انطلقت أول أمس السبت بمدينة الداخلة، فعاليات الجامعة الصيفية لمنظمة الشبيبة الاشتراكية، والتي تستضيف فيها المنظمة الشبابية لحزب الصواب الموريتاني تحت شعار “الشباب رافعة أساسية لبناء صرح مغاربي قوي”.
وقد تميز حفل افتتاح الجامعة الصيفية لمنظمة الشبيبة الاشتراكية، الذي احتضنته غرفة التجارة والصناعة والخدمات، بكلمة رئيس المنظمة الشبابية لحزب الصواب الرفيق علي أوديكه، والذي أكد من خلالها على عمق الروابط والصداقة التي تجمع شبيبة حزب التقدم والاشتراكية مع شبيبة حزب الصواب، مشيرا إلى أن هذه الجامعة الصفية تشكل إحدى الدعامات الجديدة الصادقة في العمل الشعبي الميداني لتوطيد أواصر الأخوة والتكامل والإندماج المغاربي، من خلال العمل الشبابي والثقافي وجني ثماره على أرض الواقع.
وأعرب الرفيق علي أوديكه عن أمله في أن يعزز برنامج الجامعة الصيفية فرص تكوين الشباب على تطبيق المعارف، وتنمية المهارات ودعم خبراته وتعزيز فرص إشراكه في عملية صنع القرار وتنمية المجتمع وتكريس ثقافة عصرية لديه مرتكزةٍ على مفاهيم الحرية والديمقراطية والعدالة والمساواة، وحثه على مزيد من المشاركة في بناء استراتيجيات التكامل المغاربي الذي لن يتحقق، وفق ما تصبوا إليه شعوب المنطقة، يقول رئيس شبيبة حزب الصواب “دون بناء الإنسان الواعي والمتحرر، وتعزيز دور الفعاليات المدنية في تحقيق حلمنا المغاربي القادر وحده على إعطاء بلداننا المغاربية مكانتها التي تستحق ودورها التاريخي الذي ينتظرها”.
من جانبه، أكد الرفيق أمين بولغالغ عضو المكتب الوطني للشبيبة الاشتراكية، في كلمة له، بالنيابة عن يونس سيراج الكاتب الوطني للمنظمة، على أن هذه الجامعة الصفية تنظم في إطار الشراكة الإستراتيجية التي تجمع بين المنظمتين الشبابيتين والتي تم توقيعها خلال شهر نونبر من السنة الماضية خلال الزيارة التي قامت بها قيادة الشبيبة الاشتراكية للجمهورية الإسلامية الموريتانية، بمناسبة تنظيم شبيبة حزب الصواب لمهرجانها الثقافي بالعاصمة نواكشوط، حيث تم توقيع اتفاق شراكة وتعاون من أجل الرفع من مستوى العلاقات بين شباب المنظمتين، وذلك عن طريق تبادل الزيارات وتنظيم اللقاءات المشتركة والتعاون في مجال التأطير والتكوين الثقافي والسياسي.
وأوضح أمين بولغالغ أن الشراكة بين المنظمتين الشبابيتين، هي بمثابة إطار لتنسيق المواقف في كل القضايا ذات الاهتمام المشترك، وعلى رأسها مواجهة الاستلاب الثقافي واللغوي الذي يواجهه البلدين، بالإضافة إلى تعميق الوعي بأهمية وحدة المغرب الكبير باعتبارها خطوة ضرورية على طريق الوحدة العربية الشاملة، وأداة لتقوية التعاون بين جنوب القارة الإفريقية وشمالها. والعمل على يقظة الوجدان الجماعي لشعوب المنطقة أمام مخاطر التجزيئ والتشرذم وغياب الديمقراطية والتنمية وانتشار مسببات التوتر الاجتماعي.
كما تشكل هذه الشراكة، يضيف عضو المكتب الوطني للشبيبة الاشتراكية، إطارا للدفاع عن حقوق الشباب السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والبيئية، ومناهضة التعصب والتطرف والكراهية وكل أشكال التمييز، ونشر ثقافة الحرية والتعدد والاختلاف، وغيرها من الأهداف والمرامي التي تعمل الشبيبة الاشتراكية وشبيبة حزب الصواب، بشكل جاد ومسؤول على تفعيلها وأجرأتها بداية من هذه الجامعة الصيفية.
وعبر أمين بولغالغ عن أمل منظمة الشبيبة الاشتراكية وشبيبة حزب الصواب الموريتاني، في أن تلتحق بركب هذه الشراكة باقي المنظمات الشبابية ذات التوجه الوحدوي بالدول المغاربية الشقيقة والصديقة، والعمل على تجاوز ما وصفها بـ “الصراعات الزائفة والمستهلكة”، والتركيز على تنمية أوطاننا وتسخير كل جهودنا من أجل وضعها على سكة الازدهار والرقي بها لمصاف الأمم المتقدمة”، مشيرا إلى أن بناء مستقبل المغرب الكبير لا يمكن أن يتأتى دون إشراك حقيقي وقوي للشباب، باعتباره قوة نشيطة محركة للنماء والخالقة للثروة بما تمتلكه من مؤهلات علمية ومهارات تقنية.
