نسق الكتابة المألوف، بدون تفريط في الإثارة المطلوبة لدى كل عملية حكي”.إضافة إلى هذين العملين يوجد ديوان شعري في الطريق ومحاولة في الرواية أنا بصدد وضع اللمسات الأخيرة عليها.

< إعداد: عبد العالي بركات

Related posts

Top