نظمت الشبيبة الاشتراكية خلال الفترة الممتدة مابين 3 و 6 ماي 2018 زيارة إلى إقليم الأندلس بإسبانيا، في إطار الأدوار الاستراتيجية المنوطة بالمجتمع المدني من خلال تفعيل ورش الدبلوماسية الموازية، وتعزيز اليات التواصل وتمتين العلاقات الثنائية والمتعددة الاطراف، وهكذا كانت أشغال اللقاء التواصلي المغربي الإسباني الأول تحت شعار:” شبابنا ..سفراء الوطن في الخارج “. وقد تشكل الوفد الممثل للشبيبة الاشتراكية من ثلة من الرفيقات والرفاق من قيادة المنظمة على مستوي المكتب الوطني والمجلس المركزي وبعض ممثلي فروع المنظمة برئاسة الكاتب العام الرفيق جمال كريمي بنشقرون.
وهكذا كان هذا اللقاء الأول من نوعه، فرصة للتلاقح الثقافي والتنسيق المشترك بين الطرفين المغربي والإسباني، إذ حضر الوفد الشبابي المغربي أحد أمسيات فعاليات المهرجان السينمائي الافريقي بمدينة طريفة مساء يوم الخميس 03 ماي 2018، وتميز اليوم الأول بعقد لقاء إعلامي إذاعي صباح يوم الجمعة 4 ماي 2018 مع فرع قناة CANAL SUR بالجزيرة الخضراء، وهي الإذاعة الواسعة الانتشار بجهة الأندلس والجنوب الإسباني، في حوار مع المنشط الإذاعي NONO DOMINGESE، حيت تم تناول ملف الهجرة كموضوع أساسي علاقة بمستوى التنمية الاقتصادية والاجتماعية للمغرب وإسبانيا، إذ تم تبيان تطور الملف ومجهودات المغرب في معالجة هذه الظاهرة الاجتماعية، حيت انتقل المغرب من بلد عبور نحو أوروبا إلى بلد استقرار بمقاربة شمولية وتشاركية، لكن الحل الأمثل هو تعزيز أوراش التنمية الاقتصادية والاجتماعية للدول المصدرة للمهاجرين بحكم تناسل مظاهر الفقر والجوع والحروب…، حيت يتوجب على الدول النامية والغنية القيام بدورها في هذا الاتجاه تفاديا للمزيد من التدفق غير المتحكم فيه للمهاجرين غير النظاميين نحوهم، وهنا تمت الاشارة أيضا إلى الهجرة المعاكسة كما حدث خلال الأزمة الاقتصادية التي ضربت أوروبا خلال سنتي 2012 و 2013 و التي أدت بالمواطنين الإسبان إلى الهجرة نحو المغرب للبحث عن عمل. فتم التأكيد على أن مشروع المغرب في مجال الهجرة، يعتبر نموذجيا في احتواء الظاهرة والحد من توسعها من خلال مبادرة الدمج والاندماج، إلى جانب الاسهام في تنمية بلدان الأصل.
ومن خلال زيارة ميدانية زوال يوم الجمعة، توقف الوفد المغربي عند أهمية العنصر البيئي بين ضفتي البحر الأبيض المتوسط بدعوة وتأطير من طرف الفاعل المدني الإسباني، الأستاذ “خافيير خل” حيت زار الوفد المغربي الشبابي المحمية الطبيعية المسماة PARQUE NATURAL DEL ESTERCHO بالجزيرة الخضراء، وبين أروقتها تم التطرق إلى المعطيات الجيولوجية المشتركة بين البلدين، ومنه الدعوة إلى حماية البيئة والاعتناء بها، ضد التلوث و ضد الهجوم العمراني على الطبيعة والمتنفسات الغابوية، تأكيدا على حاجة الإنسان والحيوان للمجالات الخضراء و فضاءات الاستجمام والترفيه والرياضة.
وفي مساء يوم الجمعة 4 ماي 2018 تم عقد لقاء تواصلي مع ثلة من رؤساء وفعاليات المجتمع المدني بالجزيرة الخضراء من الطرفين المغربي الاسباني مع الوفد المغربي بقاعة الاجتماعات بمقر الإقامة بفندق OKETAVIEU عرف فتح نقاش عميق مع الرفيق جمال كريمي بنشقرون الكاتب العام لمنظمة الشبيبة الاشتراكية والنائب البرلماني عن حزب التقدم والاشتراكية والوفد المرافق له من المغرب ومن اسبانيا، تمحور حول سبل التعاون المشترك أولا في إطار تدبير حلول لمختلف المشاكل المرتبطة بالهجرة والاندماج في صفوف الشباب، إلى جانب إمكانيات التأطير المشترك ضد الغلو الديني والتطرف والإرهاب.
وفي إطار رعاية أوضاع المهاجرين المغاربة بالمهجر، وأساسا الجالية المغربية المقيمة باسبانيا، قام الوفد المغربي الشبابي لمنظمة الشبيبة الاشتراكية بعقد لقاء دراسي مع اللجنة التحضيرية لتأسيس جمعية التقدم للجالية المغربية المقيمة بإقليم الأندلس، وذلك بمدينة ماربيا يوم السبت 5 ماي 2018، تحت إشراف المكتب الوطني بقيادة الكاتب العام للمنظمة الذي كان وراء هذه المبادرة الجمعوية، وذلك من أجل توحيد الصفوف و الأصوات الرامية إلى تحسين أوضاع المهاجرين المغاربة و تصحيح الاختلالات والتقدم بالمقترحات، هذا وكان اللقاء مناسبة لمناقشة مسالة الحقوق السياسية للمهاجرات والمهاجرين علاقة بدول الأصل أو دول المهجر، إلى جانب الإنصات إلى الهموم المشتركة، من الاغتراب الثقافي للناشئة من أبناء الجالية، و ضعف منسوب التواصل المؤسساتي للقنصليات والسفارات مع عموم المغاربة، و قضايا الاندماج علاقة بالدين و العادات والتقاليد واختلافها، و اشكالية ارتباط أبناء وبنات الجلين الثالث والرابع ممن ولدو في المهجر و ترعرعو بوطنهم الأم المغرب، جراء غياب التكوين الدائم والتواصل المستمر.
عموما لقد كانت هذه الزيارة الأولى واللقاء الأول، بمثابة انطلاقة لعدد من اللقاءات المقبلة بعدد من الدول الأوروبية والإفريقية وبأمريكا اللاتينية، في إطار برنامج عمل الشبيبة الاشتراكية على الواجهة الدبلوماسية، انسجاما مع إستراتيجية المنظمة في مجال العلاقات الخارجية، فتجدر الإشارة أن برنامج اللقاء كان غنيا وأسهم في التنوير و تصحيح الرؤى و تقديم المعطيات الصحيحة، وتوج باعتماده سنويا كمناسبة تجدد بزيارتين للطرفين المغربي و الاسباني.
وبهذه المناسبة الدبلوماسية والتواصلية، وفي كل محطات البرنامج تم تقديم تذكار الشبيبة الاشتراكية المخلد للذكرى 42 على تأسيسها، لكل الفاعلين والمساهمين في إنجاح محطات اللقاء، بداية بمنشط ومديرة قناة كنال سير و رؤساء المجتمع المدني بالجزرة الخضراء، و قدماء أبناء الجالية المغربية بماربيا و اللجنة التحضيرية لجمعية التقدم للجالية المغربية المقيمة بإقليم الأندلس، وأطر الزيارة من الطرف الاسباني كعربون محبة وتعارف وكذكرى تخلد لمناسبة هذا اللقاء التواصلي الشبابي المغربي الاسباني.