إلى ذلك ذكر أمين بولغالغ بالسياق الدولي الذي تنعقد فيه هذه الجامعة الصيفية، والمطبوع بالعديد من التقلبات الحادة والعميقة، التي تنبئ، بحسبه، بانبثاق عالمٍ جديد متعدد الأقطاب، مشيرا إلى أن هذا الوضع المضطرب ساهم في تزايد بؤر التوتر والنزاعاتُ المسلحة، مع ما يؤدي إليه ذلك من صعوباتٍ في الولوج إلى المواد الأولية والاستهلاكية، وارتفاعٍ غير مسبوق في أسعار الطاقة، واختلالٍ في سلاسل الإنتاج والتوريدوفي السياق ذاته، أكد القيادي الشبابي، على أن الحلول والمقترحات التقدمية ذات المرجعية الاشتراكية أصبحت تفرض نفسها بإلحاح أمام هذه الأوضاع، وخاصة ما يتعلق بمحورية دور الدولة واضطلاعها بأدوارها إستراتيجية وتركيز الاهتمام بالمرفق العمومي، مع تبني سياسة التخطيط الاستراتيجي وغيرها من المقومات، مبرزا موقف حزب التقدم والاشتراكية ومع منظمة الشبيبة الاشتراكية، الداعي إلى انبثاق نظام عالمي بديل، متوازن وعادل ومتضامن، محوره الرقــــي بأوضاع الشعوب وبالإنسانية جمعاء.
وفي الوقت الذي ذكر فيه، بالتطورات التي تعرفها فضية الوحدة الترابية للمملكة، والتي حققت نجاحات وصفها بـ”الهامة” نوه أمين بولغالغ بالموقف الذي عبرت عنه حكومة الجمهورية الإسلامية الموريتانية، المتجسد في الحياد الإيجابي القائم على المبادئ الثلاث والمتمثلة في احترام قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة، والحفاظ على العلاقات المتميزة مع جميع الأطراف، ودعم الحلول السلمية لقضية الصحراء.
وفي السياق ذاته، أكد عضو المكتب الوطني لمنظمة الشبيبة الاشتراكية، على أن مبادرة الحكم الذاتي في إطار سيادة المملكة المغربية ووحدتها الوطنية والترابية، والتي لقيت إشادة واعتراف من طرف المنتظم الدولي، هي المبادرة التي عبر فيها المغرب، عن إرادة سياسية وحسن نية لحل هذا الملف، معربا عن أمله في أن تتحلى الجزائر الشقيقة، بنفس الإرادة السياسية، بهدف تجاوز الوضع الحالي الذي عمر طويلا وفوت على شعوب المنطقة فرصا تاريخية للتعاون المشترك وبناء مغرب كبير تنعم فيه شعوب الدول الخمس بالأمن والسلم والرفاه.
وأكد بولغالغ على أن مصير موريتانيا والمغرب والجزائر وتونس وليبيا هو مصير مشترك، وأن الوضع الحالي ينتج عنه ضياع وهدر فرص تنموية واعدة، يروح ضحيتها فئة الشباب بشكل خاص، فعندما يغيب الأمن وتغيب التنمية يشعر الشباب بالقلق والتوتر ويتعمق لديهم الشعور باليأس فيلجؤون إلى الهجرة صوب أروبا لتحصيل سبل العيش والبحث عن الاستقرار.
بدورها، شددت حنان سعيدان عضوة المكتب الوطني للشبيبة الاشتراكية ومديرة الجامعة الصيفية، على أن الشبيبة الاشتراكية وهي تُحَضِّر لتنظيم هذا الملتقى الشبابي إلى جانب شبيبة حزب الصواب الموريتاني، تجاوزت مجموعة من العراقيل والصعوبات التي كادت أن تعصف بهذا الملتقى و تحول دون إخراجه للوجود، وتغلبت عليها بمجهوداتها الذاتية وبفضل إصرار وعزيمة الرفيقات و الرفاق، معربة عن شكرها لكل من ساهم في إخراج هذا الملتقى إلى حيز الوجود.
واستحضرت حنان سيعدان، في كلمتها بالمناسبة، حجم العلاقة التي تجمع الشعبين الموريتاني والمغربي، وكذا العلاقة التي تربط منظمة شبيبة حزب الصواب ومنظمة الشبيبة الاشتراكية، مشيرة إلى أن هذه العلاقة هي ممتدة في التاريخ ولها عمق حضاري وسياسي واقتصادي وثقافي وروحي وهوياتي، وهي الروابط، تضيف المتحدثة، التي يتعين استحضارها في هذه الجامعة الصيفية، من أجل استشراف المصير الواحد من بوابة التلاقح الفكري و تبادل التجارب على مختلف المستويات خصوصا فيما يتعلق بالديمقراطية و المناصفة و المساواة في الحقوق بين الجنسين و العدالة الاجتماعية و المجالية و غيرها من القضايا ذات الاهتمام المشترك.
وأضافت حنان سعيدان أن هذا الملتقى الشبابي الذي ينعقد في مدينة الداخلة بما تحمله من رمزية، سيمتد على مدى أسبوع كامل، إلى غاية يوم 26 شتنبر الجاري، سيشكل بكل تأكيد محطة هامة للتأسيس لرؤية إستراتيجية من أجل تفعيل أمثل للأدوار الهامة التي تؤديها شبيبات الأحزاب السياسية.
يشار إلى أن منظمة الشبيبة الاشتراكية نظمت حفل استقبال لوفد منظمة شبيبة حزب الصواب الموريتاني بمعبر الكركرات نقطة التماس الحدودية بين المملكة المغربية والجمهورية الإسلامية الموريتانية والذي قطعته شبيبة حزب الصواب مشيا على الأقدام وتم استقبالهم بخيمة نصبت على الطريقة والتقاليد الصحراوية المغربية.
ويتضمن البرنامج مجموعة من الورشات الفكرية، والأنشطة الترفيهية والرياضية، ومحاضرات يلقيها مختصون في مجالات تهم البلدين كموضوع العلاقات الموريتانية المغربية، والتعاون الثقافي والعلمي الموريتاني المغربي، وغيرها من المواضيع التي تهم مجال اهتمام المنظمتين الشبابيتين بصفة خاصة وشباب المنطقة المغاربية بصفة عامة.
محمد حجيوي