الشناقة” يحرمون المغاربة من السمك”

شهدت أسعار مختلف أنواع الأسماك ارتفاعا جنونيا في الأيام الأولى من شهر رمضان، حيث وصل سعر بعض الأنواع من السمك لأثمنة قياسية لم تعرفها الأسواق من قبل، لاسيما الأسماك التي تعرف إقبالا في هذا الشهر كالسردين والشرن وباقي الأنواع الأخرى التي تزين بها العائلات المغربية مائدة إفطارها.
وقفزت الزيادات في أسعار الأسماك في بعض الأصناف بـ 150 درهما، في سوق الجملة، وزيادة بين 8 و10 دراهم لدى تجار التقسيط، أو تتجاوز ذلك بكثير، بفعل تداخل مجموعة من الأسباب في تحديد الأسعار وتفاوته من سوق لآخر.
ووقفت جريدة بيان اليوم، على أثمنة بعض أنواع السمك، بدءا بالسردين الذي يوصف بطبق “الفقراء”، الذي حطم خلال شهر رمضان الرقم القياسي في الزيادات، إذ بلغ ثمنه 20 درهما للكيلوغرام الواحد أثناء التقسيط، كما انتقل من 80 إلى 300 درهما للصندوق في أسواق الجملة.
وبالنسبة لسمك الشرن والذي يعد بديلا مناسبا في الغالب للفئة المتوسطة والفقيرة عن سمك السردين في إطار تنويعها لمائدة الإفطار، فإنه لم ينجو بدوره من لهيب الأسعار، فأصبح ثمنه خلال رمضان يتراوح ما بين 15 و20 درهما، بعد أن كان ثمنه لا يتجاوز 15 درهما في أسوء ارتفاعاته في الأيام العادية.
وسجلت باقي أنواع الأسماك بدورها زيادات حارقة، لتنتقل بعضها من سعر 20 إلى 40 درهما للكيلوغرام أي ضعف الثمن، من قبيل سمك الراية، كما أن سمك “الميرنا” وصل ثمنه لـ 80 درهما للكلغ، بالإضافة لسمك “الكالامار” الذي تجاوز سعره 100 درهما، و”الصول” الذي قفز أيضا إلى 150 درهما للكلغ.
أما عن بعض فواكه البحر مثل “القيمرون” فتجاوز ثمنه في سوق الجملة 1400 درهما للصندوق، بعد أن كان بحوالي 600 درهما قبل شهر رمضان، منتقلا سعره في التقسيط من 45 درهما في الأيام العادية إلى 100 درهما للكلغ خلال هذا الشهر الجاري.
وتعليقا على هذه الارتفاعات في أسعار الأسماك، أشار بعض المتبضعين بسوق سباتة، أنه كان من المتوقع أن تزداد الأسعار نظرا للإقبال الكبير الذي يعرفه سوق السمك خلال شهر رمضان، إلا أنهم لم يتصوروا وصوله لهذه الدرجة من الأرقام، التي أثرت بشكل كبير على رغبتهم في اقتناء الأسماك بالكمية التي كانوا معتادين عليها في الأيام العادية.
وساهمت هذه الأثمنة الخيالية في السوق، إلى حدوث تراجع في الإقبال على الأسماك، خصوصا وأن بعض الأنواع فاقت إمكانية بعض العائلات المغربية خلال هذه الفترة التي تتميز أساسا بإنهاك لقدرتهم الشرائية في ظل ارتفاع مختلف المواد الأساسية.
وفي حديث مع جريدة بيان اليوم، قال عثمان تاجر السمك بالتقسيط، إن من أهم أسباب ارتفاع الأسعار وجود فئة كبيرة من المضاربين والوسطاء داخل السوق أو كما سماهم “الشناقة”، أصحاب الاغتناء السريع ولو على حساب المواطن.
وأشار إلى أن هذه الفئة تشتري السمك مباشرة من البائع الأصلي بثمنه الأصلي، وتعيد البيع فيه بهامش ربح مضاعف، قبل أن يعاد البيع مرة أخرى وأخرى إلى أن يقفز سعر الصندوق إلى ثمن لا يطاق، إذا ما أضيفت إليه مصاريف النقل وهامش الربح لبائع التقسيط، في ظل غياب المراقبة من قبل السلطات المختصة.
وأضاف عثمان أن أزمة المحروقات لم تؤدي إلى ارتفاع أثمنة النقل فقط، بل انعكست بدورها على نشاط الصيد البحري بالمغرب، الأمر الذي ساهم في تقليل المردود السمكي خلال هذا الموسم.

< عبد الإله المتوكل (صحافي متدرب)

Related posts

Top